نظرية المؤامرة
م. هشام نجار
المنسق العام لحقوق الإنسان - الولايات المتحده
اعزائي القراء...
نظرية المؤامرة هي الإعتقاد بأن الأحداث التاريخيه أو الحالية السياسية منها والإجتماعيه والثقافيه هي نتيجة لتدبير من قبل قوى متسلطه نشاطها متخصص في نصب المؤامرات، مثل المخابرات العالميه او منظمات ذات نفوذ كبيرعلى تسيير الأحداث مثل الصهيونيه العالميه واخواتها.
فالمعارضون لهذه النظرية يتهمون مروجيها بأنها ليست مستندة إلى أدلة كافية والمدافعون عنها يقولون بأن أصحاب القوة المتآمره يخفون ويدمرون أو يعتمون على الأدلة ويدعم هذا التعتيم جهات مستفيده نفوذاً ومالاً وسلطاناً.
عرف هذا المصطلح لأول مره في عام ١٩٠٩ في اوروبا ولكنه لم يدخل مفردات قاموس إكسفورد الا في نهاية القرن الماضي.
في رأيي المتواضع نعم.. هناك نظرية المؤامره ولكن من المبالغه نسب كل الأحداث السياسيه والإجتماعيه والتاريخيه لها حيث اجزم ان هذه المبالغه مرغوبه جداً من صانعيها ومروجيها حتى يتحول هذا المصطلح الى تندر يفقد المؤامره جديتها وبالتالي الإعتقاد بها. وحتى نستطيع ان نثبت ان الفعل او الحدث والذي ينسب الى هذه النظريه هو فعلاً ناتج عن مؤامره، علينا ان نعرف من هي الجهة التي نفذت هذا الفعل وماهي الإستفاده التي حصدته من وراء فعلتها وهو العامل الأكثر اهمية في التعرف على الفاعل الحقيقي. امامي مجموعه من الأمثله كل مانعرفه عن هذه الأمثله هو الحدث التآمري والجهه المنفذه ولكن بمنظورالإعلام القوي كونه مدعوم بكل الوسائل التكنولوجيه الحديثه، والذي يسلط الضوء عليها حتى تصبح هذه الجهه هي وراء الفعل التآمري فلا تستطيع ان تخلص نفسك من هذه السيطره ببساطه، فالأمر لايعدو عن عملية غسل دماغ جماعيه لكل بني البشر.
النظام الأمريكي واللوبي الصهيوني هما الجهتان الرئيسيتان القادرتين على نسج كامل الروايه بلغتهم واعلامهم القوي وعلى الآخرين نقلها بحذافيرها الى شعوبهم.
الأمثله التي اخترتها لكم تمثل نظرية المؤامره لأن الجهه المستفيده هي غير الجهه التي اعلن عنها حتى ولو كان هناك إعترافاً منها, فالإعتراف في هذه الحاله ليس هو سيد الأدله حيث ان المؤامره تعتمد على الإختراقات في تنظيمات سريه واجهزة مخابرات الدول الأخرى مما يزيد من الغموض المصاحب للفعل التآمري.
أولاً - اغتيال الجنرال محمد ضياء الحق حاكم باكستان القوي الذي حكم باكستان من عام ١٩٧٧ وحتى عام ١٩٨٨... كان رجلاً ذكياً ورائداً في تحديث جيش باكستان وابو القنبله الباكستانيه بجداره بتعاون مالي مع جهات عربيه مموله، لم يكن يستمع الى اراء الأمريكيين التي لا تنسجم مع مصلحة بلده، ولما حاولوا التخلص منه لم يستطيعوا، ولم يكن امامهم سوى التضحيه بالسفير الأمريكي بباكستان، واطمأن ضياء الحق الى وجود السفير الى جانبه في طائره عسكريه اثناء رحله تفقديه لقاعده عسكريه.
سيناريو الإغتيال كان على النحو التالي.
عرضت واشنطن على ضياء الحق شراء بعض الدبابات الأمريكية، وأحضرت بعضها إلى باكستان لرؤيتها ومعرفة مزاياها القتالية على الطبيعة. وتحدد يوم ١٧ آب ١٩٨٨ موعدًا لاختبار هذه الدبابات. فخرج ضياء الحق وبعض كبار قادته، يرافقهم السفير الأمريكي في باكستان أرنولد رافيل والجنرال الأمريكي هربرت واسوم وكانت الرحلة في منتهى السرية. بعد معاينة الدبابات انتقل الرئيس ومرافقيه إلى مطار بهاوالبور لينتقلوا منه إلى مطار راولبندي واستقلوا طائرة خاصة. وما إن أقلعت الطائره، حتى سقطت محترقة بعدما انفجرت قنبلة بها وتناثرت أشلاء الجميع محترقة.
فمن إذن هو المستفيد ؟؟؟
ثانياً - تدمير برجي التجاره العالمي في نيويورك في 11 إيلول/سبتمبر 2001... هذا الفعل الإجرامي قيل فيه الكثير، ونسب الى تنظيم القاعده وتلقفه اسامه بن لادن بحماسه وإفتخار فقط لكون بعض الأسماء التي اعلن عنها كانت في افغانستان، حتى هذه الأسماء ليس عليها دليل من انها كانت في الطئرات المنكوبه. فقد دحض اكثر من ٥٠ مهندساً واستاذا جامعيا وخبيرا عسكريا (وقد ذكرت في مقاله سابقه اسماء بعضهم ومناصبهم العلميه والعسكريه) امكانية سقوط البرجين وفق الروايه الرسميه الامريكيه المدعومه إعلاميا من قبل كافة وسائل الاعلام الغربي.
ثالثاً - اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق... هذا الفعل الإجرامي مازال متقداُ في ذاكرتنا لحداثته، وقد شاب هذا الفعل التآمري خلط متعمد بالاوراق لإبعاد المنفذ الحقيقي للجريمه
والذي كان من نتائجه إذدياد النفوذ الطائفي لحزب الله مع الخلطه الايرانيه السوريه والتي تصب في تسليم المنطقه لتحالف يمكن الوثوق به في الحفاظ على المصالح العالميه وعلى وجه الخصوص المحافظه على المصالح الإسرائيليه عبر شيطنة هذا التحالف لاعطائه زخما وطنيا تتقبله الشعوب , الا انه يبدو مؤخرا ان نقطة ضعف هذا التحالف كانت النظام السوري , والذي بدأ يتهاوى رغم عمليات ترقيع مستميته للمحافظه على بعض المصالح للدول ذات النفوذ العالمي عبر هذا الحلف المشبوه.
هذا غيض من فيض لبعض الأفعال التآمريه والتي تخضع دون مواربه لنظرية المؤامره، وختاماُ اقول إن الخبر المعروض لنا على وسائل إعلام متنفذه يجب ان يخضع للبحث الدقيق والتقصي العلمي قبل الوصول لنتائج حاسمه.