في سورية : التقصير كبير، والأخطاء كثيرة .. فهل ثمّة ملوم ، أم جَلد الذات أسهلُ السبل؟
الحطيئة والهجاء : كان الحطيئة الشاعر هجّاء ،لا يكاد ينجو من لسانه أحد يغيظه ! وقد ضمّه مجلس ، ذات يوم ، مع أناس من عِلية القوم ، فطُلب منه أن يهجو أحدهم ، وهُدّد بأنه لن يخرج من القاعة دون ذلك ! فنظر في وجوه القوم ، فهاب أن يهجو أحداً منهم ، فيصاب بالسوء ، فقرر أن يهجو نفسه ، فقال :
أرى ليَ وجهاً شوَّه الله خلقَه فقُبّح من وجه ، وقُبّح حاملُهْ !
فضحك القوم من هجائه نفسَه ، وفرح كلّ منهم بأنه سلم من الهجاء !
وقد هجا الشاعر كثيرين ، ولم يسلم من لسانه حتى أمّه !
والسؤال الآن في سورية ، هو: مَن يهجو مَن ، وكلّ من له صلة بالقضية السورية ، قد ناله بعض الهجاء ، على شكل لوم ، وتحميل مسؤوليات عن : التقصير، أو الخطأ ، أو العجز، أو الضعف ، أو عدم رؤية الأمور، كما ينبغي أن تُرى ..!
جَلد الغرباء : أمّا جلد الآخرين الغرباء ، فهو كثير؛ فقلما خلت الساحة من : جلد الروس .. أو الأمريكان .. أو الروافض .. أو غيرهم ، ممّن له صلة بالمسألة السورية !
جَلد الأقربين : أمّا جلد الأقربين فكثير، كذلك ؛ بعضٌ يجلد شركاء له في العمل السياسي، عامّة .. وبعضهم يجلد شركاء له في العمل الحزبي .. وبعضهم يجلد رفاق طريق ، في عمل مسلّح ، أو عمل إغاثي .. أو نحوذلك ..!
جَلد الذات : وبعضهم يجلد ذاته ، المتمثلة في العمل عامّة ؛ سواء ماكان سياسياً ، أم عسكرياً ، أم وطنياً عامّاً ! فهو يجلد الثورة كلها ، والعاملين فيها جميعاً ، وسائر أنواع العمل ! ولا يعجبه شيء ممّا يجري في سورية ! ولو سئل عمّا يريد ، لتلجلج ، ولم يعرف كيف يجيب ؛ لأنه لا يملك رؤية محدّدة ، حيال شيء ممّا يجري !
جلد الوهم : بعض الناس يجلد وهماً في ذهنه ، لأنه يشعر أنه بحاجة ، إلى جلد أحد ما، ولايعرف أحداً يوجّه نحوه سياط الجَلد !
وسوم: العدد 937