لامشكلة لعاقل مع عدوّه..أمّا مشكلات الأقارب والأصدقاء،فحدّث عنها،ولا حرج!
قلّما يشكو العقلاء من أعدائهم ؛ فهم يعلمون أنهم أعداء ، والعدوّ يتوقّع منه المرء كلّ أذى، لنفس المرء وأهله وماله !
أمّا الأقارب والأصدقاء ، فالشكوى منهم كثيرة ، منبثّة في بطون الكتب ، شعراً ونثراً ، وما زال الناس يردّدونها ، على اختلاف العصور ، وفي سائر الأمكنة !
قال الشاعرالقديم :
وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضة على المرء ، من وقع الحسام المهنّدِ !
وقال شاعر آخر:
احذر عدوّك مرّة واحذر صديقك ألفَ مرّهْ
فلربّما انقلب الصديق ؛ فكان أعلمَ بالمضرّهْ
وقال شاعر آخر:
قوميْ همُ قتلوا ، أمَيمَ ، أخي وإذا رَميتُ أصابني سهمي
ولئنْ عفوتُ لأعفونْ جللاً ولئنْ سطوتُ لأوهننْ عظمي
هذا عن ظلم الأقارب ! أمّا ظلم الأصدقاء المقرّبين ، فحسبنا مقولة الإمبراطور يوليوس قيصر، الذي تآمر عليه أعداؤه ، وطعنوه غدراً ، ثمّ التفت فرأى بينهم ربيبَه بروتوس ، محلّ ثقته ، المقرّب منه جدّاً .. نقول حسبنا ، هنا ، مقولة يوليوس قيصر: حتى أنت يابروتوس !؟ التي ذهبت مثلاً ، لاستنكار الغدر، على مرّ السنين !
والسؤال ، هنا : إذا كان ظلم الأقارب والأصدقاء ممجوجاً مرفوضاً .. فما الحال ، في ظلم الذين يسمّون أنفسهم ، معارضات سياسية ، ويتظاهرون بنصرة المعارضة ، وهم من أعدى أعدائها ؛ سواء أكانوا عملاء للأنظمة الظالمة ، أم كانوا عملاء لجهات أجنبية ، تمكر بالمعارضة ، وتكيد لها ، وتتربّص بها الدوائر!؟
وسوم: العدد 926