لا تستسلم

في بعض الأحيان ينتابني شعور أن أوقف مسار الانطلاق، فحركتي تتراوح مكانها، أو السير في المكان، و أن مشاريعي في أدراجها، كدت أعلن هزيمتي، فأختار مربع السكون، أطوي مساري المشرق.

انظر خلفي نظرة الذي يسترجع شريط الأحداث، يراجع مسيرة العمر، أستذكر روائع الأيام الزاهية، حيث كان لي . في كل يوم قصة جميلة، عشت أفراحها مع أصحابي، لكن طعم تلك الأيام تغير.

أقول في نفسي: قد حملت نفسك فوق طاقتها، تقتل نفسك بجلد ذاتك و لومها، و لست السبب.

تقول نفسي: فتحت قلبك و ذراعيك لتحتوي غيرك، تشرع لهم في سرك و علنك نبضات قلبك، تترجاهم أن نحلق معا، لنصنع الأفراح في المدينة، لكن لا حياة لمن تنادي.

في أحيان كثيرة يقتلنا التسويف و التأجيل، نفكر نقترح، نطيل الشروح و التحليل، لكن حين نواعد الميدان للنزول يصيبنا الشلل، فيتعطل المشروع في مهده ، ننقض غزل المشاريع كريطة الحمقاء .

في غمار سردي لحكايتي ، يتحرك بصيص الأمل ، يوخز ضميري ، يستنهض همتي المنهارة ، بكلمات فيها تعزيز و تنشيط .

أقول في نفسي: أن تقطع مشوار سيرك بخطوة مثقلة خير من الانقطاع و التوقف، و أن تسير مع الضعيف ثقيل الحركة خير من السير وحيدا، فالضعيف لن يظل أبد الدهر ضعيفا، فربما تتحرر طاقاته، و تقوى عزيمته.

و أنا في تأملي أستحضر أسباب فشلنا، وقفت عند هذه الأسباب:

فأول منشؤه أننا ننظر و لا ننفذ، نفكر و لا نعمل، نخطط و لا نجسد المشاريع في أرض الواقع ، تقتلنا الجلسات في القاعات بذل النزول للورشات.

و من أسباب ضعف الحركة و النشاط؛ مرافقة من يضعف الهمة، مثل مهزوز العزيمة، ثقيل الحركة، خائر القوة، قليل الحرص، المماطل في تنفيذ المهمات أو قل المتحلل من الواجبات، فرفقتهم وباء.

و لا أتخيل أن يتسلل الملل ملعب الأرواح التي تأسرها الرغبة لإنجاح أعمال و مشاريع التي نحب ، فالمرء يسعد بما يحب .

وسوم: العدد 972