جمال المداد يُجبرك على التوقف!
الكتاب من أوله يشدك إلى من أُهدي إليه وهي والدته المرحومة (يرحمها الله)، وأنزل على قبرها شآبيب رحمته وجعله روضةً من رياض الجنة.
وهذا الإهداء ينم عم معانٍ كثيرة وكبيرة ومنها الوفاء ورد الجميل "هل جزاء الإحسان إلا رد الإحسان"..
وهذا يتجلى في أسمى معانيه التي تغوص بعمق الجنان وصافي معين الإخلاص والتفاني..
فلقد انتقى المؤلف من بحر فكره جميل الحكم والأقوال، والتي تصب بجُلها في جدولٍ واحدٍ دفاقٍ بالهدف والغاية بهذا السفر العذب، والذي هو من مكامن الخير بالنفس الإنسانية وإصلاح ما طرأ على هذه المواطن من خلل وعطب لا بد من الإشارة أيضاً من أنه وإن كانت الحكم مبثوثة في بطون الكتاب؛ ولكن التفرد بحُسن الاختيار.
وعليه ينطبق قول الشاعر في حق الأستاذ المؤلف الفاضل قد عرفناك بحُسن اختيارك ودليلٌ على اللبيب اختياره..
بالإضافة إلى كتابة الحكم والأقوال باللغتين العربية والإنجليزية فهو وكما يُقال: "نور على نور"، وكما مكلل بكمال آخر.
الألوان والصور تبعث في نفس الناظر إليها وفيها البهجة والسرور وعمق الإحساس والذوق الرفيع من المؤلف والفريق المُشرف على هذا العمل المميز صراحة من ناحية الخط العربي والتصميم والترجمة وتوالف الصور والإخراج.. وينطبق عليها معنى المثل الصيني: "صورة تُغني عن ألف كتاب".
وهنا لا بد من التوقف إلى أن عدم ترقيم صفحات الكتاب فيه معنىً سامٍ، وهو أن المعرفة والفكر والذوق الجمال لا يُحد بحدودٍ، ولا يُحسب بأرقامٍ، وأن العلم والمعرفة بحرٌ لا ساحل له..
اللغة مُعبرة وجميلة وسليمة من الأخطاء الإملائية والنحوية، وهذه فائدة تُضاف إلى فوائد الكتاب ومحاسنه العديدة، وتحقق شرطاً من أهم شروط الكتابة وهو سلامة اللغة.
وفي الختام جزيل شُكري وعظيم امتناني للأستاذ عادل القرين على ما بذله من جهد، وكذلك الفريق المُشارك معه حيث بذل الجميع ما في وسعهم في سبيل إخراج هذه التحفة الفنية الجديرة بالقراءة والإشادة.
وسوم: العدد 940