طالبْ بحقّك .. ودَع حقوقَ الله ، لله !
حقوق الإنسان ، في الشريعة الإسلامية ، واضحة ، حدّدها الفقهاء ، وفصّلوا فيها ، كثيراً ، وسمّوها: الضروريات الخمس ، وهي :
حفظ الحياة .. حفظ الدين .. حفظ العقل .. حفظ النسل .. حفظ المال !
ولكلّ من هذه الضروريات ، تفصيلات متعلّقة بها !
وبعضُ العلماء ، يجعل الحرّية ، واحدة من هذه الضروريات .. وبعضُهم يجعلها أمّ الضروريات ، كلّها ؛ لأن انتهاكها ، يؤدّي إلى انتهاك الضروريات ، كلّها !
وقد انقسم الناس ، حيال هذه الضروريات ، أقساماً عدّة :
بعضهم يطالب بحقوقه ، بوعي ، دون أن يعتدي ، على حقوق غيره !
وبعضهم يطالب بحقوقه ، ويعتدي على حقوق غيره ! ومن أهمّ الحقوق المعتدى عليها : حقّ الله ؛ إذ ينصّب المعتدي نفسَه ، إلهاً ، فيضع أناساً في الجنّة ، وأناساً في السعير!
وبعضهم يعجز، عن تحصيل حقوقه ، ويعتدي على حقوق الله ؛ فيصنّف الناس ؛ ولا سيما أعداءه ، أصنافاً عدّة : بعضهم في الجنة ، وبعضهم في النار.. ويدفعه ، إلى ذلك : الخلط في المفهومات ، والعجز عن تحصيل الحقوق .. وغيرُ ذلك !
صنّف أحد كبار العاملين ، في حقل الدعوة الإسلامية ، في أواسط القرن العشرين، كتاباً ، سمّاه ( دُعاةٌ لاقُضاة ) ! وذلك ؛ لِما رأى ، من انشغال بعض العاملين ، في حقل الدعوة الإسلامية ، بتصنيف الناس ، والحكم عليهم ؛ بأن فلاناً في الجنة ، وفلاناً في النار! وجاء انشغال هؤلاء العاملين ، بهذا التصنيف ، نتيجة لمعاناتهم ، في سجون الظلمة ! فهؤلاء العاملون : محرومون ، من حقوقهم ، كلّها ، في سجون الطغاة ، وعاجزون عن تحصيل هذه الحقوق ، من ظالميهم ؛ لذا شُغلوا بمثل هذه التصنيفات !
والكتاب جيّد ، حاسم في مسائل الحقوق ، ومؤلفه قاضٍ معتبَر، متمرّس ، وداعية صلب ، لم تلِن قناتُه لظلم الظالمين ! وأهمّ ما أوضحه الكتاب ، هو: أن قذف بعض الناس في النار، والإنعام على بعضهم بالجنّة ، إنّما هو من شأن الله، وحده ؛ فهو العليم بعباده ، وبخواتيم أعمالهم .. وهو المتصرّف ، وحدَه ، بشؤون عباده ! والاعتداءُ على حقه ، فيه ظلمٌ للنفس ، أوّلاً ، قبل ظلم الآخرين !
وسوم: العدد 882