الانحياز إلى الحقّ الواضح ، المؤثّر في مصير شعب ، أو أمّة .. ماحُكمه ؟
قال أحدهم :
سوف أنحاز، إذا كان انحيازي شرَفاً ، أُوليه فَخري واعتزازي !
أَنشد الحَقَّ ، لأجتازَ به مَوقفاً ، أَشقى به ، دون اجتيازِ!
وهنا ، لابدّ من بعض التعريفات .. وأهمّها :
تعريف الحقّ !
الحقّ كلمة عامّة ، يتفرّع منها :
الحقّ المطلق : وهو مصطلح عامّ ، يشمل أنواع الحقّ ، كلها ، نظرياّ !
الحقّ المرتبط بعقيدة دينية ، أو فكرية .. وهذا يراه ، من يؤمن بالعقيدة الدينية ، أو الفكرية.. ويدعو إليه المؤمنون به !
الحقّ المرتبط به ، مصير أمّة ، أو شعب ، أو حزب ، أو قبيلة .. أو أيّ تجمّع بشري !
أنواع الانحياز !
انحياز فكري نظري ، ويحمل معنى التأييد الفكري ، دون اتّخاذ موقف عملي لنصرته! والمقصود بالانحياز الفكري النظري ، انحياز المرء بقلبه !
والانحياز باللسان : وذلك بأن يجهر المرء برأيه ، ويعلن موقفه بلسانه ، بطريقة واضحة معلومة !
الانحياز باليد : وذلك بنصرة الحقّ ، أو مقاومة المنكر، والوقوف ضدّه ، إلى جانب الحقّ!
وقد ذُكرت أصنافُ الحقّ الثلاثة السابقة ، في الحديث الشريف (مَن رأى منكم منكراً فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه .. وذلك أضعف الإيمان)!
تعريف الشقاء ، الناجم عن عدم الانحياز!
الشقاء ، بعمومه ، نوعان : نوع دنيوي ، ونوع أخروي ! والأخروي يخصّ الإحساسُ به، مَن يؤمن بالله واليوم الآخر !
أمّا الشقاء الدنيوي ، الناجم عن عدم نصرة الحقّ العامّ ، فله وجوه ، من أهمّها :
مايجلبه المرء : لنفسه وأهله ، وشعبه ، أو أمّته .. من نكد وخذلان ، حين يقوّي الباطل بعدم نصرة الحقّ ؛ فالحقّ والباطل ، ضدّان أبديان ، كلّ تهاون في نصرة أحدهما ، تقوّي الآخر، بَلهَ تأييد أحدهما ، باللسان أو اليد !
إحساس المرء ، بعد انتصار الباطل ، بالندم والأسف ، على عدم مناصرة الحقّ ، ولوم الآخرين له ، بسبب موقفه المناصر للباطل ، أو المتهاون في نصرة الحقّ !
وسوم: العدد 906