حروب الوكالة : مَن مُشعلوها .. ومَن ضحاياها ؟
كثرت حروب الوكالة ، في السنين الأخيرة ؛ بل صارت هي السائدة ، في الكثير من دول العالم ، بعد أن كانت الحروب بين الدول ، هي الأصل ، وهي السائدة بين الناس !
وأسباب ذلك كثيرة ، من أهمّها :
ارتفاع كلفة الحروب بين الدول ؛ لاسيّما بعد أن جرّب العالم ، حربين عالميتين مدمّرتين، هما الحرب العالمية الأولى ، والحرب العالمية الثانية ! والحربان ، كلتاهما، قامتا بين دول أوروبية متحضّرة !
كثرة أسلحة التدمير الشامل ؛ من نووية وكيماوية وبيولوجية .. وانتشار وسائل حملها، وإيصالها إلى أهدافها ، بدقّة كبيرة ، من طائرات وصواريخ وغوّاصات .. ونحوها ، ممّا يجعلها قادرة على تدمير قوى العدوّ ، في الوقت الذي يسعى فيه ، هو، إلى تدمير أعدائه !
كثرة المرتزقة ، وكثرة أسباب الارتزاق ؛ من فقر ونحوه ، ممّا يجعل هؤلاء المرتزقة ، وسيلة سهلة لخوض الحرب ، بدلاً من الدول التي تستأجرهم !
كثرة الحيل والأساليب ، التي تمنح الدول ، القدرة على استئجار المرتزقة ، وتوظيفهم في الحروب ضدّ الأعداء !
ومن الأساليب الناجعة ، لدى بعض الدول ، دفع المرتزقة ، إلى القتال بحماسة ، دفاعاً عن عقيدة، تزعم الدول المستأجرة، أن المرتزقة أتباعٌ لهذه العقيدة ؛ لاسيّما إذا شحنتهم هذه الدول المستأجرة ، بخلائط عجيبة ، من العقائد الملفّقة ، والأوهام ، والأحقاد التاريخية.. ثمّ دعمت كلاّ منهم ، ببعض المال ، وببعض الوعود بدخول الجنّة ! وقد برعت إيران كثيراً، في هذا المجال ، فجمعت عناصر كثيرة ، من دول العالم ، من المنتمين إلى مذهب الحكّام فيها ، بحجّة الدفاع عن أهل البيت ومقدّساتهم ! وشكّلت جيوشاً ، سمّتها بأسماء مناسبة ، لخدمة الأهداف ، مثل : الفاطميين والزينبيين .. وسواهما !
وسوم: العدد 914