عندما تزرع، ليحصد غيرك..!!
هنادي نصر الله
استهبال للغير، أم استسهال للصعود، في ظل مكاسبَ مجانية بفيتو المصالح الشخصية؟ قصتها دفعتني إلى هذا التساؤل..
فقد أقرتْ لي صديقةٌ لي في لحظةِ اعترافٍ نبشتْ فيه أرشيف ذاكرتها " لن أسامحها".. قلتُ لها" من هي ؟ ولِم لن تُسامحيها؟"..
قالتْ هي رئيسةُ الجمعية، أدعو عليها دومًا بأن تُظلم؛ لتذوق مرارةَ الظلم؛ أتمنى أن تعيشَ ما عشته، ثم قالتْ والحسرةُ كادتْ تقتلها" حسبي الله ونعم الوكيل"..!
قلتُ لها" هوني عليكِ ماذا فعلتْ بكِ" قالتْ" أعوامٌ وأنا أجلبُ لمركز الحاسوب التابع للجمعية التي ترأسها الدعم المالي، قاتلتُ بكل الطرق ليحصل على ترخيصٍ من الجهات المختصة، نشرتُ سمعته المهنية في كل مكان،لم أكن أعرف حدودًا زمنية لدوام عملي، كنتُ أحسبه بيتي؛ فأغلب وقتي كان فيه؛ منذ الصباح وحتى ساعات المساء كنتُ أتلذذ بعملي" قاطعتها " جميل كل ما تقولينه ماذا بعد"؟؟
قالتْ بقرارٍ منها، أحبطتني، ولأول مرةٍ أحصل على إجازةٍ من عملي؛ أخذتُ إجازة خمسة أيام، شعرتُ فيها بإعياءٍ شديد، قاطعتها مرة أخرى" عزيزتي ماذا قررتْ؟ ماذا فعلتْ بك؟
تلعثم لسانها عن الحديث، ونطقتْ دموعها بالفاجعة، هي لم تستوعبْ بعد ما جرى معها، أخذتُ أجففُ دموعها وأمسحها بيدي، عزيزتي سألتُك باللهِ ماذا دهاكِ؟؟
قالتْ" أحضرتْ شابة حديثه التخرج من معارفها، وقلدتها إدارة المركز، هي لم تُراعِ بالمطلق المستوى الثقافي والمهني وسنوات الخبرة بيني وبينها، وفوق ذلك لم تُنصف جهدي، أيُعقل بعدما أصبح للمركز صيتًا وسمعة، بفضل الله أولاً، ثم بفضل جهودي أن تفعل بي ذلك؟؟
قلتُ لها" وهل وافقتْ هذه الشابة" ؟؟
قالتْ " ولِم لا تُوافق"؟
اتعبي يا... وذكرتْ اسمها، وإنتِ يا بنتْ فلانة، خذي كل شيء ع الجاهز!!، أليس هذا يُغيظ؟؟
قلتُ لها" هوني عليكِ وانسي، يُعوضك ربي خيرًا من المركزِ وإدارته"..
قالتْ وهي تُحاول أن تمسك دموعها كي لا تتساقط مرةً أخرى" لن أسامحها"..
قلتُ لها" قلبك قاسي"
ردتْ " بل الظلم أقسى"..
وعدُتها أن أكتبَ عن معاناتها هذه، التي قد نُعانيها جميعًا بوجوه وأسماء وظروف مختلفة، والسؤال آلا يخاف البشر من ربهم؟ أيُعقل أن نسمع في المجتمع عن عشرات بل مئات قصص التظلم، والمعنيين بالأمر لا يروق لهم أن يُراجعهم أحد في ذلك؟؟
كم من الناس ظُلمتْ وأُهدرَ تعبُها وجهدها تحت مسميات قرارات إدارية لم تكن مدروسة بالشكل المطلوب والكافي؟
يبقى الله وحده من يسمع أنات المظلومين، وحده القادر على إنصافهم، وحده القادر على منحهم ما يُحبون ويتطلعون، وحده الذي يُدرك براءتهم في دنيا شعار السواد الأعظم منها" اركب الموجة ودُس كل من قبلك حتى تصل، حتى لو دفعك ذلك على إلحاق الأذى بهم، ليس الأذى النفسي أو الإجتماعي بل أيضًا أن تنال من سمعتهم وأخلاقهم وأن تسعى لإفشالهم في أعمالهم"..
أقول لصديقتي .. اصبري واحتسبي، ولن يدوم الظلم يومًا...