دعاة .. ودعاة

(ويَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ)

ويتحدث بعض أصحاب الدعوات الخائبة، عن فرص العلماء والدعاة إلى الخير، ويقرونونها بفرصهم، ثم يبكون أو يتباكون ..

وأبرز الفروق بين الدعاة إلى الخير والدعاة على أبواب جهنم ..أن الدعاة إلى الخير إنما يدعون الناس إلى التسامي والترفع وإلى الطريق المحفوف بالمكاره، وإلى رفض الإثقال إلى الأرض، في الفيزياء تعلمنا أنك لكي ترقى بكل ثقل ضد قوة الجاذبية تحتاج إلى طاقة محسوبة ، بقانون العمل والاستطاعة، تتناسب مع كتلة الجسم والمدى السامق الذي تريد أن ترفعه إليه، فكيف إذا كانت الكتلة بحجم مجتمع .. ، وكيف إذا كانت قوى الشد العكسي بيد دولة !!

بينما تسقط الأجسام من علو إلى سفل السقوط الحر، وبتسارع قدره 32قدم/ ثانية حسب نيوتن..

فإذا أضفنا إلى قوة الشد الجبلي في غرائز الإنسان، ما يسمونه السرعة الابتدائية، أي المحفزات الأولية مثل...

ادخل في حزبنا أو في شبيبتنا أو في اتحاد طلبتنا ...

نجمعكم كل مساء صبايا وشباب !!

ادخل في مجموعتنا نعطيك استثناء لدخول الجامعة !!

تحصل على منحة!!

نجعلك وزيرا أو مديرا أو محافظا أو رئيس شعبة!!

تحصل على حصة أكثر من الخشب أو الحديد أو الاسمنت

ومن قبل كان..

ادخل في حزبنا نرسلك منحة إلى موسكو وأخواتها ..

سر مع تيارنا ونفتح لك دكانا أو ورشة للمجتمع المدني تصب منها ..!!

ونفتح لك الآفاق ..نمنحك نوبل، ويكتب عنك الكتاب، ويغرد لك المغردون!!

وعلى الطرف الآخر يا عيني على الطرف الآخر ..

إذا قررت أن تستجيب فأعد للفقر جلبابا ..

واستعد للقتل والسجن والتشريد ..

واستعد للغمط وللتجريد من الحقوق ..

واستعد لمخالفة النفس والهوى ..

ويسألك : لماذا لا يستجيب أكثر الناس لدعوة الحق وينساقون مع السيل في النهار والليل؟؟

فاحتمل السيل زبدا رابيا ..

لولا المشقة ساد الناس كلهم .. الجود يفقر والإقدام قتال

كفوا عنا جشاءكم أيها المتجشؤون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 952