في سوريّة... مبشِّرات وواجبات
حسن قاطرجي
كان ولا يزال مطلبُ توحيد صفوف العاملين للإسلام على منهج واضح قرآنيّ وخطة مدروسة وأهداف محدَّدة تُستقى من إسلامنا العظيم وتفرضُها حاجات المرحلة التي تمرُّ بأمتنا بحسب ما تتطلَّبُها المصلحةُ الإسلامية العليا... من أعزّ المطالب وأغلاها!
وكانت تشتدّ أشواقُ المسلمين باستمرار لتحقيق أيِّ خطوة على طريق التعاون والتوحُّد وخاصّة في بلاد الثورات: لخطورة المواجهة أوّلاً، ولأن ذلك أساساً فرضُ الله وشرطُه للنصر... ونظراً لأن سوريّة تقع في القلب من جغرافيّة العالم الإسلامي ومصالِحِه الحيوية، وكَوْنَها في المركز الاستراتيجي من بلاد الشام وتمثِّل ثِقَلاً وازناً في مستقبل القضيّة الفلسطينية: فقد كانت اللَّهْفة تشتدّ والمخاوف من الفُرقة تتعاظم على امتداد أشهر الثورات... حتى تحقق بفضل الله وتوفيقه مؤخّراً إنجاز عدة خطوات اندماج وتوحيد، فتحقّق به نُقلة متقدِّمة نوعيَّة تُوجب على جميع المسلمين تأييدُها بكل قـوّة والدعــاء والضراعة إلى الله عزّ وجلّ بالتوفيق والتسديد، كما توجب على الدّعاة والإعلاميّين توسيـع الدعاية الإعلامية في تأييــدها، وعلى قيادات الثوّار وسائر المجاهدين التحلِّي بأخلاق الإسلام العالية في التعامل مع الأقلّيات، والقيام بطَمْأنة مكثَّفة وذكيّة لها على مستقبلها ومستقبل مشاركة أبنائها في بناء سورية الجديدة ما أُمِنَتْ مسالمتُهم وعلى قَدْر كفاياتهم...
أما العلماء والدعاة والمربّون - من الحكماء – فيجب على المستطيع منهم الدخول إلى الداخل السوري بأعداد كبيرة للقيام بواجبهم في الدعوة والتعليم والإصلاح بين الناس، أما أثرياء المسلمين فعليهم إنفاق المال بسخاء وبسرعة وجوباً شرعياً يشتدّ تأكُّدُه في هذه المرحلة.
وختاماً: لا ننسَ أنّ مِنْ أمضى الأسلحة وأشدّها على المجرمين: الدعاء وخاصّة في جوف الليل، ورحم الله العالِم الرباني الحرّ الذي قال لأحد الظَّلَمة: زد في ظُلمك حتى نزيدَ في دعاء الليل! فما مرّت أيام حتى وُجد ذلك الظالم مقتولاً برُمْحٍ مكتوبٍ عليه:
بَغَى وللبَـغْي سهامٌ تُنْتَـظـَرْ تأتيه مـن أيـدي المنايـا والقَدَرْ
هامُ الأيدي القانتات في السَّحَرْ يَرْمِين عـن قـَوْسٍ لها الليلُ وَتَرْ!