التصديق والطاعة ، أوّلاً .. ثمّ مابعدهما !
قال تعالى ، عن بني إسرائيل ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطورَ خذوا ما آتيناكم بقوّة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأُشربوا في قلوبهم العجلَ بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين).
وقال تعالى ،عن الأعراب :
(قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يَلِتكم من أعمالكم شيئاً إن الله غفور رحيم).
والسؤال ، هنا ، هو عن المواطنة : هل دخل الأعراب في دائرة المواطنين ، الذين آسلموا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم ؟
هذا السؤال ينسحب على الكثيرين ، في العصر الحديث !
فإذا كان الكثيرون في العصر الحديث ، لم يؤمنوا بالإسلام ديناً ، عقيدة وشريعة .. فهل يمكن أن يُعَدّوا مواطنين في دولة ، يعتنق أكثر أهلها الإسلام ؟
كلام الأعراب ، هنا ، يختلف عن كلام بني إسرائيل ، الذين طُلب منهم الإيمان والسمع والطاعة ؛ لذا لامجال للحديث عن المواطنة !
وهل ينسحب على غير المسلمين بألسنتهم ، وهم غير مؤمنين ، السؤال نفسه ، حول المواطنة ؟ والكلام ، هنا ، كله عن المواطنة ؛ إذ لامجال للكلام عن دولة الإسلام ! فهل يرفض غير المسلمين ، كونَهم مواطنين في دولة ، تحكمها قوانين المواطنة ، بصرف النظر عن الأقليات والأكثريات ، في شعبها ؟
وسوم: العدد 916