للمستقيلين من الائتلاف الوطني التحية والتجلة
تأملت اليوم أسماء الشخصيات الوطنية التي استقالت خلال السنوات الماضية من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فوجدت أسماء وطنية لامعة، كلهم تقاطعوا في أسباب استقالاتهم الظاهرة على سببين رئيسيين تقريبا:
السبب الأول قلة فاعلية الائتلاف..
والسبب الثاني: فقدان الائتلاف لاستقلالية قراره، وهذا أمر جد خطير..
ومع ذلك بقينا نحن الجمهور ننظر الى المشهد ببرود، وكأن أمر الائتلاف لا يعنينا بشيء.
حتى صار أمرنا إلى ما نسمع ونرى!!
حاولت أن أعيد فرز القيادات المستقيلة من بنية الائتلاف فوجدتها متوزعة على كل الطيف الوطني. وعدا عن السببين اللذين ذكرت، كان الإحساس بالكرامة الشخصية والوطنية هو الباعث الخفي وراء تلك الاستقالات. الشعور بالكرامة لا يباع عند العطار.
عرفت في فضاء هذه الثورة شابا نشميا كان محسوبا على الفصائل يأنس بي أحيانا، فيحدثني بألم، ويستشيرني في الاستقالة، وكنت أنهاه، وأقول له بقاؤك هناك أولى بك، وبالثورة. ثم لم يعد يطيق فاستقال..
ربما وراء كل مستقيل قصة وحكاية ورواية، تحتاج إلى من يجمعها في كتاب!!
وفي عالم ارفع يدك لأضع يدي، يكون الشعار أو السعار: الله يقلعو لأقعد مطرحو..
وسياسة النبذ والتطفيش هي السائدة. يراهنون على كرامات الناس، يقولون فلان مجرد أن توجه له إهانتين، يجلس في بيته، ويرخي ستره، ويقرأ على نفسه:
ونفسَك أكرمها فإنها إن تهن عليك فلن تلقى لها الدهرَ مكرما
وهكذا استقال فلان وفلان وفلان ربما أعدُّ أربعين امرأ وامرأة. واختلفوا هل اشتق العرب امرأ وامرأة من المروءة، أو اشتقوا الاثنين منهما..!!
تطفيش الناس بتوجيه الاهانات مجرب، حيث لا يكون صبر إلا لأصحاب البلادة والشراسة والفجاجة..
لن أذكر لكم أسماء الكرام الذين أبى عليهم إحساسهم بكرامتهم الوطنية والشخصية إلا أن يستقيلوا، حذر أن أنسى واحدا منهم فأظلم..
وفي تقاليدنا البلدية إذا أردنا أن نمدح رجلا أو رجالا في حضور آخرين، نقول كان والله رجلا، ولا نخيره على الحاضرين، ثم نكمل..
وأريد أن أختم بها في هذا السياق فلا أستطيع، وهل ترك لنا المتحكمون في تركيبة الائتلاف، إلا ما نرى، حتى بعض الكرام الذي صابروا وصبروا ولم يستقيلوا تمت إقالتهم نصبا على التمييز..
أتمنى أن يتفرغ أحد الشباب، فيعد لنا ثبتا بأعضاء الائتلاف الأول، ثم كيف تقلبت وتبدلت به الأيام..
مجرد أمنية لعلها تفتح أعينا وتسمع آذانا.. ختم عليها…
وسوم: العدد 998