سُنن الله في المجتمعات ، تختلف عن سننه ، في الأفراد !

الفرد : قد يعصي ربّه ، ثمّ يتوب ، ويعمل صالحاً ، فيغفر الله له !

وقد يكون الفرد ، في ضيق ، فيدعوالله ، فيفرّج عنه !

وقد تكون مجموعة ، من الأفراد العصاة ، في سفينة ، فتعصف الرياح ، ويعلو الموج ، وتوشك السفينة على الغرق ، فيدعون الله ، مخلصين له الدين ، فينجيهم إلى البرّ، بفضله ورحمته !

وقد ورد في السنّة النبوية ، أن ثلاثة رجال ، كانوا في كهف ، فهبطت صخرة ، أغلقت عليهم باب الكهف ، فدعوا الله ، بصالح أعمالهم ، فزحزحت الصخرة عن الباب ، فخرجوا !

أمّا سنن الله في المجتمعات ، فالأمر فيها يختلف ؛ فمعاصي الأفراد ترتدّ ضَعفاً ، على المجتمع ، وصلاح الأفراد ، ينعكس قوّة ، على المجتمع ! وقد يُهلك الله المجتمع ، بفساد بعض أفراده ،  كما قد يَحرم الله المجتمع ، من خير، جزاءً لسلوك سيّء ، لدى بعض أفراده !

ورد في الحديث الشريف :

 خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القَدْر، فتَلاحَى فلانٌ وفلانٌ؛ فرُفِعتْ !

قال تعالى : واتّقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصّة ..

ولعِن الذين كفروا من اليهود، على ألسنة بعض أنبيائهم، لأنهم كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه !

وكان الناس ، قديماً ، يتمايزون ، في اتّباع الأنبياء ومخالفتهم ، فيُهلك الله أعداءَ النبيّ ، وينجي النبيّ وأتباعه ! فهذا التمايز، غير موجود ، اليوم !

مجتمع السفينة ، التي أصاب بعضهم أعلاها ، وبعضهم أسفلها ، فأراد مَن في الأسفل ، خرقَها، لاستقاء الماء ؛ هذا المجتمع غير موجود ، اليوم ، لأن الذين في الأعلى ، لايأخذون ، على أيدي مَن في الأسفل ، لأسباب كثيرة ، تَفرضها حياة المجتمعات ، اليوم ، وما فيها من اختلافات ، في الطبائع والآراء ، ومن تباينات سياسية وفكرية ، وغيرها !

فماذا يفعل المصلحون ؟  لابدّ أن يَنظر كلّ عاقل ، من موقعه ، في واقعه المحيط به ، ويحرص على عمل الخير، الذي يراه الأنفع والأجدى ، في ظروف المكان والزمان ، التي هو فيها !

وأعمالُ الخير، هنا ، تختلف ، من بيئة إلى بيئة ، ومن مجتمع ، إلى آخر!

فبعض المجتمعات تحتاج ، إلى أساسيات الحياة ، من مطعم وملبس ومأوى ..وبعضها تحتاج إلى: مدارس ومَشافٍ ، ومؤسّسات اجتماعية وخيرية .. وبعضها تحتاج ، إلى الكلمة الطيّبة ، والدعوة بالتي هي أحسن .. وبعض المجتمعات أكثريتها مُسلمة .. وبعض  المجتمعات أكثريتها نصرانية.. وبعض المجتمعات أكثربتها وثنية ..  ولكلّ مجتمع حاجاته ، وفيه تناقضاته ، وسلبياته وإيجابياته!

نماذج :

 الداعية أحمد ديدات : كان يحرص ، على الدعوة الإسلامية ، ومجادلة الملاحدة ، وأهل الكتاب، بالتي هي أحسن . وتفنيد آرائهم ..!

الداعية عبد الرحمن سميط : كان يحرص ، على مساعدة الناس ، في إفريقيا ، وتقديم مايحتاجون إليه ، من مستلزمات الحياة ، على شكل معونات مباشرة ، أو على شكل مشروعات : صحّية وتعليمية واقتصادية .. وغير ذلك !

قال ربّنا ، عزّ وجلّ : لايكلف الله نفساً إلاّ وسعَها . وقال نبيّنا الكريم: اعملوا، فكلٌّ ميسّر لِما خُلق له !

وسوم: العدد 867