المسؤولون والبِطانات !
هي قاعدة عامّة ، بل هي سنة من سنن الحياة : المسؤول الفاسد يختار، لمساعدته أشخاصاً فاسدين ، والصالح يختار أشخاصاً صالحين ! ولو اختار الفاسد صالحين ، لما استطاع أن ينجز أعماله، التي يسعى إلى تحقيقها ؛ لأنهم سيشيرون عليه ، بما يخالف نيّاته وتوجّهاته، وبالتالي ، سيضطرّ إلى تنحيتهم ، وجلب أناس يطيعونه فيما يريد ، ويشيرون عليه بما يريد !
وكذلك المسؤول الصالح : لواختار فاسدين ، لما استطاع أن يحقق شيئاً ممّا يريد ؛ لذا سيضطرّ إلى عزلهم ، وتعيين صالحين بدلا منهم ! فمَن ملك نفسية السّيد ، يختار لعمله سادة ، ومن ملك نفسية العبد ، يختارعبيداً ! وهذا ينقلنا إلى الحديث الشريف :
عن النبيّ ، صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : مامن والٍ إلاّ وله بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً ! فمَن وُقي شرّها فقد وُقي ، وهو مِن التي تغلب عليه منهما !
أمّا أهمّ ألبطانات ، التي يعتمد عليها المسؤول في عمله ، فهي أنواع ، وفي جوانب مختلفة:
في الجانب السياسي .. في الجانب االإعلامي .. في الجانب الشرعي ..! وأهمّ البطانات في وقتنا الراهن : البطانة الاستخبارية ، وهي التي تتحكّم بالبطانات كلها ؛ تزكّي هذا .. وترشّح ذاك لعمل ما .. وتستبعد هذا ، أو تسجنه ، أو تعدمه ، أو تضيّق عليه سبل الرزق!
وبعض قادة الأعمال ، بسائرانواعهم - ولولم يكونوا من المذكورين آنفاً - يُعَدّون من البطانة ، التي تتحرّك حول المسؤول ، وعليها المعوّل في نصح المسؤول ، بما ينفع أو بما يضرّ !
وسوم: العدد 938