ضريبة العزّ ثقيلة ، وضريبة الذلّ مُخزية ، وضريبة الحياة قاسية !
الحياة ، ذاتها ، لها ضريبة ، وضريبتها قاسية ، فيها : الابتلاء والموت ، والنشر والحشر..! والعاقلُ يسلّم ويَتّقي ، والأحمقُ يَغوي أويتمرّد !
ومفهوم العزّ والذلّ يختلف : من شخص إلى آخر.. ومن قبيلة إلى قبيلة .. ومن دولة إلى دولة .. ومن ظرف إلى ظرف .. ومن بيئة إلى بيئة .. ومن زمن إلى أخر..!
فقد ترى جهة ما ، أمراً معيّناً ، عزّاً ، وتراه جهة غيرها ، أمراً عادياً .. وقد يكون الأمر، ذاته ، عزّاً ، في ظرف ما ، ويكون أمراً عادياً ، في ظرف آخر .. وكذلك الذلّ : قد يكون أمراً عادياً ، في ظرف ما ، أو في نظر جهة ما ، ويختلف في ظرف آخر، أو في نظر جهة مختلفة !
أمّا ضريبة العزّ ، فثقيلة ، بوجه عامّ ، إذا نُظر إليه ، من زاوية المفهومات الإنسانية العامّة ، كمفهوم الحرّية ، لدى الناس الأسوياء ، على مستوى الأفراد والشعوب ! فيندر ألاّ تكون الحرّية ، أفضل من العبودية ، لدى الفرد العادي ، ولدى الشعب ، عامّة ؛ أيّ شعب ، في أيّ زمان ومكان ! ومن هذا المنظور، يكون ثمن الحصول على الحرّية باهظاً ، لدى الشعب ، الذي يسعى إلى الاستقلال ، عن حكم أجنبي يهيمن عليه ! وكذلك الأمر، بالنسبة إلى الأفراد × فالفرد المستعبَد ، يتوق إلى الحصول على حرّيته ، وقد يدفع مالاً ، لقاء الحصول عليها ، بمكاتبة مع مالكه ! فالعزّ ، من وجهة نظر الفرد ، أو الشعب ، يكمن في الحرية ، والذلّ يكمن في العبودية ! وكثيراً ما تبذل الشعوب دماء ، وتقدّم ضحايا من أبنائها ، للحصول على الحرّية ، التي قد تكمن في التحرر، من تسلط حاكم أجنبي ، أوحاكم وطني ، فاسد ظالم ، يسوم شعبه سوء العذاب ؛ كما جرى عبر التاريخ ، وكما يجري اليوم ، في الكثير من دول العالم ، ومنها الدول العربية ، وبعض الشعوب المسلمة ، في دول مختلفة !
وأمّا ضريبة الذلّ فمُخزية ، هاهنا ، في هذا المثل ؛ وهي : بقاء الفرد ، تحت حكم المالك المستعبِد ، في حالة الفرد .. وتحت حكم الدولة المستعبِدة ، في حالة الشعب!
ونكتفي بهذا المثل ؛ مثل الحرّية والعبودية ، في هذا المجال ، ونستشهد عليه ، ببعض الأبيات الشعرية المعبّرة ، من قصيدة أحمد شوقي ، التي تحدّث فيها ، عن كفاح الشعب السوري ، ضدّ المحتل الفرنسي ! وهي قصدة رائعة ، معبّرة عن واقع الحال ؛ إذ قال الشاعر:
ولا يَبني المَمالكَ كالضحايا ولا يُدني الحقوقَ ، ولا يُحقّ
وللحرّية الحمراءِ بابٌ بكلّ يدٍ مُضرّجةٍ يُدقّ
أمّا أنواع الضرائب المتنوّعة ، فلعلّ لها حديثاً آخر، يأتي لاحقاً ، إن شاء الله !
وسوم: العدد 871