الصبر عند الصدمة الأولى ...ويأتي ، بعدها ، التكيّف مع الواقع الجديد !
الصبر عند الصدمة الأولي : مثل عربي قديم .. يأتي ، بعده ، التكيّف مع الواقع الجديد ! لكن الصدمة الأولى ، تحتاج : عقلاً وإيماناً واحتساباً !
قد تكون الصدمة الأولى : فقدان زوج ، ففي هذه الحال ، على الزوج المبتلى بالمصيبة ، رجلاً كان أم امرأة ، الصبر والاحتساب والتجلّد ، والبحث عمّا يمكن فعله ، من اختيار بديل مناسب للحالة ! فقد يكون المتوفى ، ترك وراءه أيتاماً ، يحتاجون رعاية ، أو غير ذلك ! ففي هذه الحال ، لابدّ من رعاية الأيتام ، أو البحث عمّن يرعاهم ؛ ممّا لايجدي معه التأجيل ، أو طول البكاء ! وقد يكون البديل الراعي : أخاً أو أختاً ، أو عمّاً أو خالاً .. او قريباً مشفقاً !
وقد يكون المتوفّى ، ابناً كبيراً ، يرعى الأسرة ، ويقدّم لها ماتحتاج ، من وسائل الرعاية! في هذه الحال ، يكون البحث عمّن يخلف الابن الفقيد !
ولا يغيب عن الذهن ، هنا ، أن حافظ أسد ، حين قتل ابنه باسل ، الذي كان بُعدّه لخلافته ، قد كلف بعض رجاله ، في جنازة باسل ، بالحديث عن البديل الصالح لرئاسة الدولة ! ولمّا لم يوجد البديل المؤهّل ، تمّ اقتراح بشار ابن حافظ ، لتولّي المسؤولية ، بعد أخيه الراحل ! عِلماً أن هذا البديل ، غير مؤهّل ، ألبتة ، لقيادة دولة ، ولا لقيادة منطقة ! لكن الحاجة إلى البديل الفوري ، ألزَمت حافظاً ، باقتراح بشار، رئيساً للدولة ، كيلا يحدث اضطراب في فترة الانتظار! وربما يحدث ما لاتحمد عقباه ؛ إذ يقفز إلى السلطة مغامر، لم يُحسب له حساب ؛ فتضيع على آل أسد ، فرصة الاستئثار بالحكم ، وراثياً ! وواضح ، هنا ، أن الإيمان والاحتساب ، ليسا واردين في قاموس حافظ اسد ، إنّما هو الحرص على كرسي الرئاسة ، من أن يضيع من آل اسد ! وواضح ، هنا ، كذلك ، أن العقل النفعي هو الذي يدير المسألة برمّتها !
وقد تكون المصيبة ، محصورة في فقد بيت ، انهدم نتيجة زلزال ، أو قصف مُعادٍ .. ففي هذه الحال ، يكون البحث عن بيت يؤوي الأسرة ، هو الأمر المستعجل ، كيلا تظلّ الأسرة في العراء !
وهكذا ؛ يتدخّل عقل المصاب ، وإيمانه واحتسابه ، أو العقل النفعي وحده ، وسرعة مبادرته .. إلى الفعل المجدي، عواملَ أساسية ، في إيجاد البديل المناسب ، في وقت الصدمة !
أمّا الحماقة ، التي تدفع أصحابها إلى العويل والصراخ ، فلا تفعل شيئاً ، سوى إطالة أمد المصيبة ، أو الإحساس بها ، دون جدوى !
وسوم: العدد 935