لماذا تتهمون حزب الله
أحمد الجمال الحموي
كثرت في السنوات الأخيرة في العالم العربي والاسلامي أعداد الناس الذين يسيئون الظن بحزب الله كثرة طاغية بل انهم يجاوزون اساءة الظن الى ادانة الحزب ودمغه بخيانة الأمة ومعاداتها. ولئن سألتهم على ماذا يعتمدون ليقولن اننا نعتمد على أدلة كثيرة نذكر منها ما يلي:
ان حسن نصر الله الأمين العام للحزب في هذه الأيام كان قبل ذلك من حركة أمل ومن البارزين فيها عندما ارتكست تلك الحركة في جريمة مشاركة شارون ومسابقته في مذابح صبرا وشاتيللا ضمن مجزرة من أخس مجازر الدنيا. وعلى الرغم من هذا فان نصر الله لم ينطق بكلمة واحدة يستنكر فيها ويدين تلك الجريمة القذرة وكان المفروض أن يكون له موقف حازم في مواجهة تلك المجزرة التاريخية.
ان انشاء حزب الله انما كان للسيطرة على لبنان , وجعل هذا البلد مسرحا لايران , ولمنع العمليات الفدائية عندما يتمكن الحزب ويقوى . وكان من أغراض انشاء الحزب الرئيسة نجدة النظام الطائفي في سورية عندما يثور الشعب على ذلك النظام الفاسد. وقد ظهر هذا جليا بعد اشتعال الثورة السورية العظيمة حيث لم يقف الحزب صامتا ولم يكتف بادانة الثورة الشعبية ورميها بمختلف التهم, بل اندفع جيشه الممانع (الذي ترتجف منه اسرائيل) لوأد الثورة وذبح الشعب السوري دون تمييز بين مدني ومقاتل ورجل وامرأة وصغير وكبير. لكن من المتناقضات أننا نرى الحزب مع هذا الاجرام يهاجم حكومة البحرين ليلا نهارا متحدثا عن بطشها وظلمها واستبدادها , وأنها تعامل المتظاهرين بوحشية. مع أن المتظاهرين ليسوا سلميين وواضح لكل ذي عينين أن ما تفعله حكومة البحرين لا يشكل جزءا من مليون جزء من اجرام النظام الطائفي وأذنابه جميعا.
ان تعجيل اسرائيل عام 2000 ميلادي بالانسحاب من الجنوب اللبناني, ذلك الانسحاب الذي قيل انه من انجازات الحزب انما كان سببه رغبة اسرائيل في أن ينسب هذا الانجاز المصطنع ليس الى حزب الله وحده بل الى حافظ أسد أيضا, تقديرا من اسرائيل لمعروف الأسد بالقضاء على المقاومة الفلسطينية بلبنان وقطع دابر العمليات الفدائية. وكان التعجيل بعد أن علمت اسرائيل أن حافظ أسد يعيش أيامه الأخيرة فارادت أن يكون له سهم في هذه البطولة التي تتحقق في عهده.
أفتى المرجع الشيعي العراقي (السيستاني) فتوى تحرم مقاومة الاحتلال الأمريكي علم بها القاصي والداني لكن حزب الله وأمينه العام لم يهاجم هذه الفتوى ولم يرفضها,وكأنه أصيب بالعمى والصمم فلم يسمع ولم يبصر. وهذا الموقف يدل على الرضى بالفتوى والاحتلال الأمريكي للعراق. فمن المعلوم أنه لا يجوز السكوت عند الحاجة الى البيان وقد سكت الحزب فكيف اذا كان ثمة ما يدل على قبول الفتوى الاثمة الخائنة.
يقول المتهمون لحزب الله ان حرب 2006 مع اسرائيل هي حرب متاجرة بفلسطين وحرب تضليل للأمة وكان لها هدف خبيث هو اشغال شعوبنا عن ضرب اسرائيل لغزة, حيث كان الطيران الاسرائيلي يضربها , فلما خطف حزب الله الجنديين نسي الناس غزة وانصرفت انظارهم عنها وتحولت الى مسرحية الخطف.
ان مئات الصواريخ أو الالاف التي قال الحزب انه اطلقها على اسرائيل قد كانت كافية لتدمير نصفها لو أن الحزب صدق الله فيها. لكن الناس يسألون ويحق لهم أن يسألوا كم عمارة اسرائيلية دمرت صواريخ الحزب وكم اسرائيليا قتلت, واين الصور والشهادات المحايدة التي توثق هذا. علما بأنه صار معروفا لكثير من الباحثين أن تلك الصواريخ سقطت في مناطق يسكنها العرب داخل ما يسمى الخط الأخضر, ويالها من بطولة ووطنية|.
أعلن حسن نصرالله على الملأ وبثت ذلك كثير من الفضائيات أنه لو كان يعرف أن ردة فعل اسرائيل على خطف الجنديين ستكون بهذه الشدة لما أمر بالخطف , فهل كان يظن نصرالله أنها لعبة لخطف الأضواء تخدع الأمة وتنطلي عليها.
لماذا لم يهب الحزب لنجدة غزة عندما هاجمها الاسرائيلييون بعد عام 2006 أكثر من مرة, بل صمت صمت القبور مبتلعا تصريحاته العنترية وكأنه لا علاقة له بفلسطين ولا بأهلها.
ان حرب 2006 كلفت لبنان الاف القتلى والجرحى, ودمرت قسما مهما من البنية التحتية, وقد قدرت خسارة لبنان في هذه الحرب بالمليارات, ثم تبجح الحزب والمخدوعون به أنه انتصر على اسرائيل وحقق توازن الرعب. وليخبرنا كل عارف هل في الدنيا حزب يدخل حروبا مع دول اخرى فتقف دولته عاجزة مشلولة لا تستطيع أن تلجمه ولا أن تحاسبه الا في لبنان.
لم يسمح حزب الله لأفراد الجماعة الاسلامية في لبنان بمشاركته في القتال للدفاع عن بلدهم, ولم تفلح المحاولات الكثيرة التي قامت بها الجماعة الاسلامية للمشاركة والمساهمة في صد الهجوم الاسرائيلي وما ذاك الا خوفا من أن يكتشف الاخرون شيئا من خفايا المؤامرة وأسرار اللعبة.
يفتخر حسن نصرالله بانتمائه الى مدرسة ولاية الفقيه وهذه المدرسة تعادي أمتنا عداوة راسخة, ومن جملة فقهها أنه اذا نشب قتال بين النواصب (المسلمين) وأهل الكتاب فلا تجوز مساعدة النواصب على أهل الكتاب. وأهل فلسطين في رأيهم نواصب, فلا تجوز مساعدتهم اذا. وهذا يؤكد أن الكلام عن فلسطين خداع للأمة وضحك عليها. ومن جملة عداوة هذه المدرسة لأمتنا أن ايران طبعت كتاب المثالب لابن الكلبي والكتاب ليس فيه سوى شتم العرب وذكر نقائص ومعايب منسوبة اليهم كذبا وبهتانا, وقد طبع هذا الكتاب في ايران ووزع منه ملايين النسخ مجانا لتحقير أمتنا وانتقاصها والتحريض عليها.
احتل الحزب بيروت سنة 2008 ميلادي وبث الرعب في قلوب اهلها وقتل من قتل وقد ظهر بهذا الاحتلال بند من بنود دوره الحقيقي وهو السيطرة على لبنان من أجل عيون الفقيه القابع في ايران ولم تجرؤ الدولة اللبنانية على محاسبته حتى الان.
هبت الدولة اللبنانية كالبرق الخاطف لمحاربة الشيخ أحمد الأسير وملاحقته وملاحقة جماعته وهم لم يفعلوا شيئا بل كان الشيخ وجماعته يدافعون عن حقوقهم التي صودرت وهم يرون حزب الله يصول ويجول في لبنان والمنطقة العربية.
لا تزال كثير من الدول الغربية المعادية للاسلام ترفض وضع حزب الله على لائحة الارهاب, على الرغم من استعجالها في وضع كثير من منظمات الاسلام الصحيح على تلك اللائحة الظالمة المنحازة. وقد اتسع ظلمها وامتد فشمل جمعيات خيرية ومنظمات انسانية.
ها هو الحزب الذي صمت ابان حروب اليهود على غزة يجتاح سورية وينشط في الذبح والنهب والاغتصاب تأييدا للمجرم بشار, ويعلنها طائفية لعيون الحسين, تحت شعار حماية ظهر المقاومة.وكأن الشعب السوري الذي يسعى لاسترداد حقه في حكم بلده عدو للمقاومة. وهل هناك الى الان من يصدق كذبة الممانعة والمقاومة التي انتهت صلاحيتها وفقدت مفعولها الى غير رجعة.
يقول المتهمون لحزب الله لا تسل عن التفجيرات والاغتيالات في لبنان وخارجها فالحديث عنها طويل والسماء لا تغطى بغربال.
ويقول هؤلاء المتهمون أيضا اننا قد نفهم بصعوبة عجز الدولة اللبنانية عن وضع حد لهذا الحزب المنفلت وضبطه ومحاكمته, لكننا نعجب لدرجة الذهول من عجز اسرائيل بجيشها وأسلحتها وعجز الغرب الذي يدعمها عن ضرب الحزب واسكاته. وكيف يعبر جيش الحزب لبنان الى سورية مكشوفا بلا غطاء ولا حماية من غير أن تقوم اسرائيل بضربه بطيرانها هذا ان كان بين الطرفين عداوة حقيقية.
ألم يخرج الجيش السوري من لبنان سنة 2005 مهرولا صاغرا ذليلا خلال أيام معدودة عندما أمره الغرب بذلك بلا عنتريات ولا خطب رنانة. فهل جيش حزب الله أقوى من الجيش السوري فيستعصي على دولة لبنان واسرائيل والغرب أم أن وراء الأكمة ما وراءها
لماذا لا يوجد في غوانتنامو شيعي واحد من اتباع الحزب او من غيرهم على الرغم من ارهاب الحزب العابر للقارات والممتد زمنيا عبر عدة عقود.
أما تقديم السلاح السوري أو الايراني الى غزة فهو لنشر التشيع بين الفلسطينيين الذين انخدع قسم منهم خاصة قبل الثورة السورية. لكن بفضل الله أولا ثم بسبب الثورة السورية العظيمة ثانيا عاد أكثرهم الى رشده وصحا من سكرته.
يقول المتهمون يا أبناء أمتنا اياكم أن تنخدعوا بهؤلاء وقد لدغنا منهم ما فيه الكفاية. وعلى كل فان الايام القادمة كفيلة بكشف المزيد, ونحن لم نتكلم بكل ما عندنا بل ذكرنا غيضا من فيض( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر)
وانني أقول تعقيبا وتعليقا غلى ما سبق انها حرب صليبية يهودية مجوسية على الاسلام (السني) وقد ان أوان ألا ينخدع المسلمون بالاعلام الكاذب وأن يحكموا على الأفعال لا الأقوال. اننا نرى سرعة الغرب في محاربة أدنى تطلع اسلامي سني للحرية والكرامة ومن الأمثلة على هذا
اسقاط حكم طالبان في افغانستان.
اسقاط الحكم السني في العراق وتسليم العراق لايران وشيعتها.
دعوة البشير الى محكمة الجنايات ولم يفعل جزءا من الف مما يفعله بشار.
التامر الخبيث على مرسي حتى أسقطوه ووضعوا مصر في يد الخونة.
التدخل السريع في مالي لضرب الحركة الاسلامية.
ضرب كل حركة مناوءة لهم في اليمن.
الصمت عن مذابح المسلمين في ميانمار.
الصمت عن اعتبار الاسلام ديانة محظورة في غواتيمالا.
الصمت عن ذبح المسلمين في افريقيا الوسطى.
اصدار قرار من مجلس الأمن يؤيد المجرم نوري المالكي الذي يذبح المسلمين ثم دعمه بطائرات دون طيار وطائرات أباتشي وغير ذلك. والسلسلة طويلة
فماذا ينتظر هؤلاء من المسلمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله ووصحبه أجمعين
أحمد الجمال الحموي / نائب رئيس جمعية علماء حماه سابقا
عضو مؤسس في رابطة ادباء الشام
عضو مؤسس في رابطة علماء الشام
عضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.