سأخبر الله بكل شيء ..

الحرب اليوم دائرة في اوكرانيا وهي على اشدها وعنوانها كسر العظم  .. 

الاقنية التلفزيونية العربية والغربية الغت برامجها وركزت على حرب اوكرانيا ، فان قتل مدني واحد  اعادوا لنا الخبر مرة تلو اخرى ، وان بكت امرأة عجوز وهي تتعكز على عصاها في طريقها للملجأ  اذاعوا لنا الخبر مرات ومرات  ، وان تم ترحيل المدنيين إلى حدود  بولونيا ، فيكون الخبر رقم واحد في نشرات الأخبار وتعليقات المحللين .

لاشك الأخبار القادمة من اوكرانيا مؤلمة،   ونحن اكثر الناس شعورًا  بالالم لاننا عايشناه مضروباً بألف مرة، فنحن  من تآمر العالم علينا،  وصمت الإعلام الا ماكان في محل رضى  ، اليوم فقط تقول نيويورك تايمز : السجناء السوريون  كانوا يكدسونهم بالهوليكًبتر ثم يرمونهم من إرتفاع شاهق  ليصلوا الأرض جثثاً هامدة، هذا غيض من فيض، فصواريخ روسيا فوق أعناقنا، وبراميل الأسد تزورنا في غرف نومنا، ومحارق صيدنايا اهلكت معتقلينا، والكيماوي يتسرب إلى بيوتنا  ليتركنا واطفالنا جثثاً هامدة ، بينما الإعلام الغربي ومعه العربي يتحفوننا ببرامج التسلية والالعاب الرياضية ،  وكأن سوريا كوكب آخر تائه بالفضاء .

كانت الشماتة تلمع بأعين اعدائنا عند كل محنة تصيبنا ، ورغم ذلك فالشماتة ليست مزروعة في مورثاتنا ، فالرسول خاطب اعداءه من قريش بعد ان وقعوا في الاسر ، : اذهبوا فانتم الطلقاء ،والسلطان  صلاح الدين الأيوبي كان يسقي الاسرى الصليبيين  الماء بيده . هذا نحن 

ولكن في القلب لوعة و ألم وجرح نازف من العرب الذين كانوا يتلقون أوامرهم من المتآمرين فيرموننا بالعيوب ليبرؤا انفسهم من مؤامراتهم علينا .

جمعونا ثم فرقونا .. سلحونا بأسلحة خفيفة ثم اوقفوا  ذخيرتها . دفعوا رواتب المقاتلين ثم منعوها عنهم . وبعد كل افعالهم   يخرجون على اقنيتهم الفضائية ليتهموا الثوار بكل مايملكون من كذب وخداع . 

لا اقول أننا كنا  منزهين عن الأخطاء ولا أقول اننا  لم نكن مخترقين ، نعم كان هذا فينا ولكن هذا يرافق كل ثورة تحررية ، وخاصة أننا نخوض ثورة يتيمة  بعد حالة كبت وديكتاتورية فاقت النصف قرن .

أعود إلى الغزو الروسي  لاوكرانيا  لأقول : نتألم  لكل مدني بريء يسقط في حرب روسيا  العدوانية   ولكن بنفس الوقت استذكر قول طفلنا الشهيد  وهو يلفظ انفاسه الأخيرة بعد ان عاجله صواريخ المجرمين : (سأشكوكم إلى الله سأخبره بكل شيء ) ثم لوى رقبته وسلم روحه لخالقه.

انه دعاء المظلوم يخترق السماوات ، فاستجاب الله لدعاء المظلوم باذنه تعالى  ، فما يصيب العالم اليوم من مآسي وكوارث سببه دعاء المظلومين 

وما اختلاف حلفاء الامس الامريكان والروس بعد ان كانوا على وفاق في قتلهم  للشعب السوري كل باسلوبه  هو من دعاء المظلومين .

فحربهم واختلافهم في اوكرانيا هي المقدمة   للعقاب الذي طال أمده، 

أما نحن السوريون فعلينا ان نعيد تماسكنا من جديد ، فهدفنا واحد وهو  ازالة القاتل وعصابته من   وطننا ..

و اننا باذن الله لفاعلون ، و اننا باذن الله لمنتصرون  .

وسوم: العدد 972