النجاح والإخفاق: في الفنون الجميلة والقبيحة !
الفنون الجميلة:
ثمّة فنون ، تعارف الناس ، على تسميتها ، بالفنون الجميلة : كالرسم والموسيقى، والغناء والتمثيل .. ونحوها !
بَيدَ أنّ الذين يمارسون هذه الفنون ، وغيرها ممّا يُصنّف في إطارها ، يتفاوتون ، في نجاحهم في أدائها : بعضهم يتفوّق ، ويصبح نجماً ، يشار إليه بالبنان .. وبعضٌ يُحرز بعضَ النجاح ، لكن لايتفوّق في عمله .. وبعضهم يُخفق ، وينسحب ، باحثاً عن عمل آخر.. وبعضُهم يُخفق، ويظلّ يعمل في فنّه ، مقتنعاً بما يَجلبه له من رزق ، راضياً بلقب ( كومبارس) في التمثيل ، مثلاً !
ولا بدّ من التذكير، بأن نظرات الناس ، إلى هذه الفنون ، تختلف : من شخص إلى آخر، ومن بيئة إلى أُخرى ! فمايراه بعضُهم جميلاً، قد يراه آخرون قبيحاً، في أصله، ولو بلغ القمّة ، في جودة الأداء الفنّي ! وقد تجمّع ، في مرحلة ما ، في دمشق ، بعضُ الناس ، حول منشئ المسرح ، في دمشق ، أبي خليل القبّاني .. تجمّعوا حوله، وهم يهتفون : أبو خليل القبّاني ، مُرقّص الصبيانِ ! إلاّ أنّ تلك المرحلة ، قد انتهت، ودخل المسرح ، في حياة كثير من الناس ، على أنه فنّ راقٍ !
الفنون القبيحة :
هناك أعمال لا تسمّى ، بطبيعتها ، فنوناً ، إنّما هي صفات لأصحابها ، متّصلة بأخلاقهم ، مثل : المكر والخداع والنفاق ، والتزلّف والغشّ ، وما يَدخل في دائرتها، أو إطارها !
هذه الصفات المذكورة ، وما يماثلها ، قد يَبرع فيها بعض الناس ، ويتفوّق فيها أناس آخرون ، فيقال : فلان يجيد فنّ الخداع .. وفلان ماهر، في فنّ المكر، أو فنّ الغشّ ، أو فنّ النفاق ..وهكذا!
وواضح ، بالطبع ، أن هذه الأفعال سيّئة مذمومة ، لكنْ بعضُ الذين يمارسونها ، بتفوّق وتميّز ، يُطلَق على أحدهم لقب : فنّان في كذا !
وقد درج نوع ، من هذه الفنون ، وانتشر بشكل واسع ، في بعض المناطق ، وهو فنّ النفاق ، فصار الناس يتسابقون ، إلى إظهار مهاراتهم ، في هذا الفنّ ؛ لاسيّما النفاق للحكّام الظَلمَة ، الفاسدين المستبدّين ؛ فهذا يصف الحاكم المستبدّ المجرم الفلاني ، بأنه فريد دهره ، في العدل والاستقامة والنزاهة.. وذاك يخلع على رئيسه ، الفاسد الظالم ، صفة النبوّة، وهكذا !
وسوم: العدد 892