الاتجاه المعاكس لثورة كمال اللبواني
اعزائي القراء...
ليس لي شغف بالاستماع الى افكار كمال اللبواني فلقد سبرت هذه الافكار بعمق منذ ان عرَّف بنفسه على شاشات التلفزيون ، فقد كشفت افكاره تفوقها حتى على افكار أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ،الا ان ظهوره على برنامج الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء الماضي عزز انتماءه الصهيوني بشكل اكثر وضوحاً وجرأة ، ولعل اعتراف ابن زايد بالكيان الصهيوني بعد زواج سري دام سنين اعطته جرأه في الخيانة فبدأ بالتعبير عنها علناً ،
لم يعد مستغربا كل مايصدر عن كمال اللبواني فالرجل زار تل أبيب أكثر من مرة علناً وبدعوات رسمية ، وشارك في مؤتمر الأمن القومي في هرتسيليا، ناهيك عن المرات التي ربما لا نعرفها ،فماذا نتوقع منه ؟
ان إرتماء اللبواني في أحضان تل أبيب يجعلنا ننأنى عن الطبيعة المشبوهة لمعارضة هذا الرجل للنظام السوري ، فمهما كانت عذاباتنا من عصابة النظام وانشغالنا بثورتنا ، الا اننا لانسمح لانفسنا بتبرير يهودية فلسطين ولانسمح لانفسنا بالطعن بمواقف الشرفاء الفلسطينين من قضيتهم ، لقد اظهر اللبواني الكيان المحتل بمظهر الضحية، ليتفوق في صهيونيته على المحتل نفسه.
لقد اعتبر كمال اللبواني الغزاة لاجئين آمنين، وحمَل المقاومة وزر كل ما جرى، واعفى الاحتلال من أي مسؤولية ورحب بعضوية "اسرائيل" في الجامعة العربية، مع ضخه لكم هائل من تزوير وتحريف للتاريخ بينما العصابات المسلحة الصهيونية بنظره امثال:
هاشومير وشتيرن والبالماخ والهاجاناه والأرجون التي كانت تنصب المذابح للشعب الفلسطيني الامن هم حمامات السلام الصهيونية واذكر بعض مذابح حمامات السلام هذه : مذبحة بلدة الشيخ 31/12/1947ومذبحة دير ياسين 10/4/1948 ومذبحة كفر قاسم بنفس العام ومذبحة قرية أبو شوشة 14/5/1948ومذبحة الطنطورة 22/8/1948
ثم يتحفنا (سيادته) بمسؤولية المقاومة عما اليه وضع المطبعين المتلهفين للتطبيع .
ان ما تفوه به اللبواني في حلقة الاتجاه المعاكس أمر غير مسبوق من ناحية وضاعة الطرح وحقارة الفكر وجهل التاريخ والتملق بالكيان الصهيوني!
ان هيستريا التطبيع لديه تتفوق على هستيريا المطبعين انفسهم في محاولة شيطنة كل ما يتعلق بقضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين مع تجميل لصورة المحتل (المسكين المضطهد المظلوم والمعتدى عليه) بحسب وصفه
لقد كان اللبواني مثالاً صارخاً على المدى الذي يمكن أن يذهب إليه هؤلاء في لهاثهم لكسب رضا مشغليهم، وسقوطهم نحو الحضيض
فلقد كانت الحلقة فاضحة وكاشفة لأبعد الحدود لقطيع المطبعين من الصهاينة العرب
اعزائي القراء ..
لقد اثبت لنا اللبواني ان عملاء العرب هم أخطر علينا من العدو الخارجي الواضح. .
فهم المتلونون بحسب الظروف .
وهم من يطعنون في الظهر خلسة وبجبن .
اننا كعرب سوريين نفتخر بوطنيتنا وكفاحنا ضد اجرم نظام بالتاريخ وضحينا بخيرة شبابنا لنيل حريتنا واستقلالنا ، ولكن لايمكن باي حال من الاحوال القبول بكمال اللبواني ليكون جزءاً من ثورتنا وهو يبرر اجرام مغتصب صهيوني بينما يحاول ان يظهر نقيضه في سوريا.
ان مثل كمال اللبواني كمثل من يقوم بتسديد السهام تجاهنا ولكن من اقواس الصهاينة . وان طريق الكيان الصهيوني هو اقرب طريق لمفهوم ( ثورته) الممزوجة مع مغتصب اخر .
وسوم: العدد 895