كيف يستفيد القارئ الغربي من مالك بن نبي
اتّصل بي البارحة عبر الخاص سائلا: "السلام عليكم ورحمة الله. ما هو أفضل كتاب لمالك بن نبي يمكن أن يكون هدية لغير المسلمين بالفرنسية طبعا".
أجيب على الفور ودون تردد: السّلام عليكم..
Les conditions de la renaissance .La vocation de l'islam. Le
Le problème de la culture. Le problème des idées dans le monde musulman. Lebbeik, pélerinage de pauvres
عقّبت قائلا: لا أنصح بتقديم كتب مالك بن نبي ذات السيرة الذاتية والصراعات السياسية وحالة الجزائر أيام الثورة وبعد الاستقلال ومذكراته لغير المسلمين.
هناك كتب كتبها مالك بن نبي باللّغة الفرنسية لكنه لم يبدع فيها ولذلك أفضّل عدم تقديمها لغير المسلمين.
بعد أن وصلته مجموعة من كتب مالك بن نبي عبر الخاص قال لي إنّي اخترت كتابه Le phénomène coranique وأريد أن أرسله للمرأة الفرنسية التي حدثتك عنها مع دڤلة نور الجزائرية.
دخلت قائلا: لا أنصحك بكتاب Le phénomène coranique.
تعجّب: أردته والله. بم تنصحني.
أجبت: لأنّه أوّل وآخر كتاب لمالك بن نبي ولم يستمر مالك بن نبي على ذلك المنوال. وبالتّالي -وفي تقديري- لايعرف مالك بن نبي من خلال "الظاهرة" بل يعرف من كتب أخر ذكرتها لك.
أضفت: لا أنصحك بكتاب La lutte idéologique en pays colonisés. و
Pourritures. و Les carnets [1].
عللّت موقفي بـ: بالنسبة للفرنسي لأنّها كتب تتعلّق بالحياة الشخصية لمالك بن نبي ومرتبطة بكتب أخرى ومن لم يقرأ كتبه الأخرى المتعلقة بالصراع الفكري يتوه في جزئيات لا قبل له بها.
كتاب: Les conditions de la renaissanceكتاب من أعظم ماكتب مالك بن نبي. وعظمة بن نبي في كونه استمر طيلة حياته على هذا المنوال. ويعرف من خلال" شروط النهضة" وكتب أخرى ذكرتها لك في الأعلى.
بعد أن تمنيت له هدية موفقة. وشكرني قائلا: شكراااا سيدي على النصيحة. ختمت الحوار بما أراه مهما في كيفية قراءة مالك بن نبي بالنسبة للغربي:
تعلّمت من الحوار ولأوّل مرّة في حياتي أنّ كتب مالك بن نبي - كمثال - التي تقدّم للقارئ تختلف من حيث: جزائري وعربي ومسلم وغربي فرنسي غير مسلم ولكلّ فئة نوع خاص بها ومن لم يحسن الاختيار فقد ضيّع فضل الكاتب والكتاب وضيّع على القارئ فضل الاستفادة من الكاتب والكتاب. وهذه القاعدة تصلح مع جميع الكتّاب والكتب. وحين كتبت مقالي " كيف نقرأ مالك بن نبي "[2] وقد وضعته تحت تصرفك لم يكن حينها في الحسبان العنصر الفرنسي الذي ذكرته الآن في الحوار مايدفعني لتخصيص مقال في "كيف يستفيد القارئ الغربي من مالك بن نبي" وغير ذلك من الكتب والكتّاب. ولذلك وجب تقديم الشكر لزميلنا الذي أحسن إلينا بطرح الموضوع الحسن.
[1] سبق لي أن حذّرت من الاهتمام بالحياة الشخصية لمالك على حساب أفكار في مقال لي بعنوان: " مالك بن نبي.. اهتم بفكره ودعك من شخصه"، وبتاريخ: الثلاثاء 3 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق لـ 11 ديسمبر 2018
[2] راجع مقالي من فضلك بعنوان " كيف نقرأ مالك بن نبي"، وبتاريخ: الجمعة24 شعبان 1436هـ الموافق لـ : 12جوان 2015م.
وسوم: العدد 863