بأيّ علم ، يعتصم أبناء الوطن الواحد ؟
قال الشاعر: دُمْ هكذا ، في عُلوّ، أيّها العَلمُ فإننا بك ، بَعد الله ، نعتصمُ !
فبأيّ علم يعتصم السوريون ، اليوم ؟
الأعلام كثيرة ، ولكلّ فئة علمها ، ولو لم يكن مرفوعاً بالأيدي ، أو على الأكتاف !
لن نتحدث ، هنا ، عن العلم السوري المعروف ، الذي يتاجر به حكّام دمشق وتلاميذهم وأعوانهم ، بل عن الأعلام التي يزعم رافعوها ، أنهم معارضون للنظام الحاكم في دمشق!
فالكرد لهم أعلام مختلفة : لكلّ فئة منهم علم ، يختلف عن علم الفئة الأخرى ، وإن زعموا أنهم جميعاً ، في خندق واحد ، ضدّ النظام الحاكم وأعوانه ! فالأعلام ، هنا ، تابعة للنيّات والأهداف !
فما أهداف الكرد المختلفة ، التي تختلف أعلامهم باختلافها ؟
يمكن القول ببساطة : إن الكرد على الساحة السورية ، أكراد ، بل أكاريد !
كرد يحطبون في الحبل الأمريكي ، بحجّة تقاطع المصالح ! وتختلف التوظيفات : مَن يوظف مَن ؟ ومن المستفيد الأول أو الأكبر، من تقاطع المصالح هذا ؟
وكرد يظهر من كلامهم وشعاراتهم ، أنهم مع المعارضة السورية ، عامّة ، وإن كانت لهم أهداف فرعية لايخفونها ، وتعترف بها أطياف المعارضة ، عامّة !
أمّا المعارضات الأخرى الوطنية ، فهي مختلفة باختلاف أهدافها ، وإن كان العلم السوري، ذو الأنجم الثلاث يجمعها !
فهناك المعارضة ذات اللون الوطني الصرف ، والمعارضة الإسلامية التي ترفع العلم الوطني ، والمعارضة الإسلامية التي تخفي أهدافاً ، ونيّات مختلفة عن نيّات الفئات الأخرى وأهدافها ! وهكذا .. ولن ندخل ، هنا ، في نيّة أحد أو نشقّ عن قلبه ، لكن نقول ، بكلّ بساطة ، كما قال بعضهم ذات يوم : ثمّة أناس مختلفون ، حول جلد الدبّ قبل صيده ! فهل هذا ينفع المعارضة السورية أم يضرّها ؛ إذ يستفيد النظام السوري وداعموه ، من الشَرذمة واختلاف الأهداف والنيّات !
والسؤال الكبير، هنا : هو أيّ الأطراف يخسر، من صمته عن حقّه ، في جلد الدبّ ، ريثما يتمّ اصطياده ؟ ثمّ يأتي السؤال الآخر:ماذا يخسرالسياسي، من صمته المرحلي ، إذا كان الدبّ مازال يدمّر البلاد، ويُهلك العباد؟
وسوم: العدد 932