محاولة اغتصاب السلطة في الولايات المتحدة بالقوة
محاولة اغتصاب السلطة في الولايات المتحدة بالقوة يوم أمس شبيه باغتصابها من قبل في مصر ولكن زعماء العالم الحر أدانوا الأولى بينما باركوا الثانية
تابع سكان المعمور عبر وسائل الإعلام ما حدث ليلة أمس في مقر الكونجرس الأمريكي حين حرض الرئيس الخاسر في الانتخابات فلولا من أنصاره على اقتحامه خلال عقد إحدى جلساته التي كان من المقرر أن تنتهي بالإعلان عن فوز الرئيس الفائز . ولقد نقلت وسائل الإعلام الفوضى العارمة في أروقة الكونجرس ، وشوهد أشخاص يحملون أسلحة نارية ، وآخرون يهاجمون شرطة ذلك المقر ، وآخرون يقومون بأعمال الشغب والتخريب، الشيء الذي استدعى تدخل قوات عسكرية بأعداد كبيرة لصد الهجوم على أكبر مؤسسة تشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر صمام أمان الديمقراطية .
ولقد أخجل هذا الحدث جميع الأمريكيين أمام سكان المعمور خصوصا وأن بلادهم تتزعم قطار الديمقراطية في العالم إلا أن ما حدث نزل بمؤشرها إلى درك مؤسف .
ولحسن حظ المواطنين في هذا البلد أن عقلاءه تداركوا الموقف قبل انفلات الأمور ودخول بلدهم في فوضى عارمة أو في حرب أهلية كالتي كانت فيه فيما مضى . ولقد احترم كل من لهم دور في الانتخابات التزاماتهم ، و وفوا بما أقسموا عليه من صيانة للديمقراطية .
جميل جدا أن يحدث هذا الانتصارا للديمقراطية في الولايات المتحدة ، وجميل أيضا أن يدين زعماء العالم ما حدث في الكونجرس الأمريكي سواء من يحترم منهم الديمقراطية أو من يذبحها ذبحا ، ولكن قبيح جدا ألا يدان بنفس الإدانة ما حدث في مصر حين نقض وزير الدفاع اليمين التي أقسمها أمام الرئيس الشرعي المنتخب ، وتزعم انقلابا دمويا ، وفتك بالمعتصمين بساحات الاعتصام المطالبين بعودة الشرعية ، وحرض عليهم بلطجيته أو شبيحته ، وطبخ ثورة مضادة لثورة شرعية من أجل اغتصاب السلطة عن طريق مسرحية هزلية انتخاباتها فاقدة للمصداقية والشرعية ، ولازال يمدد في فترة اغتصابه للسلطة من خلال اختلاق التشريعات الباطلة ، وقد أحاط به برلمانا صوريا لا يقدم ولا يؤخر بين يدي تسلطه .
حدث كل هذا وما يسمى بالعالم الحر أو الديمقراطي يتفرج ولا يحرك ساكنا لأن الانقلاب الدموي في مصر كان على رئيس شرعي كل ذنبه أن حزبه له مرجعية إسلامية مع أنه فاز فوزا مستحقا لم تشبه شائبة ، ولم يطعن فيه كما طعن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة . فلماذا يا زعماء العالم الحر هذه الازدواجية في المكيال ؟ لماذا كلتم لشعب مصر بغير المكيال الذي كلتم به لشعب الولايات المتحدة الأمريكية ؟ أهكذا تكون الديمقراطية والعدالة والانصاف والأخلاق ؟
لك الله عز وجل يا شعب مصر الذي غبن في إرادته فصودرت منه بالقوة . فمتى يأتي زمان تدرك فيه أيها الشعب المصري المسكين حظك من الديمقراطية كحظ الشعب الأمريكي ؟
وسوم: العدد 911