ترجمة القرآن العظيم وما يتعلق بها
مدرس العربية في "كلية الإلهيات؛ جامعة 19/5 - صامسون" سابقا,
ومدرس العربية في "مركز الدراسات العلمية والفكرية إفام - صامسون"
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي البحث
الحمد لله الرحيم الرحمن, مُنزل الفرقان وخالق الإنسان, ومعلم القرآن والبيان, ومرسل نبيه محمد الأمي سيد الأكوان؛ من بلغ القرآن وترجمه بخير لسان, صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم ما تعاقب المَلَوَان, وتناوب الجديدان, ومن تبعه بخير وإحسان, إلى آخر الوقت والأوان.
أيها الإخوة المكرمون: أحييكم بخير تحية تحية الإسلام, وتحية الإسلام السلام؛ فالسلام عليكم ورحمة الله, وبعد:
فإني دُعيتُ إلى مؤتمركم وحفلكم الموقر هذا لأشارك فيه وأدلي بدلوي فيه دون كتابة موضوع عنه, فاستجبت, لكني فكرت في أن أكتب في موضوعه المهم جدا ألا وهو "ترجمة القرآن الكريم"؛ إذ كيف أحضر اجتماعا عن موضوع ما لا أعرف عنه سوى اليسير, وقديما قال فقهاؤنا الفِخَام: "الحُكْمُ على الشيء فرعٌ عن تَصَوُّرِه"؛ فشَمَّرتُ عن ساعد الجِدِّ, وحضرت هذا البحث المتواضع الذي سأعرضه عليكم راجيا استحسانه, وإغناءه بملاحظاتكم وإفاداتكم, ونقدكم البناء.
وقد جعلته في ثمانية فصول هي:
1- معنى ترجمة القرآن الكريم لغة واصطلاحا.
2- أهمية ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى الأعجمية.
3- أقسام الترجمة القرآنية. 4- حكم ترجمته شرعا.
5- شروط هذه الترجمة. 6- أهم من كتب في موضوع ترجمة القرآن.
7- نبذة تاريخية لترجمة القرآن الكريم.
8- ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية.
1
الفصل الأول
معنى ترجمة القرآن
لمعرفة معنى ترجمة القرآن لا بد من الكلام عنها في اللغة العربية, وفي اصطلاح العلماء.
أ- معناها في لغة العرب: مادة "ترجم" في العربية تعني:
1- "ترجم فلان كلامه": أي: بَيّنَه وأوضحه.
2- "ترجم فلان كلامَ فلان": أي: عَبَّر عنهُ بِلُغَةٍ أخرى غيرِ لُغَة المُتَكَلِّم.
3- "ترجم الكتابَ وعنه": فَسَّره بلسان آخر.
4- "ترجم لفلان": ذكر ترجمته؛ أي: سيرة حياته. ومنه: الترجمة للشخص: بمعنى ذكر سيرته وحياته من ولادته إلى وفاته, وأهم أعماله التي قدَّمها في حياته, وأخلاقه وسلوكه ... .
5- "ترجم عنه": أوضح أمره؛ قال الله تعالى: (وبدأ خلق الإنسان من طين*) قال ابنُ منظور صاحب "لسان العرب": يعني آدم, (ثم جعل نسله من سلالة) ثم ترجم عنه فقال: (من ماء مهين*). عن: "تكملة معجم تاج العروس" لوهيب دياب 52.
6- "ترجم الكتاب": قَسَّمَهُ إلى فُصُول, وعَنْوَنَ الكِتاب والفصل: جعل له عُنوانا؛ يقال: ترجمه بِكذا. *ينظر: "تكملة المعاجم العربية" لرينهارت دوزي 2/31, نقلا عن "معجم ابن بدرون: المقدمة ص: 2, 296, 401.
ومن هذا الأخير: "تراجم صحيح البخاري"؛ أي: عناوينه وموضوعاته التي اهتمَّ بها العلماء كثيرا وقالوا عنها: "فقه الإمام البخاري يكمن في تراجمه", وقد ألفت عنها كتب من أشهرها كتاب "شرح تراجم أبواب البخاري" للعلامتين أحمد بن علي ابن حجر العسقلاني وشاه ولي الله الدهلوي.
*جمع "الترجمة": ترجمات وتراجم. *مُتَرجِم: جمعه: مُترجمون.
2
*"التَّرجُمَان" و"التُّرجُمَان": هو مَن يقوم بالترجَمة - اسم فاعل- فيُترجِم الكلام؛ أي: ينقله من لغة إلى لغة أخرى. وجمعه: تراجم, وتراجمة. لكن كثيرا من اللغويين العرب يُفضِّلون "تَرْجُمَان" على "تُرجُمان".
*ترجمان: هي موجودة عَينُها أيضا في التركية وقريب منها بالإنجليزية والفرنسية والروسية واليونانية اللاتينية؛ فهي بالإنجليزية: "Dragoman", وبالفرنسية: "drogman", وبالروسية: "dragman", وباليونانية: "dhraghomanos".
*الفعل: "ترجم" العربي: قريب منه بالسريانية والكلدانية والعبرية, لكن بعضها بالجيم المصرية "g"
*ملاحظة فريدة بفائدة: "ترجمه, وترجم عنه": من المُثُل - الأمثلة- التي لم يذكرها سيبويه في "كتابه" الخطير الشهير؟! كما يقول ابن منظور الإفريقي في كتابه "لسان العرب" 12/66.
*ب: معنى ترجمة القرآن اصطلاحا: عرفها علماء علوم القرآن بقولهم:
هي: نقل القرآن إلى لغات أجنبية"أعجمية", وطبع هذه الترجمة في نسخ ليطلع عليها من لا يعرف العربية "لغة القرآن", ويفهم مراد الله تعالى من كتابه الكريم بواسطة هذه الترجمة. "كما عرَّفها الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله, في التبيان 276, بتصرف يسير".
*أما الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني رحمه الله فعرف الترجمة بأنها: تفسير القرآن بلغة غير لغته؛ أي: بلغة عجمية لا عربية. مناهل العرفان 2/107.
3
الفصل الثاني
أهمية ترجمة القرآن الكريم وفوائدها
يُعد هذا الموضوع في غاية الأهمية, والحاجة إليه ماسَّة وضرورية؛ فكم قد انتفع بفهم القرآن المُترجَمةُ معانيه ملايينُ الناس المؤمنين فازدادوا إيمانا إلى إيمانهم وتصديقهم, وكم آمن من غير المسلمين بهذه الترجمة بدخولهم في دين الله أفواجا.
وكم من قوم ضلوا عن سبيل الله أو صُدُّوا أو نفروا بسبب سوء الترجمة لمعاني ذلك الكتاب العزيز.
كما أن لترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى فوائد جمة نُجمِلها فيما يلي:
1- براءة ذمتنا من واجب تبليغ القرآن بلفظه ومعناه؛ فإن الترجمة للقرآن تجمع بين النص القرآني بلفظه ورسمه العربيين, وبين معاني القرآن المفسَّر وشرحه باللغة الأجنبية.
2- كشف الحجاب عن جمال القرآن ومحاسنه لمن لم يستطع رؤيتها بمنظار اللغة العربية من إخواننا المسلمين الأعجام, وتسهيل فهمه عليهم بهذه الترجمة ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم, فيهتدوا بهديه, ويغرفوا من بحره.
3- تنوير غير المسلمين من الأعاجم وتبصيرهم بحقائق الإسلام وتعاليمه السمحة, وإزالة الحواجز والعراقيل التي أقامها حكام الغرب والشرق من غير المسلمين ومستشاروهم الحانقون على الإسلام وأهله, للحيلولة بين الإسلام ومريدي الحق من الأمم الأعجمية. لا سيما في هذا العصر الذي تألبت فيه الحكومات الكافرة نصاراها ويهودها ووثنيوها على أمة الإسلام, بدعاياتها وإعلاناتها وإعلامها وخيلها ورجلها, حتى غطت على كثير من حقائق الإسلام, وشوهت معالمه بين عامة الناس وجمهورهم.
4
4- دفع الشبهات والشكوك التي لفَّقها أعداء الإسلام وألصقوها بالقرآن زورا وبهتانا, ثم ضللوا بها كثيرا من المسلمين الأعاجم الذين لا يعرفون اللسان العربي؛ عن طريق ترجمات مزعومة للقرآن, أو كتب ومؤلفات "علمية" و"دراسات علمية نزيهة وموضوعية" للطلاب والأساتذة والمثقفين, أو في موسوعات ودوائر معارف كـ "المنجد" و"لاروس" و"دائرة المعارف البريطانية" و"دائرة المعارف الأمريكية", أو في دروس ومحاضرات وندوات, أو في صحف ومجلات, أو في مسابقات ثقافية, أو عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والأفلام والمسلسلات التلفازية, ... .
5
الفصل الثالث
أقسام الترجمة القرآنية
*تقسم ترجمة القرآن إلى قسمين هما:
أ- الترجمة الحرفية اللفظية"المُسَاوِيَة". ب- والترجمة التفسيرية المعنوية.
1- الترجمة الحرفية اللفظية هي: أن تُترجَم ألفاظُ القرآن لفظا بلفظ آخر في اللغة المنقول إليها كالإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية ... ومفردة بمفردة وأسلوبا بأسلوب, وجملة بجملة, وتركيبا بتركيب, وترتيبا بترتيب.
*وعرَّفها الشيخ د. حسن فضل عباس بقوله: "هي نقل نَصٍّ مِن لغة إلى لغة أخرى بكل خصائصها الأسلوبية, ومُقَوِّماتها اللغوية, وما فيها من مزايا النَّظمِ". "إتقان البرهان" 2/268.
فهي بهذا تشبه وضع اللفظ المترادف مكان أخيه وشبيهه؟!
وهذه الترجمة تُخرِج القرآن عن كونه قرآنًا, وهي غير جائزة شرعا وغير صحيحة؛ بل هي مستحيلة لغة وشرعا وطبعا, ومشوهة لكتاب الله تعالى؛ للأسباب التالية:
1- لكون القرآن معجزة للإنس والجن لا يستطيعون أن يأتوا ولو بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
2- لا تجوز كتابة القرآن بغير حروف اللغة العربية؛ لكيلا يقع التبديل والتحريف.
3- الاقتصار على الألفاظ يفسد المعنى أحيانا, ويسبب الخلل في النظم والتعبير.
4- اللغات الأعجمية لا يوجد فيها من الألفاظ والضمائر والروابط والمفردات ما يقوم مقام العربية ويسد مكانها.
6
5- أن القرآن الكريم هو هداية للخلق؛ يستنبطون منه التوجيهات والأحكام ويأخذون منه الفوائد والدروس والعبر والإرشادات, وهذا الأخذ والاستنباط لا يُتَنَاوَل من المعاني الأصلية والتعبيرات السهلة وصياغتها بلغة أخرى فحسب؛ بل إن كثيرا من الاستنباطات القرآنية إنما يُستفاد من المعاني الثانوية؛ مثل: دلالة النص, وإشارته, وكنايته, ومجازه, ومفهوم المخالفة, وأسلوب التغليب, وواو الثمانية, والسبعين مرة للتكثير, والمجاز المرسل والمجاز العقلي, والاستعارة التصريحية والمكنية والتبعية ... , وهذه المفاهيم والأساليب مجتمعة غير موجودة إلا في النص العربي.
*بل إن الترجمة الحرفية لأي كلام تَعْسُرُ أو تستحيل, ومن باب أولى كلام الله تعالى.
*وقد نُقِلَ عن الفيلسوف المسلم أبو الريحان البيروني ت 440هـ قولُه: "إنَّ الترجمة خيانة"؛ لأنه يستحيل علينا أن ننقل خصائص لغة إلى لغة أخرى, كما يقول الشيخ حسن فضل عباس رحمه الله, "إتقان البرهان" 2/269.
*يقول الشيخ مناع القطان رحمه الله عن استحالة الترجمة الحرفية للقرآن:
(والذين على بصر باللغات يعرفون أن الترجمة الحرفية بالمعنى المذكور لا يمكن حصولها مع المحافظة على سياق الأصل والإحاطة بجميع معناه؛ فإن خواص كل لغة تختلف عن الأخرى في ترتيب أجزاء الجملة؛ فالجملة الفعلية في اللغة العربية تبدأ بالفعل فالفاعل في الاستفهام وغيره, والمضاف مقدم على المضاف إليه, والموصوف مقدم على الصفة, إلا إذا أريد الإضافة على وجه التشبيه مثلا: كـ "لُجَين الماء", أو كان الكلام من إضافة الصفة إلى معمولها: كـ "عظيم الأمل", وليس الشأن كذلك في سائر اللغات.
والتعبير العربي يحمل في طيَّاته من أسرار اللغة ما لا يُمكن أن يَحُلَّ محله تعبير آخر بلغة أخرى؛ فإن الألفاظ في الترجمة لا تكون متساوية المعنى من كل وجه, فضلا عن التراكيب.
7
والقرآن الكريم في قمة العربية فصاحة وبلاغة, وله من خواص التراكيب وأسرار الأساليب ولطائف المعاني, وسائر آيات إعجازه ما لا يستقل بأدائه لسان". يُنظر: "مباحث في علوم القرآن" ص: 307.
*يقول الإمام ابن قتيبة الدينوري رحمه الله عن استحالة ترجمة القرآن إلى العربية ترجمة حرفية: "... ولذلك لا يقدر أحد من التراجم - المترجمين- على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السُّريانية إلى الحبشية والرومية, وترجمت التوراة والزبور, وسائر كتب الله تعالى بالعربية؛ لأن العجم لم تَتَّسِعْ في المجاز اتِّسَاعَ العرَبِ ...", ثم أتى بأمثلة من القرآن الكريم تدليلا على استحالة ترجمتها كقوله تعالى: (وإما تخافنَّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء). الأنفال 58, وقوله سبحانه: (فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا*). الكهف 11, وقوله جل شأنه: (والذين إذا ذُكِّرُوا بآيات ربهم لم يَخِرُّوا عليها صُمًّا وعُمْيانًا*). الفرقان 73. "تأويل مُشكِل القرآن" لابن قتيبة ص 21- 22.
*ونقل مثل كلام ابن قتيبة عن الإمام اللغوي الكبير أحمد بن فارس ت 395هـ, وهو صاحب "مقاييس اللغة" و"المُجمل" نقل عنه في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة" ص 44- 45.
*ويقول الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله حول المسألة نفسها: "... بعد بيان الفرق بين الترجمة والتفسير نعود فنقول: أمن الممكن أن يترجم القرآن إلى لغة أخرى؟ والجواب: أن ذلك مستحيل, وإذا وقع ما يسمى ترجمة من حيث الصورة؛ فهو في الحقيقة ليس إلا تشويهًا لمعاني القرآن, وتلبيسًا للمقصود بغيره, وتمزيقًا لأحكامه وحُجَجِه ...". من روائع القرآن" ص 261.
8
*أمثلة على فساد الترجمة الحرفية:
1- ومن الأمثلة على فساد هذا النوع من الترجمة وسقمه: تفسير بعضهم لقول الله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) بقوله: "إن معناها هو: هُنّ سَرَاوِيلُ لَكُمْ وأنتُمْ سَرَاوِيلُ لَهُنَّ؟؟!!".
2- قوله تعالى: (ولتصنع على عيني). فكيف ستترجم هذه الجملة العربية المعبرة عن الحفظ والعناية الإلهية بأسلوب الكناية, كيف سنترجمها إلى لغة أخرى ترجمة لفظية حرفية بسوى الكلام الغامض الفاسد المتهافت الشبيه بالهذيان؟!!
3- ومثل الآية السالفة قوله تعالى: ( فإنك بأعيننا).
4- وتشبههما آية: (تجري بأعيننا جزاء لمن كان كفر*). القمر 14.
5- وقريب منها قوله سبحانه: (فإن لهم قَدَمَ صِدقٍ عِند ربهم). يونس 2.
6- قوله تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا*). الإسراء 29. فلو أردنا تفسيرها حرفيا لفظيا لقلنا: "لا تجعل يدك مربوطة إلى عنقك, ولا تمدها كل المَدِّ ...". وهذا معنى بعيد عن المعنى الحقيقي المقصود, وهو معنى فاسد مُستَنْكَر مُضْحِكٌ لم يقصده القرآن الحكيم, ويجعل الشخص السامع له - غير العربي- يسأل مستغربا ومستنكرا: لماذا ينهانا الله تعالى عن ربط أيدينا بأعناقنا, أو مدها غاية المد؟؟!!
7- قوله تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة). الإسراء 24. فمن تُتَرجم له هذه الآية حرفيا هكذا: وأنزل لوالديك جناح غير العزة لأجل الرحمة لهما؟؟!! سيقول لك: ما علاقة جناح الطائر بالذلة وببر الوالدين وطاعتهما ورحمتهما؟! أيقول بهذا عاقل أو يُخاطَبُ به؟!!
9
2- الترجمة المعنوية التفسيرية: وتعني شرح وترجمة معاني آيات القرآن الكريمة بلغة أخرى بحسب طاقة الإنسان, بطريقة لا تتقيد باللفظ الأصلي ولا بنظمه؛ بل يكون كل هم المترجِم المعاني والتوضيحات لا الألفاظ والتراكيب والمفردات والمترادفات؛ فهو يعمد إلى الأصل فيفهمه جيدا, ثم يسكبه ويصبه في قالب مناسب يؤديه في اللغة الأخرى.
أو هي: نقل المعنى العام لنص ما من لغة إلى أخرى. "إتقان البرهان" للشيخ حسن فضل عباس 2/268.
وهذه الطريقة مُمكنة وجائزة ولا ريب؛ فهي في الواقع تفسير وشرح لمعاني القرآن لكنه مكتوب بلغة أخرى غير لغة القرآن"العربية".
10
الفصل الرابع
حكم ترجمة القرآن الكريم
لا شك في أن ترجمة القرآن الحرفية محرمة بإجماع علماء المسلمين؛ بل لا يجد المرء المسلم أدنى شبهة في حُرمتها, "كما يقول الشيخ مناع القطان, رحمه الله".
أما ترجمة القرآن التفسيرية فهي واجبة على المسلمين, وتُعَدُّ فرضا من الفروض الكفائية على أمة الإسلام؛ لما يترتب عليها من:
1- المحافظة على العقيدة الإسلامية الصافية من التحريف الخاطئ أو المتعمد, كما حصل في بعض ترجمات القرآن التي شوشت عقيدة القارئ المسلم, وصدت القارئ غير المسلم عن الإسلام ونفَّرته منه.
2- الواجبات المحتمة مثل تبليغ معاني القرآن على الوجه الصحيح للإخوة المسلمين من غير العرب.
3- الدفاع عن القرآن الكريم: من خلال كشف أباطيل وزيوف أعداء الإسلام من مستشرقين ومنصرين الذين ضج الناس من تزييفهم ودسهم وتحريفهم للحقائق القرآنية.
لذا فترجمة القرآن المعنوية التفسيرية أجازها أكثرعلماء الإسلام بشروط "ستأتي لاحقا إن شاء الله"؛ بل جعلها بعضهم فرضا كالعلامة المحدث الشيخ الدكتور نور الدين عتر ت 2020م رحمه الله تعالى.
أما الترجمة الحرفية اللفظية للقرآن الكريم فقد حَرَّمها علماء المسلمين لفسادها وتشويهها لكتاب الله تعالى ولاستحالتها.
11
الفصل الخامس
شروط ترجمة القرآن
لقد بين العلامة الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني رأي كثير من العلماء القدماء في ترجمة القرآن التفسيرية المعنوية إجمالا "ومنهم ابن بَطَّال وابن حجر العسقلاني والسيوطي"- في قولهم: "إن الوحي يجب تبليغه, ولكنه قسمان: قسم يجب تبليغه بنظمه ومعناه وجوبا, وهو القرآن. وقسم يصح أن يبلغ بمعناه دون لفظه, وهو ما عدا القرآن, وبذلك يتم التبليغ".
ونقل الشيخ مناع القطان عن الإمام الشاطبي في كتابه "الموافقات" إجماع المسلمين على جواز ترجمة معاني القرآن في قوله: "إن ترجمة القرآن على الوجه الأول المعاني الأصلية- ممكن, ومن جهته صح تفسير القرآن وبيان معانيه للعامة ومن ليس لهم فهم يقوى على تحصيل معانيه, وكان ذلك جائزا باتفاق أهل الإسلام؛ فصار هذا الاتفاق حجة في صحة الترجمة على المعنى الأصلي". مباحث في علوم القرآن 309.
ثم عَقَّبَ الشيخ القطَّان على قول الشاطبي بأنه ليس مُطلقًا فقال: "وما ذهب إليه الشاطبي واعتبره حُجّةً في صحة الترجمة على المعنى الأصلي ليس على إطلاقه؛ فإن بعض العلماء يخص هذا بمقدار الضرورة في إبلاغ الدعوة, بالتوحيد وأركان العبادات, ولا يتعرض لما سوى ذلك, ويُؤمر مَن أراد الزيادة بتعلم اللسان العربي". مباحث في علوم القرآن" 309.
*وقال الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني ت 852هـ رحمه الله: "فمن دخل الإسلام أو أراد الدخول فيه فقُرئ عليه القرآن فلم يفهمه, فلا بأسَ أن يُعَرَّبَ له لتعريف أحكامه, أو لتقوم عليه الحُجة فيدخل فيه". مباحث في علوم القرآن 314 نقلا عن فتح الباري لابن حجر.
12
أما العلماء المعاصرون فقد اشترطوا عشرة شروط لجواز ترجمة معاني القرآن من العربية إلى غيرها من اللغات, وها هِيَ ذي:
1- أن يكون المُتَرجِمُ عالمًا باللغتين معًا؛ لغة الأصل ولغة الترجمة.
2- أن يكون مُلِمًّا بأسرار اللغات التي يود الترجمة منها وإليها, خبيرًا بطرقها وأساليبها, وعلى علم دقيق بوجوه وضعها.
3- أن تكون مستوفية لشروط التفسير الصحيح؛ بحيث يمكن أن تحل محل الأصل المترجم عنه, وذلك يُوجِب على المترجِم أن يأخذ معنى الأصل من تفسير عربي مستوفٍ لتلك الشروط.
فإذا اعتمد على تفسير ليس مستوفيا للشروط, أو استقل برأيه ولم يكن أهلًا لذلك, فتكون هذه الترجمة غير صحيحة ولا جائزة, بل ينطبق عليها الوعيد الشديد والإثم الكبير فيمن قال في القرآن برأيه المُجَرَّد.
4- أن تفي الترجمة وفاء كاملا بجميع معاني الأصل ومقاصده.
5- أن تكون عقيدة المترجم سليمة وبعيدة عن الميل إلى أي عقيدة زائغة عن منهج أهل السنة والجماعة؛ بحيث لا تخالف عقيدة القرآن الكريم, ولا شيئا بدهيا معلومًا من الدين بالضرورة.
6- أن يُرَاعَى في طباعة الترجمة التفسيرية أن تشتمل على النص القرآني أولا, ثم تفسيره العربي ثانيا, ثم ترجمته التفسيرية المعنوية ثالثا؛ كيلا يتوهم القارئ أن هذه ترجمة حرفية للقرآن.
7- أن تكتب الآيات القرآنية باللغة العربية؛ لأن العلماء حظروا كتابة القرآن بحروف غير عربية كاللاتينية وغيرها.
8- التثبُّت والتحَرِّي في النقل لأقوال الصحابة الكرام والتابعين وتابعيهم وعلماء أهل السنة أيضا.
13
9- أن تُقْرَن الأحكامُ الشرعيةُ بحِكَمِها التشريعية ومقاصدها؛ كي يتضح للمسلم الأعجمي محاسن الدين الإسلامي الحنيف, وأسرار الشرع العجيبة.
10- أن تسمى الترجمة "ترجمة تفسير القرآن", أو: "تفسير القرآن بلغة كذا". ولا يجوز أن تسمى "ترجمة القرآن".
*كما لا يجوز عند الشيخ عبد العظيم الزرقاني أن تسمى"ترجمة معاني القرآن"؛ لأن الترجمة لا تُضاف إلا إلى الألفاظ, ولأنها توهم أنها ترجمة للقرآن نفسه.
*وزُبدةُ القول: إن كان المراد بترجمة القرآن الترجمة الحرفية فهي ممنوعة قطعا, وعلى هذا يُحمل كلام العلماء المانعين لترجمة القرآن.
وإن كان المراد منها الترجمة التفسيرية المعنوية ترجمة معاني القرآن- فذلك أمر ممكن؛ بل هو مستحب ومُرَغَّب فيه, بل أوجبه بعض العلماء, وعليه يُحمل كلام من أجاز الترجمة من العلماء. "إتقان البيان" لحسن عباس 2/276, بتصرف.
14
الفصل السادس
أشهر وأهم الكتب التي تناولت موضوع ترجمة القرآن
1- تأويل مشكل القرآن. لابن قتيبة الدينوري ت 276هـ.
2- الصاحبي في فقه اللغة العربية. لأحمد بن فارس الرازي 395هـ.
3- "مناهل العرفان". للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ت 1948م.
4- "مباحث في علوم القرآن". للشيخ خليل مناع القطان ت
5- "من روائع القرآن". للشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي ت 2013م.
6- "علوم القرآن الكريم". للشيخ د. نور الدين عتر ت 2020م.
7- "إتقان البرهان في علوم القرآن". للشيخ حسن فضل عباس ت
8- "التبيان في علوم القرآن". للشيخ محمد علي الصابوني ت 2021م.
9- "الموسوعة العربية الميسرة". ط 3 بإشراف د. حسين محمد نصار.
15
الفصل السابع
نبذة تاريخية عن ترجمة القرآن المجيد
أ- ترجمة القرآن إلى اللغات الشرقية:
لقد حاول بعض المسلمين - غير العرب- ترجمة القرآن الكريم إلى لغاتهم المختلفة فترجموه إلى الفارسية والتركية والأوردية والصينية والمالاوية والجاوية وسواها من اللغات الشرقية.
وجُلُّ هذه الترجمات تتضمن الأصل العربي بين سطور اللغة المنقول إليها.
*وفي البلاد العربية قام "المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية" في مصر بترجمة معاني القرآن إلى لغات أوربية عدة اعتمادا على "المنتخب في تفسير القرآن"للجنة من كبار العلماء المصريين, ومن اللغات التي ترجم إليها: الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والألمانية.
ب- ترجمته إلى اللغات الغربية اللاتينية: جرَّب كثير من خبراء أورُبَّا ترجمة القرآن على رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهوها, وكثير منها كان بدوافع استشراقية استعمارية.
كانت أول ترجمة للقرآن في أوربا إلى اللاتينية ما بين 1141- 1143 بطلب من "بُطرُس المُبَجَّل" راهب مدينة"دير كلوني" الفرنسية التي كانت مركزا مهما للثقافة العربية الإسلامية إبَّانَ القرون الوسطى.
وقد قام بهذه الترجمة - التي لم تنشر إلا بعد أربعة قرون- كل من:
1- الألماني "هرمان الدلماشي". 2- "روبرت التريني" الإنجليزي.
3- راهب عربي إسباني. وقد نشرها "ثيودور ببلياندر" في بال بسويسرا.
*ثم تُرجم في القرن السابع عشر "م" إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
وترجم إلى الروسية في القرن الثامن عشر.
16
أعيدت ترجمته إلى اللغات الأوربية الحديثة في القرنين 19 و 20 م.
من أوائل من ترجم القرآن إلى الإنجليزية المستشرق الإنجليزي "جورج سيل" ت 1736, ثم "محمد مارمادوك بكتال" البريطاني والعالم المسلم ت 1936م؛ قام بترجمة معاني القرآن إلى الإنجليزية.
وأشهر وأشمل وأسهل ترجمة إنجليزية للقرآن هي ترجمة البريطاني باكستاني الأصل الأستاذ "عبد الله يوسف علي" عام 1934م, وهو الحافظ لكتاب الله المتقن للإنجليزية والعربية, وقد استغرق عمله هذا 40 عاما, وطُبع وأعيد نشره كثيرا, وترجمته هذه تعد الأكثر شهرة واستخداما للدول الناطقة بالإنجليزية, وأسلوبها الإنجليزي بليغ وراقٍ جدا, وقد كان يُعتمد عليها كثيرا الداعية والمُنَاظِرُ الشهير الشيخ أحمد ديدات ت 2005م, رحمه الله, وينصح الناس باقتنائها ومطالعتها.
أجود الترجمات الألمانية "ترجمة فلوجل" عام 1841م.
تمتاز "ترجمة ج. م. رودويل" الإنجليزية عام 1861م بسورها المرتبة ترتيبا تاريخيا.
يوجد ترجمة إيطالية لـ "بونلي" صدرت في "ميلانو" سنة 1929م.
كما صدرت ترجمة تشيكية لـ "أ. ر. نبكل" سنة 1934م.
صدرت ترجمة أخرى بالإنجليزية في باكستان عام 1955م للأستاذ "مولاي شير علي", كما صدرت ترجمة أخرى بالإنجليزية عام 1956م ط بنجوين, لـ "ن . داود بلتيمور".
هناك زهاء أربعين ترجمة مختلفة للقرآن الكريم, ولمعظمها شروح وتعليقات عليها.
هناك ترجمة بلغة الإسبرانتو قام بها المسلم الإنجليزي "خالد شلدريك" في لُندُرة - لُنْدُنْ- عام 1914م.
17
الفصل الثامن
ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية
*ترجم الأتراك معاني القرآن إلى لغتهم ترجمة كاملة منذ قديم الزمان؛ أي: من نحو 11 قرنا في القرن 3 الهجري - 10م, بعد دخولهم في الإسلام بحوالي قرن, كما أنهم ترجموا قصار السور منه التي كانوا يقرؤونها في صلاتهم منذ اعتناقهم هذا الدين الحنيف في القرن 2 هـ.
لم يعرف تماما من ترجم القرآن إلى التركية ولا متى بالضبط؛ لأن الترجمات التي وُجدت في المكتبات التركية لم تكن أصلية؛ بل منسوخة عن أصل.
زادت هذه الترجمات كثيرا واشتهرت أثناء القرنين 4 و 5 هـ وما بعدهما.
كان الترك قبل الإسلام يستخدمون الحرف الإيغوري, وبعد إسلامهم الحرفين العربي واللاتيني.
*وقد ظهرت ترجمة القرآن التركية بشكلين أساسيين:
1- الترجمة الحرفية بين سطور القرآن؛ بأن يكتب تحت كل كلمة معناها. وقد أخذوا هذه الطريقة من المسلمين الفُرس ولغتهم الفارسية, وانتقلت مهم إلى تركية عن طريق علماء آسية الوسطى المهاجرين إلى تركية.
2- الترجمة المعنوية التفسيرية: وهي ترجمة معاني القرآن إليها مع شرحها وتوضيحها. وقد اعتمد العلماء الأتراك في ترجمتهم أولا على الترجمة الفارسية للقرآن.
وفي عهد "ملوك الطوائف" ترجمت معاني القرآن لقصار سوره وسور أخرى منه, ثم للقرآن كاملا.
18
*وفي بداية عهد الدولة العثمانية كتبت ترجمات كثيرة لبعض السور القرآنية, وكثير من هذه الترجمات موجود في "المكتبة السليمانية" في إسطنبول.
بعد قرن من إنشاء الدولة العثمانية بدا علماؤها يفسرون القرآن الكريم ويترجمون معانيه إلى اللغة التركية, وفي مكتبات إسطنبول وبروسيا وغيرهما توجد نسخ لهذه الترجمات.
وفي عهد السلطان عبد الحميد الثاني نشطت حركة الترجمة التركية للقرآن الكريم بعد ما جَوَّز كثير من علماء الترك ترجمة معاني القرآن إليها, ومنهم: الشيخ المؤرخ أحمد جَوْدَة باشا, وشيخ الإسلام موسى كاظم, والشيخ إسماعيل حقي, والشيخ بركة زاده الذي ترجم القرآن كاملا وسماه "أنوار القرآن", وسري باشا الذي فسر سورة الفرقان في 2مج, وسورة يوسف في مج.
*نماذج وأمثلة لترجمات قرآنية تركية:
1- "ترجمة القرآن". لأبرهم عامر خانجانس, وارنة 1910م.
2- "نور البيان؛ ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية". لحسين كاظم قدري, 1922م.
3- "ترجمة القرآن الكريم". جميل سعيد 1344هـ - 1924م.
4- "هيئة البيان في آيات القرآن الكريم, مع ترجمته إلى اللغة التركية". إسطنبول 1924م.
5- "القرآن الكريم المترجم إلى التركية". لتوفيق أوززولو أوغلي, إسطنبول 1924- 1926م.
19
6- "ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة التركية". للشيخ إسماعيل حقي الإزميري, إسطنبول 1344هـ - 1926م.
7- "ترجمة القرآن إلى اللغة التركية". لسليمان توفيق أوززولو أوغلي, إسطنبول 1927م.
8- "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى التركية". للعلامة الموسوعي التركي الشيخ محمد حمدي يازر ت 1942م, رحمه الله.
9- "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة التركية". للجنة علماء متخصصين بإشراف الأستاذ صدر الدين بن عمر قوموش. صدرت عن "مجمع الملك فهد للمصحف الشريف" في المدينة المنورة عام 1428هـ - 2007م.
المراجع
*أولا- كتب علوم القرآن وغيرها
1- تأويل مُشكل القرآن. للإمام أبي محمد عبد الله بن مُسلم بن قتيبة الدينوري ت 276هـ, تح الأستاذ السيد أحمد صقر, ط2, دار التراث - القاهرة, 1393هـ - 1973م.
2- مناهل العرفان في علوم القرآن. للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ت 1948م, 2/105- 135, تحقيق الأستاذ فواز أحمد زمَرلي ط1, دار الكتاب العربي, 1415هـ - 1995م.
3- التبيان في علوم القرآن, محاضرات في علوم القرآن. للشيخ محمد علي الصابوني. ص: 276- 280, طبعة مصورة عن ط 3, 1408هـ - 1988م, المكتبة الحنيفية, الفاتح - إسطنبول.
20
4- علوم القرآن الكريم. للشيخ د. نور الدين عتر ت 2020م, ص: 116- 119, ط 6, مطبعة الصباح - دمشق, 1416هـ - 1996م.
5- من روائع القرآن؛ تأمُّلات علمية وأدبية في كتاب الله عزوجل. للشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي ت 2013م رحمه الله, ط 3, دار الفارابي للمعارف - دمشق, 1427هـ - 2007م.
6- مباحث في علوم القرآن. للشيخ مناع بن خليل القطان, ص: 306- 315, ط7, مكتبة وهبة - القاهرة, 1995م.
7- إتقان البرهان في علوم القرآن. للشيخ د. حسن فضل عباس رحمه الله, 2/ 268, 270, 273, 275- 276, 280, ط2, دار النفائس, عَمَّان - الأردن, 1430هـ - 2010م.
8- الموسوعة العربية الميسرة. لنخبة باحثين بإشراف د. حسين محمد نصار ص: 2547, ط3, المكتبة العصرية, صيدا - بيروت, 2009م
9- موسوعة حلب المقارنة. للأستاذ محمد خير الدين الأسدي ت 1971م, جمعية العاديَّات- حلب, تح الأستاذ محمد كمال, النسخة الرقمية 643- 644.
*ثانيا- كتب اللغة
10- الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها, وسنن العرب في كلامها. للإمام أحمد بن فارس بن زكريا الرازي ت 395هـ, تحقيق د. عمر فاروق الطبَّاع, ط 1, مكتبة المعارف - بيروت, 1414هـ - 1993م.
11- لسان العرب. لمحمد بن مُكرَّم الأنصاري؛ ابن منظور الإفريقي ت 711هـ, 12/66, ط دار صادر- بيروت, 1968م.
12- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير. لأحمد بن محمد الفيومي المقري. ص: 51, ط دار الحديث - القاهرة, 1429هـ - 2008م.
21
13- معجم متن اللغة. للشيخ أحمد رضا العاملي ت 1953م, 1/ 391, ط1, دار مكتبة الحياة - بيروت, 1377هـ - 1958م.
14- المعجم الوسيط. لنخبة لغويين وباحثين ص: 83, ط2, إصدار مجمع اللغة العربية - القاهرة, 1392هـ - 1972م.
15- تكملة المعاجم العربي. للأستاذ رينهارت دوزي, ترجمة د. محمد سليم النعيمي 2/ 31, ط1, دار الرشيد للنشر - بغداد, 1401هـ - 1980م.
16- تكملة معجم تاج العروس. لوهيب بن أحمد دياب ص 52, ط1, مطبعة الصباح - دمشق, 1417هـ - 1996م.
17- معجم أعلام المورد. للأستاذ منير البعلبكي ت 1992م, ط 1, دار العلم للملايين - بيروت, 1992م.
*ثالثا- مواقع الشابكة
18- موقع "قصة الإسلام" د. راغب السرجاني على الشابكة مقالة بعنوان: "قصة أول مترجم للقرآن".
19- موقع إسلام ويب مقالة "ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة التركية" نقلا عن بحث وكتيب: "تاريخ تطور ترجمة معاني القرآن إلى اللغة التركية". للأستاذ صدر الدين بن عمر قوموش.
22
وسوم: العدد 933