الأشرم الحبشي، أراد هدم الكعبة، لأجل القُلّيس، فما قُلّيس الأشرَمين العرب، اليوم ؟
بنى أبرهةُ الأشرم ، مَلك الحبشة ، كنيسة ، سمّاها (القُلّيس) ، لبَحجّ إليها العرب ، بدلاً من الكعبة ! وحين رأى العربَ ، مازالوا يحجّون إلى الكعبة ، قرّر أن يهدمها، لينصرف العرب ، إلى القُلّيس ، واتّخذ دليلاً عربياً ، يدعى : أبا رغال .. خبيراً ، في الصحراء ومسالكها ، ليدلّه وجيشه ، إلى الكعبة ! وحين اقترب من مكّة ، سلّط الله عليه ، طيرَالأبابيل ، فأهلكت جيشه ، وعاد ، هو ، إلى بلاده ، مثخناً بالجراح !
وقد أنزل الله على نبيّه ، في القرآن الكريم ، سورة خاصّة بهذا الأمر، سمّيت: سورة الفيل.. ماتزال تتلى على الناس ، منذ أربعة عشر قرناً ، وستظلّ تتلى ، إلى يوم القيامة !
فما شأن (الأشرَمينَ) العرب ، اليوم ؟ وما قلّيسهم ، الذي يحاربون الإسلام والمسلمين لأجله ؟
مَن هم الأشرَمون العرب ؟
إنهم كُثر، وهم منتشرون في المكان ، متعاقبون في الزمان! وقد وضعنا التسمية لهم، هنا، استئناساً بتسمية أشرم الحبشة ؛ للتشابه ، بين حاله وحالهم ، وبين قلّيسه ،البناء الحقيقي ، الذي اندفع لهدم الكعبة ، لأجله .. وقُليسهم ، البناء الرمزي ، الذي تعاقبوا، على السعي لهدم الإسلام ، لأجله !
لكن ، إذا كان قلّيس الحبشي ، بناءً واحداً ، بصورة واحدة ، فقُلّيس أشباهه العرب، متعدّد الصوَر!
صور سياسية.. وصور عقَدية .. وصور فكرية .. وصور نفسية.. وصور خُلقية..!
لقد هدم المجرم (الجَنابي) ، الكعبة ، للأسباب المذكورة ، آنفاً ، كلّها ، وبالصوَر التي لديه ، الموغلة في أعماقه ، كلّها .. وقتل حجّاجَ بيت الله الحرام ، كلّهم ، في أحد الأعوام ، وألقى جثثهم ، في بئر زمزم ، ثمّ وقف فوق الكعبة ، يصيح : أنا بالله ، وبالله أنا ، يَخلق الخلقَ ، وأفنيهم أنا !
ثمّ اندثر، وظلّ رمزاً ، للحاقدين على الإسلام ، من أمثاله ، إلى اليوم ، من أتباع ملّته، ومن أتباع الملل المختلفة ، المنبثقة عن ملّته ، والمشابهة لها ، في المنهج والسلوك !
اندثر عهده ، وجاء عهد جديد ، بصور جديدة ، من الأحقلد والأفكار، والعقائد والنفسيات !
هدمُ الكعبة ، ذاتِها ، هدفٌ ، لكنه هدف مؤجّل . أمّا الأهداف المعجّلة ، فأهمّها:
تشويهُ صورة الإسلام ، ذاته ، الذي يدفع المسلمين ، إلى الطواف حول الكعبة !
قتلُ المسلمين ، بذرائع شتّى ، وبأساليب شتّى ! من الحجج : حجّة محاربة الإرهاب! ومن الأساليب : الحصار، والتجويع ، والتشريد ، والقتل المباشر : بالقنابل والصواريخ ، وبسائر الوسائل المحظورة دولياً ، من الأسلحة الكيميائية ، وغيرها!
تَعاونَ ( الأشرمين ) العرب ، فيما بينهم ، وفيما بينهم وبين أسيادهم ، من : صهاينة وصليبيين وملاحدة .. على مطاردة كلّ مَن يدعو، إلى المحافظة على كيان الأمّة ، التي تعتنق الإسلام .. وعلى تلفيق التهم المختلفة ، لأبناء الأمّة الأحرار، والزجّ يهم في السجون والمعتقلات .. أو دفعهم إلى المنافي ، المنتشرة في أصقاع الأرض !
وسوم: العدد 868