أنجيلا ميركل.. استعراض عسكري ضخم في وداع أقوى امرأة في العالم!
قالت ميركل عبر الاحتفال في برلين إن صوت الاعتراض يجب أن يعلو في كل مكان يتم فيه إنكار الشواهد العلمية ويتم فيه نشر نظريات المؤامرة والتحريض. وأضافت: "ديمقراطيتنا تعيش أيضا من خلال وضع حد لتسامحنا بوصفنا ديمقراطيين في كل مكان يتم فيه اعتبار الكراهية والعنف وسيلة مشروعة لتحقق مصالح ذاتية".
أتاحت القوات المسلحة لميركل اختيار ثلاث مقطوعات موسيقية لتعزفها الفرقة الموسيقية واختارت ميركل ترنيمة الكنيسة "ربنا العظيم نحمدك" وأغنية "ينبغي أن تمطر لي زهورا حمراء" للمغنية هيلدغارد كنيف. والأغنية التي حققت صدى كبيرا "نسيت الفيلم الملون" للمغنية نينا هاغن التي حققت نجاحا كبيرا في ألمانيا الشرقية عام 1974 عندما كانت ميركل تدرس الفيزياء في مدينة لايبزيج آنذاك.
سعادة في قلبي
وتابعت ميركل الاستعراض وهي جالسة وكان يبدو عليها التأثر، ونظرا لظروف كورونا فقد شارك في الحفل عدد أقل من المعتاد من الحضور كان من بينهم الرئيس الألماني فرانك- فالتر شتاينماير والمستشار الألماني المحتمل أولاف شولتز.
وقالت ميركل في كلمتها قبل بدء المراسم إنها تتمنى لشولتز وحكومته "كل التوفيق والسداد والنجاح". وأكدت: "16 عاما مستشارة كانت سنوات مليئة بالأحداث، وانطوت في معظمها على تحديات، وقد تحدتني على الصعيد السياسي والإنساني، وكانت في الوقت نفسه دائما ما تشغلني". وتابعت: "حافظت على العمل بسعادة في قلبي".
وتحدثت المستشارة الألمانية عن الأزمة المالية والاقتصادية في عام 2008 وأزمة اللاجئين في عام 2015، وقالت إن هاتين الأزمتين أوضحتا مدى الاحتياج الشديد إلى التعاون الدولي العابر للحدود " وإلى أي مدى لا يمكن الاستغناء عن المؤسسات الدولية والأدوات التعددية من أجل التغلب على التحديات الكبيرة في عصرنا مثل التغير المناخي والرقمنة واللجوء والهجرة".
توازن المصالح
وتابعت ميركل: "أود أن أشجع على الاستمرار مستقبلا في النظر إلى العالم بعيون الآخر، أي إدراك وجهات النظر التي أحيانا ما تكون غير مريحة ومتناقضة من قبل الطرف المقابل، وأود أن أشجع على العمل من أجل توازن المصالح".
في الوقت نفسه، أعربت ميركل عن اقتناعها "بأن بإمكاننا أن نواصل تشكيل العالم بشكل جيد إذا لم نقم إلى العمل وفي قلوبنا استياء وغيرة وتشاؤم بل بسعادة في قلوبنا" مشيرة إلى أنها نفسها حافظت على هذا الأمر دائما.
زارت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل في 8/12/2021م، حديقة مارلو للطيور، فى جولة وداع داخل دائرتها الانتخابية فى ولاية مكلنبورج فوربومرن. وخلال الزيارة، أطعمت ميركل عددًا من الطيور، لكن تجربتها مع اللوريكيت الأسترالى، المتميز بألوان قوس قزح، كانت فريدة، إذ نقرها أمام عدسات الكاميرات، ما أفضى إلى فزعها. وحسب المنشور في «بيزنيس إنسايدر»، بدت ميركل خلال الزيارة مستمتعة، إلى حد دفعها للتفاعل مع كثير من الطيور، لكن هذا الاهتمام لم يظهر مع مشاهدتها بومة النسر الأوروبية، فاكتفت برؤيتها من مسافة بعيدة نظرًا لحجمها الكبير. وقالت ميركل فى تصريح مقتضب لـ«دويتش فيلا» خلال الزيارة: «لقد أبليت بلاء حسنًا مع الببغاوات».
لن تخوض السباق
قامت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الخميس (23 أيلول/سبتمبر 2021) بزيارة مفاجئة لدائرتها الانتخابية في مدينة غرايفسفالد شمال شرق البلاد. والسير فى منطقة المشاة والتقاط الصور مع المواطنين، وفي جولتها بالسوق الأسبوعي بالمدينة، قالت ميركل لبائعة ورد:" أردت أن أقول الوداع مرة أخرى". كانت ميركل تتجول وتزور المحلات بصحبة غيورغ جونتر الذي سيخلفها مرشحا مباشرا للبرلمان الاتحادي عن الحزب المسيحي الديمقراطي في هذه الدائرة الانتخابية كما صحبها ميخائيل زاك المرشح الرئيسي للحزب المسيحي لانتخابات برلمان ولاية مكلن بورغ- فوربومرن.
وفي أثناء الجولة انتهزت ميركل الفرصة لتلفت نظر المواطنين إلى جونتر الذي سيخلفها في انتخابات الدائرة للبرلمان الاتحادي حيث إنها لن تخوض سباق الانتخابات مرة أخرى.
المرأة القوية
أسهبْتُ في وصف الوداع الذي رافق انتهاء مرحلة حكم أنجيلا ميركل، وهو غيض من فيض مما حفلت به الصحف الألمانية والعالمية وقنوات التلفزة ووسائل الاتصال المختلفة في وصف رحيل المرأة القوية التي حققت لألمانيا أفضل الانجازات، واستطاعت أن تفرض وجود ألمانيا على الاتحاد الأوربي والعالم، وتواجه دونالد ترامب رئيس أقوى دولة في العالم ، وتجعل لألمانيا شخصية معتبرة في أوربة والغرب، حتى صارت رئيسة الاتحاد الأوربي بالأمر الواقع.
ودّعها الجيش الألماني، وداعا رائعا بالمفهوم الألماني والأوروبي، وخرجت ضاحكة مبتسمة توصي المواطنين بخليفتها، وتمشي في الشارع والسوق آمنة مطمئنة تداعب البائعين والمواطنين، متمنية لبلادها أن تسير إلى الأمام دائما، وتعلن أنها لن تترشح مستقبلا لأي منصب، أو قل لن تمارس السياسة العملية بعد أن أدت دورها، بما فيه من نجاحات وإخفاقات حاولت تصويبها وتصحيحها علنا دون أن تخفيها أو تتكتم عليها..
انظر إلى الجهة المقابلة في إفريقية وآسيا وأميركا اللاتينية، وتأمل صورة الحاكم، كيف يصل إلى الحكم، وكيف يغادره، وموقف الجيوش في هذه القارات- إلا من رحم الله- وقارنها بجيش ألمانيا القوي الذي عزف للرئيسة المغادرة ما طلبته من ألحان وموسيقى.
حتى النخاع
دعك من موقف أنجيلا ميركل من المسلمين ومن الإسلام، فهي صليبية حتى النخاع كما نفهم من سيرتها وسيرة آبائها وأجدادها، وتحب دينها ولم تسلط عليه الأوباش والصعاليك، تحت دعاوى زائفة مثل حرية التعبير، وتجديد الخطاب الديني الصليبي، وضرورة فصل الدين عن الدولة. الذي يعنينا أنها انتخبت لتخدم مواطنيها، ولا يخدمها مواطنوها ويصفقون لها ويرفعون صورها في الساحات والميادين والشوارع ويهتفون لها بالروح والدم.... . إن مرتبها معلن للكافة18.820 يورو في الشهر، أقل من مرتب الرئيس البروتوكولي الذي يقوم بمهام تمثيلية فقط وهو الرئيس الاتحادي فرانك فالتر شتاينماير.الذي يبلغ 20.911 يورو شهريا. (هل يعلم مسلم أوعربي مرتب حاكمه؟). لقد جاءت مثل الحكام المنتخبين في الدول الحرة، لتتحاور مع شعبها وتتشاور حول أفضل السبل لحل المشكلات الصعبة، والسياسة الداخلية والخارجية، وتطبق أفضل نظم المساواة والعدالة بين المواطنين، ولم تأت لتأمرهم وتنهاهم وتقمعهم.
أخبرني بعض من أعرف وكان يقيم في ألمانيا لبعض الوقت، أنه كان يفاجأ بالسيدة ميركل وهي أقوى شخصية في البلاد تتحرك في السوبر ماركت وحدها، وتختار ما يلزم بيتها من خضروات وفاكهة وخبز ومواد غذائية، وتضعها في العربة المخصصة للأغراض المنزلية وتدفعها حتى تصل إلى المحاسب الذي يتقاضى الثمن، ثم تعود بمشترياتها إلى بيتها مثل بقية المواطنين. وكان هناك جندي حراسة- أو جنديان- يقفان بعيدا لحمايتها والمحافظة على راحتها بعد عودتها من العمل. وذكر لي أن السيدة ميركل لم تغيّر شقتها التي كانت تعيش فيها قبل الوصول إلى المستشارية، وتحدثت في إحدى المناسبات فقالت: إنها تتشارك مع زوجها في أعمال البيت، وأن يواقيم (زوجها) يتابع الغسالة الآلية بعد أن تضع فيها الملابس.
العادلون
لا ريب أن أنجيلا ميركل تعيدنا رغما عنا إلى حكامنا العادلين على مدى العصور، وإن كانوا قلة، وتنكأ جراحنا التي لا تلتئم في ظل الاستبداد والقمع والتأله والانتقام الذي لا تفهم له سببا، والعدواة الغريبة للإسلام والمسلمين، مع أن القوم مسلمون في شهادات الميلاد والأسماء وجوازات السفر. أين هم من ميركل التي خصصت مكانا في شوارع العاصمة وغيرها من المدن الكبرى لسير المعاقين، والحيوانات الأليفة؟
ولدت أنجيلا دوروتيا ميركل في 17 تموز/يوليو 1954). بمدينة هامبورج، وهي عالمة أبحاث سابقة، وتحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء الكمية، وتجيد اللغات الألمانية والإنجليزية والروسية. دخلت السياسة في أعقاب ثورات 1989 بالمعسكر الشيوعي، وخدمت لفترة وجيزة نائبة للمتحدث باسم أول حكومة منتخبة ديمقراطيا في ألمانيا الشرقية برئاسة لوثر دي مايتسيره في عام 1990. وبعد إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990، تم انتخاب ميركل في البوندستاغ (البرلمان) عن ولاية مكلن بورغ- فوربومرن، وأعيد انتخابها مرات منذ ذلك الحين. وعينت في منصب وزيرة المرأة والشباب بالحكومة الاتحادية تحت قيادة المستشار هيلموت كول عام 1991، وبعدها أصبحت وزيرة البيئة في عام 1994. ثم بعد خسارة حزبها الانتخابات الاتحادية في عام 1998، انتخبت لمنصب الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل أن تصبح أول زعيمة للحزب بعد عامين في أعقاب فضيحة التبرعات التي أطاحت بفولفغانغ شويبله. مدة 18 سنة حتى 2018.
صارت في عام 2005، عقب الانتخابات الاتحادية مستشارة لألمانيا على رأس الائتلاف الكبير المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الشقيق البافاري، الاتحاد المسيحي الاجتماعي (CSU) والحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD). وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب.
وفي الانتخابات الاتحادية عام 2009، حصل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي على أكبر حصة من الأصوات، وأضحت ميركل قادرة على تشكيل حكومة ائتلافية بدعم من الحزب الديمقراطي الحر (FPD). وفي الانتخابات الاتحادية عام 2013، فاز حزب ميركل بشكل ساحق بنسبة 41.5٪ من الاصوات وشكل الإئتلاف الحكومي الثاني الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد أن فقد الحزب الديمقراطي الحر كل تمثيله في البوندستاغ.
صاحبة القرار
رأست في عام 2007، المجلس الأوربي وترأست مجموعة الثماني، وهي ثاني امرأة تشغل هذا المنصب. ولعبت دورا رئيسيا في مفاوضات معاهدة لشبونة وإعلان برلين. وكان واحدا من أولوياتها تعزيز العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي. وعقد اتفاقات مع الدول التي توجد فيها مصلحة لألمانيا، كما لعبت أيضا دورا حاسما في إدارة الأزمة المالية على المستوى الأوروبي والدولي، وأشير إليها باسم "صاحبة القرار" في السياسة الداخلية، وإصلاح نظام الرعاية الصحية، والمشاكل المستقبلية المتعلقة بتطوير الطاقة وأزمة المهاجرين، وهي القضايا الرئيسية في فترة قيادتها.
في خضم أزمة اليورو، قامت مجلة "لا جيفيس" الإسبانية الساخرة عام 2011 بتركيب صورة لميركل تظهرها شخصية متسلطة، إذ رغبت المجلة بهذه الصورة في تسليط الضوء على الشروط الصارمة التي بموجبها ستمنح ميركل مساعدات مالية لإسبانيا التي كانت تواجه أزمة خانقة في حينه. وذات مرة سألت ميركل رئيس الحكومة الإسبانية (الأسبق) ماريانو راخوي: هل كانت علامة اليورو ضربة بالسوط أم بالحديد؟ فأجابها بنبرة تذمر"الأمر يعتمد".
اعتادت أنجيلا دوروتيا كاسنر، ابنة القس اللوثري الألماني المنحدرة من أصل بولندي، النظر إلى جدار برلين الذي يفصل ألمانيا الشرقية (حيث تقيم) عن ألمانيا الغربية، بحسرة، قبل أن تمر السنون وتحكم ألمانيا الاتحادية كأول امرأة في تاريخها. ودخلت أنجيلا ميركل، عالم السياسة عام 1989، بعد سقوط جدار برلين.
دور الدين
لدى ميركل اثنان من الأشقاء أصغر منها، شقيقها ماركوس كاسنر وهو فيزيائي، وشقيقتها إيرين كاسنر وهي معالجة مهنية. ولعب الدين دورا رئيسيا في هجرة الأسرة كاسنر من ألمانيا الغربية إلى ألمانيا الشرقية. حيث ولد والدها كاثوليكيا، ولكن الأسرة كاسنر تحولت في نهاية المطاف إلى اللوثرية. درس الوالد اللاهوت اللوثري في هايدلبرغ وبعد ذلك في هامبورغ. وفي عام 1954، تسلم والد أنجيلا منصب راعي أبرشية في كنيسة كفيتسو (جزء من بيرليبيرغ في براندنبورغ)، التي كانت آنذاك في ألمانيا الشرقية، ولذلك انتقلت الأسرة إلى تيمبلين. وهكذا نشأت ميركل في الريف 80 كـم شمال برلين الشرقية. وهو المكان الذي ستعيش فيه بعدالآن.
في عام 1977 (سن 23)، تزوجت أنجيلا كاسنر طالب الفيزياء "أولريش ميركل"، ومنه أخذت اسم العائلة. انتهى الزواج بالطلاق عام 1982. زوجها الثاني الحالي أستاذ فيزياء "الياكم يواقيم زاور"، يعيش بعيدا عن أضواء الإعلام. اجتمعا لأول مرة عام 1981، وتزوجا بشكل خاص يوم 30 كانون الأول عام 1998. ليس لديها أطفال، ولكن زوجها يواقيم لديه ابنان بالغان من زواج سابق. وهي مشجعة لكرة القدم وعرفت باستماعها إلى المباريات بينما هي في البوندستاغ، وكانت تحضر مباريات المنتخب الوطني بصفتها الرسمية.
ميركل عضو لوثرية في الكنيسة الإنجيلية في برلين وبراندنبورغ و لوساتيا العليا السيليزيا، وعضو في الاتحاد البروتستانتي (على حدٍّ سواء الكالفينية واللوثرية) وهيئة الكنيسة تحت مظلة الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا (EKD). ال EKBO هي كنيسة الاتحاد البروسي.
سيدة محترمة
في تقرير لها، وصفتها شبكة «CNN» الأمريكية بأنها محترمة على نطاق واسع، وبعد عقدين من الزمان، تعززت مكانتها بصفتها سيدة دولة مسنّة، قادت أمتها خلال سلسلة من الأزمات التي يحتمل أن تكون مدمرة. كما ذكرت الشبكة، أن «ميركل» سميت أقوى امرأة في العالم عدة مرات، ولعبت أيضًا دورًا مهمًا على الساحة الدولية، حيث ساعدت في إدارة الأزمة المالية العالمية، وأزمة اللاجئين، والحرب في أوكرانيا.
وقد أطلق عليها الإعلام عددا من الألقاب، منها: السيدة الحديدية، لمواقفها الصارمة ومنهجها العلمي الجاف مقارنة بالعمل السياسي التقليدي. ويطلق عليها الألمان لقب «الأم» وفقا لموقع «إندبندنت عربية»، كما صنّفتها مجلة فوربس الأمريكية أقوى امرأة في العالم نظرًا لبقائها في الحكم مدة طويلة ونجاحها الاقتصادي وصمود ألمانيا أمام الأزمة الاقتصادية العالمية، التي أصابت أغلب دول أوروبا بالركود، وكادت أن تودي بأخرى إلى الإفلاس. وأشاد بها الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ووصفها بأنها امرأة "تاريخية".
ويذكر العالم موقفها الإنساني عندما فتحت حدود بلادها لجميع اللاجئين عندما اشتدت أزمة المهاجرين الهاربين من الحروب والمجاعة نحو أوروبا، ومقتل الآلاف منهم في البحر الأبيض المتوسط عام 2015. لقدواجهت معارضة كبيرة في بلادها بعد دخول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى ألمانيا، وتراجعت شعبيتها في الانتخابات، لكنها تمسكت بموقفها من اللاجئين، وكان يتوقع أن تفوز بجائزة نوبل للسلام.
ونقلت شبكة «CNN» الأمريكية، عن «بولمان»، كاتب سيرة حياة ميركل، قوله: إن العالم سيفتقد بشدة القيادة الثابتة لميركل.
وسوم: العدد 963