في مرارة الخذلان...!!
وأتذوق مرارة الخذلان في حلوق الحرائر والأحرار!!
وأقرر وأؤكد أن أول من خذل السوريين هم أنفسهم، وهو الخذلان الأشد مرارة والأصعب مقيلا ، وأن الذين سبقوا إلى تذوق مرارة ذلك الخذلان لم يكونوا منا ببعيد.
واليوم يتعالى الأنين أو الطنين حول زيارة ابن زايد لبشار ، أو حول دعوة ابن تبون الجزائري المريب للعودة إليه !! هو يردد: ما أحلى الرجوع إليه ...إليه ..إليه !!
إن احتجاجات الولايات المتحدة، ووصف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي كل ما سبق بالعمل المخزي لا يغير واقعا تتدحرج كرة الشر إليه...
والحديث عن كل ذلك، والتنديد به، واستنكاره، يجب أن لا يشغلنا، فيستهلك وقتنا، وكذا يجب أن لا يؤلمنا أو يؤذينا، فيحرفنا عن مساراتنا. لقد علمتنا ذات النطاقين أسماء رضي الله عنها: أن الشاة لا يؤلمها السلخ بعد الذبح. ونحن منذ سنين قد ذُبحنا، وها هم اليوم يستمتعون بسلخنا، فلا نشمتهم بكثرة التأوه بنا !!
المسئول الأول عن خذلان السوريين، وإباحة أعراضهم ودمائهم، هم الفريق منهم الذي كان أولى بنصرتهم، وكان عليه المعول، وفيهم الرجاء والأمل. والصمت أولى بالكريم ترفعا!!
وقالوا في كتب الفقه: "من تطبب وهو لايحسن الطب فهو ضامن. "
فأي ضمان يضمنه هؤلاء الذين عبثوا بالأوطان، وغامروا أو قامروا بالمهج الأرواح والأعراض؟؟!!
ماذا يعني؟ بل ماذا يغني؟ أن نتهم أو أن نحتج على ابن زايد أو على ابن تبون وبين ظهرانييا حتى الآن ، من يصر على أن يخيط بالإبرة من رأسها المثقوب..!!
مقرر في علم السياسة منذ القديم: أن الواقع يفرض نفسه، وأن الناس مع القائم، وأن بعض الناس يحب الارتفاع ولو على ...، فهل في كل هذا شيء جديد، أو علم علينا جديد ..؟؟منذ القديم يعرف الناس أنه عندما تكون المشاقّة أو المشاققة، يكون الناس في شق ما يظنونه مصالحهم ؛ ولو كان في الشق الآخر الله ثم الرسول ، ثم صالح المؤمنين...!!
لا تحزنوا .. ولا تيأسوا .. ولا تندبوا... بل فاعملوا ، وتذكروا ما قال عبد الله بن الزبير لأمه أسماء، وقد أغرى الحجاج من حوله الناس: يا أماه لقد خذلني الناس حتى ولدي !!
أعيدوا قراءتها ، وتمعنوا درس التاريخ. " لقد خذلني الناس حتى ولدي!!" ورضي الله عن ابن الحواري ...
ودائما يسألني الناس: وكيف الحل؟؟ وأعود وأقول: الحل أن نمسك بالإبرة فنخيط بها من رأسها الذي يخيط !! وأن ندخل المفتاح في قفل الباب من الرأس الذي فيه أسنان...
وسوم: العدد 955