قصائد غاضبة
قصائد غاضبة
تنتظر الكمون
بن العربي غرابي
أستاذ اللغة العربية للسلك الإعدادي، المغرب
إلى: وصال وزينب: جناحين لطائر واحد وأمنيتين
ماطرتين في خارطة السحاب البخيل وثنايا
الرماد الباحث عن فقه الجمر والتنصل من هواية الحرق ومغازلة الريح.
قرأنا في ورقة جاءت بها ريح من بقايا عادٍ أن النار لا تثبت على كلمة واحدة أو كونٍ واحد، وأن بينها وبين تراب الأرض خلافا أزليا، قيل حول كنز أودَعَاه شجرةَ صفصاف، وقيل حول وَزَغَة ماردة تنفخ النار إذا كان في دخانها نبي أو ساحر، وقيل، وهو الأرجح، حول ارتطام نعل النار بوجه الأرض، مما أحدث شقوقا في جبل وتشوهات في سِجِلِّ الحياة الدنيا.
وحدثنا من عاش عشر سنوات في صحبة جنكيزخان أن المستعصم بالله فكر في الدعاء عليه فيخسف في السماء قردا أو خنزيرا أو ثعلبا، ولكن بطانته نصحوه بأن عذاب من يكون سببا في مسخ عدو هو أن يُحشَر في آخر الدنيا مع السلاحف والعظايا، وجاؤوه بأدلة لا ينكرها إلا أفاك، وكان المستعصم يملك مفاتيح السماء ويستطيع تعطيل السحاب وتثاؤب العشب والفصول، وكان أطال الله في عمره في قبره ذا ذائقة خيالية، فقد أحب الغناء واختار الجواري من السند والهند والروم والتتار أنفسهم، وعلمهن ركوب القوافي وعصر النبيذ ومجادلة الفقهاء والنحاة. وقد دفن الخليفة سيفه تحت سريره الذي نامت فيه نساء سود وبيض وسمر وهيفاوات ومهفهفات وبهكنات – وقيل قد أهدى سيفه لجارية تجيد الغناء- وحرم على الراقصين العبث بسيفه هذا لأن في ذلك تحقيرا للسلم والمحبة ومراقصة الأعداء. أليس المستعصم بطلا من ملائكة السلام؟.
ومن عجيب ما قرأت في فتوحات المعاصرين أن هذا الغرب الكافرالذي يتباهى بأعياد ميلاد آلاته التي تغير مساحيق وجهها من حين إلى حين، ما كان ليغزو أرضنا وسماءنا وبرنا وبحرنا لو أن رجالات ديننا تحلوا ببصيص شجاعة وقالوا بصوت واحد:
الهاتف شيطلن: لأنه يقرب المسافات بين الناس والتباعد خير.
حفر الأرض بقسوة حرام: ودليلنا هو أنها تتألم مثلنا.
التصوير الدقيق إجرام: ودليلنا هو أن زرقة السماء نسخة لا مثيل لها.
تصفيف الشعر بدعة: ودليلنا هو أن المرايا خلقت للتسبيح وعشق الزوايا.