عبَدةُ العُجول المعاصرون : مَن هم ؟ وما عجولهم ؟

حينَ تهتزّ العقولْ    رُبَّ ذي لبٍّ يقولْ :

أعُجولٌ في قلوبٍ    أم قلوبٌ في عُجولْ ؟

عبد بنو أسرائيل العجل الذهبي ، الذي صنعه السامري ، فحرقه موسى ، ونسفه في اليمّ .. لكنهم أُشرِبوه ، في قلوبهم !

كان هذا في القديم ! فما شأن عبَدة العجول ، في العصر الراهن ؟ مَن هم ؟ وما عجولهم ؛ بعد أن صار العجل ، أحدَ الرموزالأساسية ، لأكثر المخلوقات المعبودة؟

أنواع العجول المعبودة :

العجول البشرية: الحكّام .. وأتباع الحكّام وأذنابهم ، من رجال مخابرات ، وغيرهم ، مِن الذين يُحلّون للناس الحرام ، ويحرّمون عليهم الحلال ، فيتبعونهم ، ويخضعون لهم ، بذلة وهوان !

العجول الذهبية : كعجل بني إسرائيل ! والمقصود ، هنا ، المال ، بعمومه ، والذهب يأتي في مقدّمته !

المناصب السياسية والاجتماعية :  شكّلت المناصب أحلاماً ، لكثير من الناس ، حتى أصبحت رموزاً ، لمطامح هؤلاء ؛ مَن وصل إليها ، عضّ عليها بالنواجذ ، وصارت أهمّ شيء في حياته ؛ بل صارت لها مرتبة ، في نفسه ، تقترب من حدّ القداسة ! أمّا مَن لم يحقّق حلمه ، في بلوغ المنصب ، فقد ظلّ يتغنّى به ، ويراه  حلم حياته ، الذي يسعى إلى تحقيقه ، ويضحّي ، لأجله ، بكلّ قيمة سامية !

الأفكار: التي تهيمن ، على بعض الأشخاص ، فتكتسب ، لديهم ، قدسية ، مع الزمن؛ فيجعلون منها رموزاً مقدّسة ، يدورون حولها ، ويعتكفون في معابدها !

العجول الذاتية : أيْ ؛ أن يكون المرء ، عجلَ نفسِه: (عبادة الذات) ! وبعض المفكّرين ، يسمّي هذا النوع ، من تبجيل الذات : نرجسية ؛ استناداً إلى الأسطورة اليونانية القديمة !

أمّا عبَدة العجول ، المعاصرون : فهم أصناف ، مختلفة المشارب والمدارك ، والأهواء ، والمستويات العقلية والعلمية والثقافية .. فمنهم :

الجهَلة  : الذين لايعرفون ، من معاني الحياة شيئاً ، سوى مايرتبط ، بحياتهم المادّية اليومية ، من : طعام وشراب ، ولباس ومأوى ..!

المنافقون : الذين يمجّدون كلّ ذي سلطة وقوّة ، ويصلون إلى مرحلة التقديس ، في النظر، إلى بعض ذوي المناصب !

مغسولو الأدمغة : الذين مارست عليهم ، أجهزة المخابرات ، ووسائل الإعلام ، التابعة لأصحاب السلطة ، عمليات غسل أدمغة ؛ فباتوا ينظرون ، إلى بعض المتسلطين ، على أنهم آلهة تستحقّ العبادة !

ولن نتحدّث ، هنا ، عن أولئك ، الذين تقوم ديانتهم ، أساساً ، على عبادة البقر، فأولئك لهم شان خاصّ ، لا يدخل في موضوعنا هذا !

وسوم: العدد 867