أيها السوريون تعالوا الى كلمة سواء.نقتدي بماضينا الوطني لنزيل الطاغية
اعزائي القراء...
لن ادخل في عمق التاريخ ، بل ساحدثكم عن تاريخ سوريا الحديث ومنذ عهد الاستقلال لنتبين وعي هذا الشعب العريق الذي نبذ الفرقه بين مكوناته، يوم الغى الطائفية بين صفوفه ، لتأتي هذه العصابة الباغية لتحييها من جديد فتتعيش عليها خمسين عاماً سوداء اعادتنا مئات السنين الى الوراء .
هذا هو تاريخنا الحديث
فعندما دخل الفرنسيون بلادنا عام 1920 خاطب الجنرال “غورو” اعيان دمشق وكان بينهم فارس الخوري قائلا: جئنا لحماية المسيحيين ، فما كان من الأخير إلا أن توجه للمسجد الأموي وصعد المنبر قائلا: إذا كانوا يقولون إنهم جاؤوا لحماية المسيحيين، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله...وهتف المصلون الله اكبر .
وفي عام 1928 توفي البطريرك “غريغوريوس حداد” فاستقبلت الحكومة السورية جثمانه القادم من بيروت بإطلاق مئة طلقة مدفعية تحية له، بينما كانت الجماهير تصرخ: “مات أبو الفقراء، و شارك بجنازته 50 ألف مسلم دمشقي،
وعندما نقرأ عن تداول السلطة نجد أن عددا من رؤساء الجمهورية كانوا أكرادا أمثال: شكري القوتلي وحسني الزعيم، وأن من بين رؤساء الحكومات فارس الخوري، الذي ترأس ثلاثة منها، شغل في أحدها أيضا وزيراً للأوقاف الإسلامية في سابقة تدلل على طبيعة هذا الشعب وعبوره فوق الطوائف، نقرأ كذلك أن فارس الخوري اختاره السوريون للتباحث مع الفرنسيين لنيل شرف الاستقلال، قبل أن يوكلوا إليه مهمة تمثيلهم في الأمم المتحدة.
انها صورة المجتمع السوري الحقيقية الذي استطاع أن يصهر الطائفية والعرقية في بوتقة واحدة .
لم يكن هذا الانصهار الوطني والمجتمعي من باب المصادفة فحي الميدان الدمشقي العريق ذو الأغلبية السنية المحافظة كان يسكنه المسيحيون والدروز جنبا لجنب مع السنة، مما أوجد فيها أقدم الجوامع والكنائس ودور العبادة،
وعندما توفي أحد أعضاء البرلمان المنتخبين عن دائرة دمشق عام 1957 جرت انتخابات برلمانية تكميلية لشغل هذا المقعد الشاغر، وكان أن تنافس على هذا المقعد مرشح عن حزب البعث يدعمه مؤسسه ميشيل عفلق، ومرشح عن الإخوان المسلمين يدعمه المراقب العام للإخوان المسلمين الدكتور مصطفى السباعي، وفي خضم هذه المنافسات الانتخابية، أعلن سهيل فارس الخوري عن دعمه وتأييده لمرشح الإخوان، بقوله: “نحنُ ننتخب لسوريا ولأجل سوريا، ولا ننتخب لدين ولأجل الدين”.
حتى إخوان سورية كانوا يمثلون رمزاً لجمع ابناء الوطن في بوتقة واحدة ، ففي محاضرة القاها المراقب العام للاخوان في سورية الدكتور مصطفى السباعي في بيروت عام 1953 بعنوان الفصل بين الدين والدولة: “إن التشريع الإسلامي مدني منفتح على كل الطوائف والأديان، يضع القوانين للناس على أساس مصلحتهم وكرامتهم وسعادتهم، لا فرق بين أديانهم ولغاتهم وعناصرهم” لذلك لم يتوانَ الدكتور “محمد الفاضل” عميد كلية الحقوق بجامعة دمشق، وهو من الطائفة العلوية، عن القول في حفل تأبين الدكتور السباعي رحمه الله عام 1964 وبحضور عددا من الوزراء والسفراء: “....ولقد شوهد السباعي ورفاقه في حومة فلسطين، يتسعّرون بالإقدام، ويتفجّرون بالحمية الوطنية، ويهتفون بالتضحية، ويجدعون بالإيمان أنف النكبة، بينما كان الغواة المضللون يلتهمون زاد الأمة العربية مع الوحوش، وينضجون شواءهم في حريقها”.
هذه هي سورية ما قبل عصابة الاسد حيث قالت عنها الكاتبة الانكليزية الشهيرة “مس فريا ستارك” بمقال بتاريخ 13 كانون الأول 1945 مخاطبة السوريين: “أن دولة كدولتكم السورية لا يحق لها أن تعيش في قلق التفرقة الدينية والمذهبية طالما يوجد بها شعب رائع كشعبكم.
هذا الشعب الرائع ، هو الذي أحبط المشروع الاستعماري الفرنسي التقسيمي المُدمِّر من خلال توحد السوريين بثورتهم ضد المستعمر،
لقد بدأ عهد تجييش الطائفية منذ تشكُّل ماسمي ب«اللجنة العسكرية السرية” خلال عهد الوحدة مع مصر 1959 والتي لعب الضباط العلويون فيها الدور الأساسي للاستيلاء على السلطة، عندما تمكنوا بنفوذهم العسكري من تحييد زعماء البعث التاريخيين “عفلق والبيطار والحوراني” وإقصائهم عن العمل السياسي، من ثم تسريح عدد كبير من الضباط العسكريين السنة ثم الأقليات الاخرى واستبدالهم بأبناء طائفتهم بكل من هب ودب ، قبل أن تدّب الخلافات فيما بينهم ليبقى الخائن الاكبر حافظ الاسد الذي صنعته المخابرات البريطانية وأجرته لكل من اراد تفتيت سوريا
ايها الاخوة السوريون
لانحتاج اليوم لاختراع نهج جديد لبناء سوريا الجديدة ، فكل مانحتاجه فقط دراسة تاريخنا الحديث والاقتداء به والسير على هداه موحدين مخلصين لهذا الوطن الذي رعاه اباؤنا وحموه بدمائهم ووحدتهم ،
وتوكلوا على الله
عندها سنحمي الوطن ونبنيه من جديد .