فن الكاريكاتير بالنسبة لمحترفيه فكرة عميقة جدا ومؤثرة للغاية - ليس بتشويه الوجوه واطالة الانوف والاذان وتغيير الملامح على نحو ساخر فحسب من دون فكرة ومضمون ، لا ،هذه اساليب السذج والهواة من رسامي الكاريكاتيرات -شخصية الطفل حنظلة الفلسطيني الذي لايكبر ولاينمو مذ طردوه من دياره ، الطفل حافي القدمين مرقع الثياب ، الدائر ظهره لكل الانظمة الحاكمة ، الناظر الى بيته القديم الذي طرد منه في فلسطين بإنتظار العودة الميمونة وبيده مفتاح بيته هناك احيانا ، حجارة المقاومة ، بندقية المقاومة ، هذه الشخصية التي ابدعها ناجي العلي كانت جزءا لايتجزأ من الصراع الطويل والمرير مع الكيان الصهيوني المسخ لعمق الفكر وروعة المضمون ..الكاريكاتير الموجه لايعني ان تسخر من مقدساتهم ولامن شخوصهم وانما ان تفضح مؤامراتهم برسمة وثيمة وبصمة نحو الكاريكاتير الذي نشر عن الديك الفرنسي الذي يأكل خيرات أفريقيا لقد اختزل هذا الكاركاتير الاف المقالات والتنظيرات والمؤتمرات - الثريدية - والمهرجانات -القوزية - والندوات - الكيكية والعصائرية - التي نهدر من الاموال ما لو انفق نصفها في سبيل الله لأطعم الاف الفقراء ..كاريكاتير تعليق الامم المتحدة على قلة الاصابات بكورونا في سوريه المدمرة ..ونحوها ..ولاننسى ان الضجة كلها قامت بسبب رسومات كاركاتير ضد الدنمارك وضد فرنسا نشرت في صحيفتين شارل ايبدو ويولاندس بوستن ولو كان - فن الكاريكاتير وهو فن =" يبالغ في التعبير "سخيفا وغير ذي جدوى ولاقيمة لما انقلبت الدنيا بسببه في ارجاء العالم الاسلامي ..اضف الى ذلك ان الكاركاتير الموجه يشبه الشعر الحماسي ..النشيد الحماسي ..المقال الحماسي ..المسرح الحماسي ..الفيلم التسجيلي الحماسي ..العزف الحماسي ..هو جزء من منظومة المواجهة المهمة التي ان لم توظف طاقاتها في الحق، وظفت بالباطل ولاشك او جلست في البيت شأنها شأن الاف الطاقات والمواهب.