رجال الظلام الذين يمولون جرائم الأسد ومجازره إيهاب مخلوف رجل أعمال الأسد
شركات آل مخلوف المعلنة هي الرأس الظاهر لجبل الثلج
حتى اندلاع الثورة في سورية عام 2011، كانت عائلة خال الرئيس بشار الأسد، قد سيطرت علناً، وبأسماء أبناء عائلة الخال محمد مخلوف، على أكبر شركة اتصالات في سورية (سيريتل)، وأكبر شركة قابضة (الشام القابضة)، وأكبر شركة عقارات (شركة بنا للعقارات) وأكبر شركات تعهدات (عطاءات في مجال العقارات) راماك ليمتيد، وأكبر المصارف (مجموعة بنوك سورية الدولي الإسلامي وبنك بييلوس سورية) وشركات التأمين والأسواق الحرة وشركات تسويق النفط والغاز والمنتجات الزراعية الخاصة في سورية.
لم تكن الشركات الخمسون المعلنة في سورية والمملوكة لعائلة مخلوف، سوى الرأس الظاهر للعيان من جبل الجليد، بينما تختبئ العمليات المعقدة والشركات الأم المخفية في الملاذات الضريبية الآمنة (مناطق تفرض بعض الضرائب أو لا تفرض أي ضرائب على الإطلاق أو هي دول تتمتع أنظمتها المصرفية بقوانين صارمة لتحافظ على سرية حسابات عملائها الأجانب فتساعدهم على التهرب من دفع الضرائب في بلادهم الأصلية)، لتشكّل بذلك العالم السفلي غير المعلن لإمبراطورية عائلة آل مخلوف المالية، إذ تتغلغل هذه الشركات ذات الضرائب المنخفضة والأسماء الوهمية لتدخل في شراكات وصفقات سرية، وتمرر الأموال بعيداً عن الرقابة المالية العالمية.
بعد أن تحدثنا عن ثروة الابن الأكبر رامي مخلوف في حلقتين سابقتين نتابع الحديث عن باقي إخوته هوارين المال الفاسد الذي سرقته هذه العائلة الفاسدة من أموال الشعب السوري والدولة السورية.
حديثنا في هذه الحلقة عن الابن الثاني لهذه العائلة (إيهاب مخلوف):
رجل أعمال الأسد هو من مواليد 1973، وهو أحد أبناء محمد مخلوف شقيق زوجة حافظ الأسد، أنيسة مخلوف، وشقيق كلٍ من رامي مخلوف، وحافظ مخلوف، وإياد مخلوف، وهو ابن خال بشار وماهر الأسد، وبناء على تلك العلاقة العائلية؛ فقد أتيح لإيهاب أن يكون أحد واجهات النظام الاقتصادية، حيث تحول بسرعة كبيرة إلى شريك ومالك في “الشركة الإسلامية للوساطة والخدمات المالية”، وشركة “بيشاور للاستثمار” بنسبة 99.8 من أسهمها، وشركة “بنيان الشام” بنسبة 10% من أسهمها، وشركة “أما-نور” بنسبة 50% من أسهمها، وشركة “صروح” التي يمتلك حصة واحدة بنسبة 0.001% من أسهمها، و”الجامعة السورية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا” بنسبة 51% من أسهمها، وشركة “الفجر”، التي يرأسها الوزير السابق هاني مرتضى، بنسبة 40% من قيمتها وشركة “راماك للاستثمار” بنسبة 10% من قيمة أسهمها، وشركة “المدينة” بنسبة 20% من قيمة أسهمها، وشركة “سيريتل للخدمات والاستشارات” بنسبة 2 %، كما أشارت معلومات أخرى أن حصته ارتفعت فيما بعد إلى 14% منها، وشركة “الحدائق للاستثمارات” بنسبة 52% من قيمة أسهمها، وشركة “الغمار” بنسبة 100%، كما تولى منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة “العقيلة للتأمين التكافلي".
إيهاب اليد اليمنى لأخيه رامي
ويُعتبر إيهاب اليد اليمنى لشقيقه رامي مخلوف، وتشكل ثروته جزءاً من الإمبراطورية المالية التي تم الكشف عن بعضها ضمن ملفات تم تسريبها باسم (Swiss Leaks) وتتضمن وثائق حسابات مصرفية لبنك (HSBC) في سويسرا.
ووفقاً لتلك التسريبات فإن البنك تجاوز في تعامله مع آل مخلوف علاقة العميل العادية، إلى درجة إدارة بعض أموال آل مخلوف، وذلك على الرغم من العقوبات المفروضة عليهم.
كما كشفت تلك التسريبات لجوء آل مخلوف إلى التعامل مع شخصيات مستأجرة أطلق عليها اسم “بروكسي” لإجراء معاملات مع رجل الأعمال الإسرائيلي البولوني فريدي زينغر، والمقيم في إسرائيل، بالإضافة إلى زوجته الإسرائيلية لوريا زينغر، حيث قام الزوجان بتسيير شركات آل مخلوف في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأوربية.
أملاك إيهاب خارج الحدود السورية
وبالإضافة إلى تلك التعاملات المشبوهة؛ يمتلك إيهاب مخلوف (وعائلته) شركات في جزر العذراء البريطانية؛ يديرها روزميري فلاكس، والتي تشير الوثائق إلى أنها لا تزال المدير الشكلي لهذه الشركات، وأبرزها “كارا كورببريشن”، و”هوكسيم لين مانجمنت كورب”، و”بولتر انفستمنت إنك”، و”سيديل إنترناشيونال كوربورت”، و”لوري ليميتد".
وبالإضافة إلى والد إيهاب؛ محمد مخلوف وزوجته غادة مهنا، يتولى كل من رامي مخلوف (الذي قدم نفسه في السجلات الرسمية للبنك كرجل أعمال ومستشار لوزارة الصناعة السورية)، وحافظ مخلوف الذي قدم نفسه في وثائق البنك كموظف حكومي (علماً بأنه كان يشغل منصب رئيس الفرع الداخلي في إدارة المخابرات العامة “فرع الخطيب” وهو أحد فروع أمن الدولة)، وإياد (الذي سجل نفسه في الوثائق كنقيب في الجيش السوري)، ويتولى إيهاب إدارة شركة الأسواق الحرة في سوريا نيابة عن رامي مخلوف الذي سحب اسمه منها نتيجة العقوبات المفروضة بحقه.
كما يدور الحديث عن تورط آل مخلوف في عمليات التهريب من لبنان إلى سورية، حيث يُتهم إيهاب بممارسة التهريب عبر المعابر الرسمية بين سورية ولبنان، دون أن تخضع البضائع التابعة له للجمارك.
كما يُعتبر إيهاب مخلوف أحد أبرز المستفيدين من ارتفاع قيمة الدولار، حيث يعمل لصالحه نحو 200 مكتب لتصريف العملات في العاصمة دمشق وحدها.
وعلى الرغم من العقوبات الأوربية والأمريكية المفوضة على آل مخلوف؛ إلا أن العديد من أفراد العائلة، وعلى رأسهم إيهاب، لا يزالون يمارسون العمل التجاري على الصعيد الدولي دون أية قيود.
-المصادر-
*حرية نت-14 /3/ 2020
*صحيفة العربي الجديد-ملفات مسربة عن تعاملات آل مخلوف المالية.
*العربي الجديد-راجع إمبراطورية آل مخلوف المالية..أسرار علاقة خال بشار الأسد بإسرائيل، الرابط https://www.alaraby.co.uk/investigations/2015/8/12-
وسوم: العدد 877