أهكذا يكون العمل لوجه الله؟!
شريف زايد
الخبر:
أكد الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، أن حزب النور عقد قرابة 250 مؤتمرًا لدعم الدستور ولا يريد الحزب جزاء ولا شكورا من أحد. وقال "مخيون": "نحن لا ننتظر تقييما من أحد ولا نريد جزاء ولا شكورا فننتظر الأجر من الله سبحانه وتعالى".. وتابع: "الدين الإسلامي علمنا خدمة الشعب والحفاظ على الدماء فضلا عن أننا مقتنعون بما نفعله". واستطرد "مخيون" قائلاً: "الواقع يشهد خلاف ما يروج بأننا فشلنا في الحشد للتصويت على الاستفتاء فالقاصي والداني يعلم مجهودات حزب النور لدعم الدستور، فالحزب تطوع بنقل الناخبين من خلال الميكروباصات والتكاتك إلى لجانهم في أماكن كثيرة وذلك لوجه الله. [اليوم السابع 17-01-2014م]
التعليق:
1- كان من الممكن تجاهل مثل هذا الكلام من الدكتور مخيون، خصوصاً أنه وحزبه خارج إطار الحكومة والسلطة، التي آلينا على أنفسنا محاسبتها على أساس الإسلام، ولكن حزب النور وبرغم كونه خارج إطار السلطة إلا أنه من أكبر الداعمين لها والمدافعين عنها بالحق والباطل، بل لقد رضي لنفسه أن يلعب لعبة "المحلل" لسلطة هو يعرف قبل غيره أنها سلطة غير شرعية لأنها لا تحكم بما أنزل الله.
2- من الغريب أن يقوم من يدعي أنه يحمل لواء الحق بالترويج للباطل، فينفق الأموال الطائلة ويضيع الوقت والجهود الهائلة، ويفتخر أنه عقد قرابة 250 مؤتمراً لدعم دستور باطل غير مستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والأغرب من ذلك أن ينتظر الأجر من الله سبحانه وتعالى على ذلك! فهل يؤجر المرء على تزيين الباطل؟!، وإيهام الناس أن الدستور الجديد قد حافظ على هوية مصر الإسلامية برغم أنه طمسها يوم أن اعتبر مبادئها وليس أحكامها مصدراً من مصادر التشريع وليس المصدر الوحيد له؟!.
3- كان من المفترض أن تكون قناعة الدكتور مخيون وحزبه بما يفعل نابعة من كون هذه الأفعال مما طلبه الشارع الكريم وحث عليه، إذ الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي، وهذه من القواعد الشرعية التي أظن أن حزب النور يدرسها لكوادره وأتباعه!. والملاحظ أنها غائبة تماماً عن أذهانهم وأن الذي يحركهم في الواقع برجماتية غير مسبوقة، كانت محل نقد من حزب النور لجماعة الإخوان المسلمين، فإذا بهم يتفوقون عليهم ويسبقونهم بمراحل، فيصطفون في صف علمانيي مصر الذين يرفعون شعار فصل الدين عن الدولة، والذين يصلون الليل بالنهار لشيطنة التيار الإسلامي برمته، ولم يسلم حزب النور نفسه من سهامهم الطائشة.
4- كان الأولى بالدكتور مخيون وحزبه أن يكون عمله لوجه الله فعلاً، وهذا لا يتم إلا بإعلاء كلمة الله وبذل الغالي والنفيس في سبيل تحكيم شرع الله في دولة الخلافة الإسلامية نظام الحكم الذي فرضه الله على هذه الأمة، وليراجع سيادته مكتبته العامرة بأمهات كتب الفقه الإسلامي وصحيح السنة، وكتب الأحكام السلطانية. إن مجهوداتكم يا دكتور لدعم الدستور وتطوعكم لنقل الناخبين لمقار لجانهم الانتخابية لا تصب في هذا الإطار، ومن الغريب أن تظنوا أنها لوجه الله!، بينما الواقع ينطق بأنها لوجه السلطة والنظام!... فثوبوا لرشدكم وارجعوا لله لتكونوا بحق أنصار الله، تنصرون شريعته وتقيمون دولة الإسلام، تفعلون ذلك على الوجه الشرعي لا تسألون عليه أجراً من أحد، بل تبتغون الأجر من الواحد الأحد.
﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ [ص: 86]