حين يتباهى الثائرون...تسقط أقنعة الحياء وتموت في الوجوه الحياة
يقول الله سبحانه وتعالى: " اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم". ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد".
التباهي والتفاخر والحرص على أن يكون المرء في المقدمة صفة ليست مذمومة في المطلق وإن كانت كذلك في الأغلب. يعشق الناس التباهي وهو ما يشكل مدخل لتعظيم الذات والكبر والذي هو منزلق خطير وخلق وضيع.
تنافس كثيرون على قيادة المعارضة السورية وكأن ذلك سببا من أسباب ما وصلنا له من حالة لا تخفى على أحد.
الوصول للزعامة كان له طرق عديدة، أهمها التواصل مع الحكومات "الداعمة" والعلاقات الغامضة والمشبوهة. من المؤلم أن ثورة جريحة وشعب مضطهد، يزعم تمثيله كثيرون مما تحسنت أحوالهم المعيشية (الرفاهية وحياة الفنادق) من بعد الثورة فيما ملايين من السوريين في حالة إنسانية قاسية وأحوال بائسة....
نحن ننتمي لشعب فيه نحو مليون يتيم وملايين المشردين وملايين ممن تدمر مستقبلهم وأنقطعت بطلابهم السبل، فكم من طالب جامعي حرم من استكمال دراسته الجامعية وكم من طفل حرم من التعليم الأساسي ليعمل أعمالا شاقة ليعيل أمه الأرملة أو جدته العجوز أو والده المقعد.
نحن من شعب يموت أطفاله في مخيمات شتاء بردا وفي لبنان ضربا وفي البحر غرقا وفي أنحاء العالم غما وقهرا...
هل يستطيع صاحب ضمير ينتمي لهذا الشعب أن يعيش حياته كما كانت قبل الماسأة؟؟
من غرائب صفحات الفيس بوك أنها كشف معادن كثيرين، واهتمامات آخرين، وأمراض نفسية مزمنة وانقطاع عن الواقع لنخبة مكانها الحقيقي المستنقعات والقيعان.
هل تتوافق مع الذوق والإحساس بالآخر أن ننشر صور مترفة لأفراحنا وسفراتنا وولائمنا أو منجزات أبنائنا، ومن أهلنا في سوريا والشتات والمهجر بل ومن الأقرباء من لا يجد دواء لمرض عضال أو كتاب لطفل يتيم أو طعام لإرملة جائعة.
استفزتني كثيرا لافتات تبارك للإبناء نجاحهم وتفوقهم من شخصيات محسوبة على المعارضة بل واحتلت مناصب "رفيعة" فيها، تبارك لفلذات الأكباد نجاحهم وتفوقهم في نتائج أمتحاناتهم في دول عربية!!
أسئلة كثيرة تدور وعلامات استفهام ترتفع لن أطرحها الآن وربما لا فائدة من طرحها....
ولكن من يعتبر أنه يمثل ثورة نازفة وشعبا مكلوما ثم يحتفل علنا بانجازات أبنائه، أقل ما يمكن وصفه بأن ليس صاحب جرح بل وفي أحسن الأحوال باحث عن عمل وباب رزق، وطريقا للشهرة والتباهي.
وسوم: العدد 945