رُبّ مَلوم ، لا ذنبَ له !
هذا مثل عربي قديم !
لوم الشعوب عبث ؛ ففيها :
الطفل: الذي لايعي من أمره شيئاً، من سنّ الطفولة الأولى ، حتي يبلغ مبلغ الرجال!
والعاجز: الذي لايقدر على أيّ فعل ، يمكن أن يلام عليه أمثاله !
والجاهل:الذي لا يفقه شيئاً في الحياة ، سوى الأمور البسيطة ، التي لا تنفع الناس ،عامّة!
والأحمق : المغلوب بحرارة الرأس ، الذي ينفعل لأبسط الأشياء ، ويغضب لأتفه الأمور!
والبسيط : الذي لايهتمّ ، إلاّ بتحصيل قوت يومه وطعام أسرته ، وتأمين الرفاهية لنفسه وأهله !
فمن الملوم إذاً ؟
العاملون في السياسة : المحترفون منهم والهواة ، الذين يصارعون لأجل السلطة ، وما يتبعها من شؤون ، تهمّ عامّة الخلق قي البلاد !
العاملون في الإعلام : الموظفون فيه لكسب رزقهم ، والذين سخّروا أنفسهم ليكونوا أبواقاً لغيرهم !
العاملون في التربية : المخلصون منهم الحريصون على تربية الأجيال ، ومنها أبناؤهم وأحفادهم !
العاملون في التعليم : الابتدائي والثانوي والجامعي .. المكلفون بهذا ، بحكم مناصبهم وطبائع أعمالهم ، والمتطوّعون !
العاملون في الدعوة والإرشاد والتوجيه : الذين ندبوا أنفسهم لهذه المهمّة ، أونُدبوا لها ، من غيرهم ، من مؤسّسات مهتمة بهذا الشأن ، كالجمعيات والأحزاب والكتل .. ونحوها !
الإداريون في المواقع المختلفة : المندوبون لتسيير الإدارات المختلفة ، في وطنهم ، في مواقعهم المختلفة !
الأدباء والشعراء والمفكرون والفنانون ، ومن في حكمهم ممّن ، يندبون أنفسهم لتغيير عقليات الناس ونفسياتهم ، نحو مايرونه الأصلح !
ومَن في حكم المذكورين أعلاه ، ومَن ينهج نهجهم ، ويَجهد لإرشاد الأجيال ، في وطنه ، من أبناء هذا الوطن ، ومن غيرهم !
هؤلاء وأمثالهم :هم الذين يلامون على إخفاق الأمّة ، وعلى تقصيرها، في تدبير شؤونها! وكلّ فرد ، في موقعه ، مكلف بما يستطيع ، وتقصيرُه أو إخفاقه ، ينعكس سلباً ، عليه وعلى من حوله ، وعلى أجيال الأمّة ، جميعاً ، بحسب قدرته على التأثير! ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها !
فهل يُعدّ إلقاء التبعات ، في الإخفاق والتقصير على الأمّة ، جميعاً ، أمّة المليار، أو المليارين .. عجزاً أم قلة فهم ، أم حماقة .. أم غيرذلك ؟
وسوم: العدد 931