الحلقة الأخيرة من المؤامرة
عاش الشعب السوي أكثر من نصف قرن من الزمان تحت حكم العصابة الطائفية الأسدية التي علونت (1) الجيش والاقتصاد والتعليم والمجتمع… وأطلقوا عليها سوريا الأسد (مزرعة الأسد) والذي يريد أن يعيش في هذه المزرعة بسلام، عليه أن يتخلّق بأخلاق القطيع…حتى أمست سوريا الفيحاء سجنًا كبيرًا لكل السوريين الأحرار…
لقد تفاءل السوريون كثيرًا حين انتفضوا ثائرين في وجه هذه العصابة المجرمة، حين ظنوا أن العالم سيهب إلى نصرتهم، ويقف معهم للتخلص من هذا الاستبداد، كما وقف مع شعوب أوروبا الشرقية في نيل حريتها!!! ولكن آمالهم سرعان ما تبخّرت، فكلّ شيء صار عكس توقعاتهم، هرعوا إلى مجلس الأمن الدولي ففوجئوا بالفيتو الروسي، والصيني.
لقد طالبت تركيا بفرض حظر جويّ على الطائرات الحربية لحماية المدنيين فلم يستجب لها أحد، ولم يقف التآمر عند هذا الحدّ، بل منع عن الثوار السلاح النوعي بكل أشكاله وأنواعه…
كما ساهمت الترسانة العسكرية الإيرانية، والميليشيات التابعة لها في دعم النظام القاتل، وقامت روسيا بدورها بتأمين الغطاء الجوي للنظام المجرم، ولم تكتف طائرات الحقد الروسية بقصف القوات المعارضة بل أخذت تقصف المناطق السكنية، فدمرت الأفران والمدارس والمستشفيات… حتى تحوّلت سورية إلى أخدود عظيم يُحرّق فيه السوريون جمعيًا، لا لشيء إلا لأنهم أرادوا الحرية فقط.
إن دعم العالم لعصابات الأسد ومن لفّ لفهم، دليل صارخ على موت الضمير الإنساني وغياب العدل عن جميع المؤسسات الدولية…
شعب يباد ويهجّر تحت سمع العالم وبصره، إنما يدل على إفلاس هذا العالم من القوانين والقيم والأخلاق وأول المفلسين (محكمة العدل الدولية) التي لم تعرف العدل أبدا تجاه قضايانا.
لم يبق أمام السوريين إلا أن يستمرّوا في ثورتهم ويجعل كل واحد منهم من نفسه مشروع شهيد.
لن نترك بلادنا كلأ مباحًا لأصحاب النواح واللطم -أصحاب المشروع الصفوي- يفسدون في أرضنا ويفرضون عقائدهم الفاسدة على القلة المستضعفة هناك.
لن نسمح ببناء الحسينيات على أرضنا، ولن تخدعنا شعاراتهم الكاذبة كتحرير الأقصى والمقاومة… فالذي سيحرر الأقصى يوحّد الأمة أولا كما فعل صلاح الدين، وأنتم مزقتم الأمة كل ممزق، ووقفتم في خندق الأعداء تساهمون في سفك الدماء البريئة، وتهلكون الحرث والنسل.
فهل قتل مئات الآلاف من السوريين، نصرة للأقصى؟
وهل تهجير الملايين واقتلاعهم من بيوتهم هو الطريق إلى تحرير القدس؟
الطريق إلى القدس لا يمر فوق جثث الأبرياء!!!
الثورة السورية فضحتكم وأسقطت الأقنعة عنكم! فما جرى ويجري ستحاسبون عليه، والتاريخ لن يرحمكم. فإجرامكم هذا ليس جديدًا، وصفحات التاريخ مليئة بخياناتكم ووقوفكم مع أعداء الأمة ضدّ أبنائها!
أيها الصفويون: نحن أهل السنة لا نعيش أحقاد التاريخ كما تعيشونها، ولا نتربى على ثقافة الحقد كما هو حالكم في الانتقام من أهل السنة!!
وثورتنا ليست إرهابية كما تصفونها، بل أنتم من يمارس الإرهاب ضدّنا في إيران، والعراق، وأفغانستان، ولبنان، وسورية…
فميليشياتكم القاتلة المأجورة التي تجرّدت من كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة، تمارس الإرهاب الطائفي بشكل لا مثيل له في التاريخ الإنساني!!!
حتى اليهود في فلسطين ما ارتكبوا معشار ما ارتكبتموه من جرائم في حق الأبرياء.
إن هذا الإجرام كلّه لن يجلب لكم إلا العار، وستذهب كل جهودكم أدراج الرياح، ولن تقوم لكم قائمة على أرضنا…
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ
وسوم: العدد 863