الحرب على الأمّة : أوانٍ مستطرقة .. أم حرب متعدّدة الجبهات ؟
ثمّة مثلان عربيان شعبيان ، أحدهما هو: إذا كان جارك بخير، فأنت بخير!
والمثل الثاني هو : إذا حَلق جارُك ، فبلّ أنت ؛ أيْ : بِلّ لحيتك ، تأهُّباً للحلاقة !
فأيّ المثلين يُطبّق ، الآن ، في العالم العربي ، من شرقه إلى غربه ، ومن شماله إلى جنوبه ؟
واضحٌ أن شعوب الأمّة ، كلّها ، تحبّ أن تستشهد ، بالمثل الأوّل ؛ لأن الجار يرغب - في أزمته ، أو محنته - بأن يساعده جاره ! فإذا كان جاره ، نفسُه، في وضع سيّء، أو حَرج ، وكان يحتاج المساعدة .. فعلى مَن يميل الجار الأوّل المحتاج ؟
أمّا ماهوحاصل ، اليوم ، فهو مضمون المثل الثاني : إذا حَلق جارك ، فبلّ أنت ! ونظرة واحدة ، على مايجري في : ليبيا ومصر، واليمن والعراق ، وسورية .. نظرة واحدة كافية ، للدلالة على مانقول !
فمَن يساعد مَن ؟ هل يساعد الليبي السوري .. أم يساعد اليمني العراقي .. أم يساعد أيٌّ من هؤلاء ، اللبناني ..؟
ويبقى السؤال : أهذه الحروب ، على الأمّة بأهم أقطارها - بل بسائر أقطارها، إذا نُظر إلى الحروب الخفيّة ، التي تمارّس ضدّ بعض الدول ، التي لاتُشَنّ ضدّها حروب علنية- يبقى السؤال هو: هل هذه الحروب ، هي حرب واحدة، متعدّدة الجبهات .. أم هي تجري ، على طريقة الأواني المستطرقة ؛ كلّما امتلأت دولة بالدماء ، فاضت الدماء على الدولة الأخرى .. أو: كلّما أُفعِمت دولة بالويلات والمصائب ، فاضت الويلات والمصائب ، على الدولة الأخرى ؛ حتى لايعود جار يَطلب المساعدة من جاره ؛ بل حتى ينطبق على الجميع ، ماقيل في زمن الحجّاج، ذات يوم : انجُ سَعدُ ، فقد هلك سعيد .. أو حتى يتصوّر بعضُ الناس ، أنهم في موقف يشبه يوم القيامة : (يومَ يَفرّ المَرءُ من أخيه * وأمّه وأبيه * وصاحبته وبنيه * لكلّ امرئ منهم يومئذ شأنٌ يُغنيه (.
وسوم: العدد 895