خوض العلمانيين في قضايا الإسلام والمسلمين بسوء تعمد لاستفزاز لمشاعرهم الدينية
الملاحظ فيما ينشره موقع هسبريس بانتظام من مقالات لمجموعة من العلمانيين أنها تركز على قضايا الإسلام والمسلمين انتقادا وتجريحا واتهاما وإدانة وتشكيكا وسخرية واستهزاء وشماتة ونكاية وافتراء وتبخيسا ... إلى غير ذلك من العدوان السافر الذي يراد به استفزاز مشاعر المسلمين في بلد مسلم منصوص على إسلامه بخط عريض في دستور صوت عليه شعبه بإرادته التي تأتي بعد إرادة الله سبحانه وتعالى بل هي من إرادته ، وقد شاء سبحانه وتعالى أن يكون هذا البلد بلد إسلام منذ قرون خلت ليبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأنه جل في علاه قد رضي لأهله الإسلام دينا وأتم بذلك نعمته عليهم ، وما كان لينقض عهده معهم ويمنعهم نعمته وما رضيه لهم .
ومع أنه لا علاقة تربط بين الإسلام والعلمانية، ولا صلة تصل بينهما لاختلاف منطلقاتهما، ذلك أن الإسلام ينطلق من قناعة مفادها الإقرار بإله واحد أحد فرد صمد مسير للكون، منعم على الخلق مختبر لهم في الحياة الدنيا لمحاسبتهم في الآخرة على ما عملوا فيها ، بينما تنطلق العلمانية من قناعة مفادها تأليه الإنسان في الحياة الدنيا، وإنكار خضوعه فيها للاختبار من طرف خالقه ، وإنكار بعثه بعد موته ومحاسبته على ما عمل . وإذا شئنا استعمال التسمية القرآنية للعلمانية،
قلنا إنها الكفر والإلحاد المموه عليهما بلفظة علمانية ودأب أهلها التمويه على أمور شتى مما يستقبح ويستهجن بألفاظ غير ألفاظها التي تعرف بها من قبيل تسمية الفواحش على سبيل المثال لا الحصر رضائية ومثلية ، وعلى هذا تقاس أمور أخرى أشنع يسمونها بغير أسمائها .
إن العلمانيين لا يجدون طريقة ولا وسيلة يسوّقون بها علمانيتهم المرفوضة في بلد مسلم سوى النيل من الإسلام بشتى الطرق والوسائل والأساليب التي لا يخفى خبثها ومكرها وتهافتها .
ومع سكوت من تعود إليهم مسؤولية منع استهداف الإسلام على ما يكتبه وينشره العلمانيون بانتظام يوميا على الموقع المشار إليه أعلاه ، ازداد هؤلاء تجاسرا عليه ، وبلغوا بتجاسرهم حدودا غير مسبوقة لم يكونوا يتجرؤون عليها من قبل.
وما لا يحسب له المسؤولون حسابا هو أن التمادي في استهداف الإسلام، وهو اعتداء على المشاعر الدينية للمواطنين من شأنه أن تكون له عواقب وخيمة إذا ما طفح الكيل لأنه اعتداء على أعز ما يعتز به المغاربة المسلمون رغم أنوف العلمانيين.
ولقد كان بوسع العلمانيين أن يسوّقوا إعلاميا علمانيتهم كما يشاءون و قد داسوا على فقرة دستور الوطن التي تنص على إسلامه دون أن ينكر عليهم المسؤولون ذلك ودون أن يتابعوا أمام القضاء لكن بلا استهداف للإسلام لا من قريب ولا من بعيد لأنه لا يعنيهم في شيء ، ولا ينكر عليهم كفرهم وإلحادهم وقد خاطب من كفر قبلهم بشعار: " لكم دينكم ولي دين" وشعار : " لا إكراه في الدين "، فكيف لا يكون في الإسلام إكراه ، ويكون ذلك في العلمانية؟
ومقابل استفزاز العلمانيين للمشاعر الدينية للمواطنين، لا نجد هؤلاء يستفزونهم إلا إذا كان ذلك ردا على استفزازهم الذي يتعدى حدود الوقاحة . ويبدو أنه قد حان الوقت لينبري من تقع عليهم مسؤولية الدفاع عن الدين من علماء ودعاة لمواجهة الوقاحة العلمانية بصرامة، وفضح نفاقهم خصوصا وأنهم يدعون ويتظاهرون بالانتماء إلى حظيرة الإسلام مع أن ما يصدر عنهم ينقض ذلك نقضا ويكذبه ، وإذا ما أردنا تسميتهم تسمية قرآنية قلنا إنهم منافقو هذا الزمان ، وعليهم تصدق كل الأوصاف والنعوت التي وصف بها القرآن الكريم المنافقين السابقين زمن نزول الوحي .والذين كان ظاهرهم إسلام وباطنهم كفر و ألسنتهم مع المسلمين وقلوبهم مع الكافرين ، وكانوا بذلك أشد خطرا على الإسلام من الكافرين الذين كانوا يصرحون بكفرهم . وما جعل الله تعالى عقاب المنافقين في الدرك الأسفل من النار في الآخرة إلا لشدة خبثهم ومكرهم وعدائهم للإسلام .
وإن سكوت أهل العلم على تجاسر العلمانيين على الدين سيغريهم بالمزيد من العدوان عليه وعلى مشاعر أهله ، وهو ما لا يمكن أن يستمر .
وليس العلماء وحدهم من تقع عليهم مسؤولية مواجهة النيل من الإسلام من طرف العلمانيين بل تقع على كل مسلم مهما كان مستواه أو موقعه في المجتمع ، وعليه أن ينصر دين الله عز وجل بما في وسعه، لأن سكوته يعتبر دعما لتحرش به واعتدائهم عليه وعلى أهله ، إنها فريضة النهي عن المنكر الواجبة شرعا ، وهل يوجد منكر أكبر من استهداف العلمانيين دين الله عز وجل ورضى المسلمين بالدنية فيه ، إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
وسوم: العدد 897