الزمن ملك لله ، وفيه قَبلُ وبَعدُ ، في سلوك الناس !
الله خلق الزمن ، وخلق كلّ مايُسهم في صناعته ، من شمس وقمر ونجوم ! ولم يخلقه عبثاً، كما لم يخلق الشمس والقمر والنجوم عبثاً ! وقد ذكَر، سبحانه ، في القرآن الكريم ، أشياء كثيرة ، ليس من شأن هذه السطور تعدادها ، هنا ، بل نسعى إلى ذكر بعض الأمور، المرتبطة بسلوك الناس ، في الزمن ، قبلَ أمر ما ، وبَعده !
قال تعالى : (ومالكم ألاّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراثُ السموات والأرض لايستوي منكم مَن أنفق مِن قبلِ الفتح وقاتَل أولئك أعظمُ درجةً من الذين أنفَقوا مِن بَعدُ وقاتَلوا وكلاًّ وعَدَ الله الحُسنى والله بما تعملون خبير).
وقال تعالى : (إلاّ الذين تابوا مِن قبلِ أن تَقدروا عليهم فاعلَموا أن الله غفورٌ رحيمٌ).
ونسأل ، استئناساً لا قياساً ، حول مايناسب الأوضاع الراهنة لأمّتنا :
هل يستوي الذين قدّموا تضحيات كثيرة وكبيرة ، وما زالوا يضحّون .. هل يستوي هؤلاء، مع الذين يقعدون في بيوتهم، وينتظرون الدائرة، ليَروا على من تدور، ليدوروا مع الغالب، أو المنتصر؟
وهل يستوي القاعدون المتربّصون ، الذين لم يؤذوا أحداً ، مع الذين يناصرون العدوّ بالقول والفعل ؟
وهل يستوي بسطاء الناس ، الذين لايملكون رأياً ، ولا يستطيعون مساعدة .. هل يستوي هؤلاء ، مع المنافقين ، المتزلفين للعدوّ، الداخلي أو الخارجي ؟
وهل يستوي مَن بالغ قليلاً ، في مدح الحكّام ، اتّقاء لشرّهم ، مع من أسرف في مدحهم والثناء عليهم ، وتصويرهم للناس : أبطالاً ، أو أولياء ، أو أنبياء ، أو آلهة .. وخلع صفات النُبل ، كلها ، عليهم ، ممّا يُسهم في خداع الناس ، وجرّهم إلى طاعتهم ؟
نقول : هل يستوي هؤلاء ، جميعاً ، بعد زوال القوّة الغاشمة ، المتسلّطة على الناس ، وعودة الناس إلى امتلاك قرارهم ، واختيار حكّامهم ؟
وسوم: العدد 916