في "فَرْخَانَة" القانون مركون على خانة

التَّأكيدُ حاصلٌ يَنْأَى عن توطئةِ تحليلٍ أجوَفٍ أو ولوجٍ بغير مُقدِّمة لتحقيقٍ  مصيره قطعاً الانزلاق ، واقِعٌ مهما كان المصدر متخَصِّصاً في تحويل المَقذوف لإشاعاتٍ مُهيّأة مُسبَقاً على حِيدِ الطَّريق وسط بعض  مقاهي مدينة "النَّاظُور" (عاصمة التهريب بمنطقة الريف خاصة وجهة المغرب الشرقي عامة) لتبادل الثرثرة بلسان أطول من منقار اللَّقْلاَق ، بدل إجابة نفس المجموعة المتخصِّصَة المسؤولة على وصول الأحوال داخل تلك المساحة (الشاسعة المروية بدم مجاهدي البطل الأسطوري عبد الكريم الخطابي لتحريرها مِن قبضة عسكر الجنرال فْرَانْكُو واستبعادها مهما كانت التضحيات عن الاحتلال الإسباني)  لمستوى المُيُوعَةِ والابتذال والعيب المكثف المبثوث رخيصاً عنوة من طرف مستغِلِّي ظروف ساهموا مباشرة في خلقها بما هَمَسُوا به مِن وشايات معظمها كاذبة أقامت لخطورتها الدولة المغربية انطلاقاً من  العاصمة الرباط ولم تقعدها إلا ريثما غرقت تلك البلاد المعنية في بحر من الفساد البالغ ذروة إفساد الجماد والعباد  ، بدل إجابة تلك المجموعة المتخصصة (المدفوعة من طرف قِوى بحثت "ساعتها" تحت شمس المغرب الجديد الاستقلال عن مستقر نفوذ متقدِّم في "الناظور" المرشح محيطها - بَنِي انْصَارْ / فَرْخَانَة / الحُسَيْمَة - مع مرور الأيام للمزيد من العبث) بدل الإجابة  عن السؤال الأكبر المشترك طرحه من مدة بين الكامل الجسم و المُعاق ، المسجون مضمونه في صدور بعض أقوامٍ ينخرُ فيها أعماق الأعماق ، تأنيباً لتسترها على أحداث نَبَعَت من مبدعي المآسي فصَبَّت بعد افتضاح أمرها على مستنقعٍ سياسي تستعجله عداء المتشبثين بنِعَمِ الأخلاق ، ومضاعفة الاستفزاز المُنَظَّمٍ الموجَّه للمتمسكين بالتربية الوطنية الداعين لتدبير الشأن العام بالمنهج المُوَفَّق ، لضمان مَسِيرٍ قََوِِيمٍ لا مكان فيه لالتواءات النفاق.

ما كان التهريب أَسْفَلْتاً لِتَبْلِيطِ أزمات اجتماعية متفاقِمة ، ولا بَلسماً سِحرياً يُسكِت الأطفال الرُضَّع بإحضار مسحوق حليب مُصَنَّعِ في بلاد على الإسلام والمسلمين ناقمة ، ولا تعويضاً عن كرامة آدميين ترعرعوا على مبادئ  الحفاظ على شرفهم ما ظلَّت حياتهم في الدنيا باقية على نفس البيئة  غير السَّقِيمة ، ولا سيوفاً مسلولة على رقاب المتهمين بتعاطيه وترويجه و السَيَّافون  ذاتهم يفقهون تزاحم الأسواق بالسلع المهرَّبة ولا يحركون لتطهيرها ساكناً لانهم كثلة لنصرة الباطل بأمر مُقِيمة ، يؤخرون لأسباب لا داعي لشرحها الأشياء القيِّمة ، ويقدمون لضغوط  معلومة الأدوات الفاقدة القِيمة ، التهريب فيروس يُغَيِّبُ الضمائر ويوجه العقول لمغامرة الرِّبح والخسران في تكهُّن مُفتَرض والارتماء بين أحضان "لَعَنَ الله الرّاشي والمُرتشي" والمساهمة الموصوفة في أسوأ أنواع السرقة ، التهريب تخريب مُعيب رهيب لتوازن الأخذ بالأساسيات للعيش في حياة للاطمئنان الروحي معانقة ، خارج ملاءمة غَضِّ البصر عن تجاوزات قررتها الدولة هروباً مِن إعداد بدائل مُكَلِّفَة لإعادة أنجع طريقة ، تصون بها مجتمعاً من شيوع حريقة ، تبدِّد ظلما ما عانقه من طموحات صادقة ، في النهوض بوطن مستقل حر يعوضه الآم ومحن المراحل السابقة ، المساق كان أثناءها بقوة استعمارية مستبدة لكل انفراج في الأفق معيقة .

بمثل الصورة ، وعلى نفس المنوال، وبالمزيد من الإقصاء والتهميش، عاش الشريط الجغرافي الممتد من مدينة القصر الكبير مروراً بمدن العرائش أصيلة  تطوان شَفْشَاوِنْ كْتَامَة الحُسَيْمَة وصولاً لمدينة النَّاظُور مع بداية استقلال المغرب لغاية العقدين الأخيرين حيث تم الاهتمام بتنفيذ الدولة مشاريع ضخمة ساهمت في تغيير ما تمكَّنت من تغييره صوب الأفضل ، وإذا كانت تطوان قد واجهت ما عرَّض سمعتها لوابل من الإدعاءات غير القائمة على أساس ، وأيضا لأكثر من محاولة  طَمْسِ أمجادها التاريخية ، واستبدال تراثها الحضاري الثابت على أصل رفيع ، بآخر مصطنع متحرك مع ادوار معينة حسب ظروف يساهم مَن يساهم في إخضاعها لرغبات جد ضيقة لا هي من طباع التطوانيين ولا من ثقافتهم الأصيلة الموروثة لديهم جيلا بعد جيل ، إذا كانت تطوان قد واجهت ما سبق ، المتسرِّب لها (بكيفية أو أخرى) من ممرِّ "سبتة"، فماذا يمكن القول في حق " النَّاظُور" حيث جل الشرور تصلها من ممرَّين اثنين هما "بْنِي انْصَار" و"فَرْخَانَة" وكلاهما يحتاجان لتأليف مجلدات بعددٍ لا يُحصَى من الصفحات ، وكل صفحة تئن بثقل المدوَّن فيها من فضائع ارتُكبت في حق أناس وجدوا أنفسهم والضياع الإجتماعي يعقدون تحالفا يفسح المجال على مصراعيه للتصرف بعدما شعروا بتجربتهم في عين المكان أن القانون في "فَرْخَانَة" مركون في خانة تتجمَّع فيها ما يشمل التوزيع "قلة" لها الكلمة في فتح ما يغدق على المستفيدين ربحاً مضموناً يُقْتَطَعُ منه ما يُقتطع ليصل في سلاسة مَن يكرِّرون المسألة ما دامت سلسلة الانتفاع المشترك قاطعة بعملها السري كل بداية ونهاية لأي عملية مضبوطة بإشارات ومؤشرات ذهابا وإيابا ،  أو غَلْقِ ما يعود على المُوَجَّهِ لهم بخراب البيوت ، حتى يشملهم التكيُّف مع المطلوب إن أرادوا البدء من الصفر ، ولكل موقف وقفة .(للمقال صلة)

وسوم: العدد 893