الوسع شَرطٌ أساسي للتكليف .. وهو مادّي ومعنوي !
من الوسع المادّي :
وسع البدن: صحّة الجسم ، في الأمور التي تحتاج ، إلى الصحّة الجسمية ، وقوّة البنية البدنية! فالتكليف ، في أمور تحتاج الصحّة البدنية ، لايجوز للمريض ، أو العاجز، جسمياً ! وقد اعفى الله ، الاعمى والأعرج ، وأمثالهما ، من التكليفات ، التي تحتاج ، إلى سلامة البدن ، كالجهاد .. ورفَع الحرج ، عنهما ، وعن أمثالهما ، من العجزة والمرضى ..!
وسع المال : وهذا يتعلق بالإنفاق المالي ؛ فمن لايملك المال الكافي ، لأداء الزكاة ، فهو غير مكلف بدفعها ! ومثل ذلك الصدقات ، وسائر ما يتعلق بالإنفاق المالي !
وسع الرجال : القائد في الحروب القديمة ، الذي لايملك جيشاً ، يعادل نصف جيش عدوّه عدداً ، غير مكلف بزجّ جيشه ، في حرب ! وقد تطوّرت الأمور، اليوم ، فصار لها معادلات مختلفة ، إلى حدّ ما ، عمّا كانت عليه ، في السابق !
من الوسع المعنوي :
وسع العقل : ضروري ، جدّاً ، في الأمور، التي تحتاج ، إلى عقل راجح ، سليم من الأمراض العقلية : كالحماقة ، والعته ، والبلاهة ، والبلادة ، وأمثالها !
وسع العلم : ضروري وهامّ ، في المجالات ، التي تحتاج إلى علم ؛ كالطبيب الذي يعالج المرضى .. والمهندس الذي ينشيء المباني .. والقائد العسكري ، الذي يقود جيشاً في حرب .. والعالم ، الذي يصدر الفتاوى .. وغيرهم !
وسع الخبرة : الخبرة علم إضافي ، يُكتسب ، عبر الممارسة ! والخبير، في أمر ما، يفضل على غيره ، من أمثاله ، الذين يملكون العلم ، ذاته !
والوسع يختلف ، بين الفرد والجماعة ؛ فوسع الفرد ، يختلف عن وسع القبيلة ، وعن وسع الحزب ، وعن وسع الدولة ! فمجموع وسع الأفراد ، في قبيلة ما ، لايشكّل ، بالضرورة ، وسع القبيلة ! وكذلك وسع أفراد الحزب ، لايشكّل وسعاً للحزب ، ومثل ذلك ، مجموع وسع الأفراد ، في الدولة ، لايشكّل وسع الدولة ؛ فثمّة أنساق ، تحكم كلّ وسع جماعي : للقبيلة ، أو الحزب ، أو الدولة، وتتحكّم في كلّ وسع ممّا ذُكر، فقد تحتوي القبيلة ، أو الحزب ، أو الدولة.. أفراداً أقوياء ، ويكون الوسع ، في كلّ منها ضعيفاً !
وسوم: العدد 877