لا بدَّ من أعيد النَّظر فيما وصل
د. محمد عناد سليمان
-عندما أرى كثيرًا من قنوات الإعلام يتصدَّر مشهدها ممِّن يدَّعون العلم ويفتون بتكفير فلان، والحكم بالرِّدة على فلان، واستباحة دم فلان، وينسبون ذلك إلى الدِّين زورًا وبهتانًا، والله يقول في كتابه العزيز: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء107 فلا بد أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما أرى تاريخ الأمَّة منذ القدم تتصدَّر فيه المشاهد السِّياسية القتل والذبح والتَّدمير والتَّنكيل، ثم ينسبُ القادة والرُّؤوساء ذلك إلى الدِّين فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما تكون السِّياسة هدفًا وغاية، تفرِّق الأمَّة شيعًا وفرقًا ومذاهب، وكلٌّ منهم يلغي الآخر، ويكفر المخالف، ويستبيح دم المعارض، وكلُّ يدَّعي نسبة ذلك إلى الدِّين، فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما أرى أحكامًا دينيَّةً تُبيح قتل الإنسان الذي هو غاية الوجود، وسخَّر الله له كلَّ شيء وجعلها في خدمته كالشَّمس والقمر، فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما أرى رجمَ الزَّاني المحصن حتى الموت يتعارض مع تحقيق إنسانيَّة وكرامة الإنسان، ودفاع العلماء بحديث أو حديثين واهيين يتعارضان مع نصَّ القرآن الكريم بعدم فعل ذلك، فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما أرى أن آيات القرآن التي تتحدَّث عن حريَّة الفكر والمعتقد تتجاوز المئتين، ثم يأتي من يدَّعي العلم ليتصدَّر المشهد بقتل غير المسلم، أو قتل المرتدّ والله غني عنه وعن إيمانه، فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما أرى بعض القوم ممَّن يدَّعون العلم يرون نسخ القرآن بالحديث النَّبوي، نظريًا ولا أجد واقعة أو حادثة تدلُّ على ذلك، فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.
-عندما أرى أمَّة تدَّعي الإسلام في كلامها، وتفعل كل ما رفضه الإسلام في حياتها، وتنفِّر النَّاس من الإسلام، ثم تقضي عليهم بالتَّكفير، فلا بدَّ من أن أعيد النَّظر فيما وصل.