الغرب العلماني يريد من كأس العالم لكرة القدم أن يكون تظاهرة رياضية لدعم المثلية والتحول الجنسي
مع اقتراب موعد انطلاق مباريات كأس العالم في دولة قطر،ارتفعت وتيرة أصوات في بلاد الغرب العلماني مستنكرة الشروط التي وضعها البلد المنظم لهذه التظاهرة الرياضية، والتي تلزم من يرغبون في حضورها ومتابعتها باحترام قيمه الدينية والوطنية ، وتقاليده وعاداته العربية ، ومن ضمنها منع رفع شعار المثليين والمتحولين جنسيا وهو ما استنكرته مسؤولة ألمانية نيابة عن كل الدول الغربية العلمانية ،واعتبرته مساسا بحقوق الإنسان ، وبحرية هؤلاء المثليين والمتحولين جنسيا .
وتروج بعض الأخبار مفادها أن فرقا لكرة القدم ستدخل الملاعب بشارات عليها ألوان قوس قزح التي يتخذ منها المثليون والمتحولون جنسيا شعارا لهم احتجاجا على ما اشترطه البلد المنظم للمونديال ، كما تروج أخبار أخرى مفادها أن الأمر قد يصل حد مقاطعة بعض الفرق المشاركة في هذه التظاهرة الرياضية لنفس السبب .
ويبدو أن الدول الغربية العلمانية مصرة على فرض قيمها على البلد المنظم لهذه التظاهرة الرياضية ، وستعمل على دعم المثلية والتحول الجنسي من خلال إلزام الفرق الكروية برفع شعارها في الملاعب خلافا لما جرت به العادة من منع حمل شعارات خلال المباريات من شأنها أن تثير حساسيات أو نعرات تفسد أجواء رياضة كرة القدم .
ولقد سبق أن رفض بعض مشاهير هذه الرياضة حمل شعار المثليين والمتحولين جنسيا، فتعرضوا للنقد الشديد ،واتهموا بتهمة معاداة المثلية والتحول الجنسي ، ولا شك أن هذا المشهد سيتكرر مرة أخرى في دولة قطر أو ربما ستتحول الأنظار إلى ما قد يقع من خلاف بين اللاعبين الرافعين لذلك الشعار ، وبين آخرين رافضين رفعه . ومن يدري قد يصل الأمر حد توجيه حكام المباريات إنذارات لهؤلاء الرافضين رفعه تماما كما كانوا يفعلون عادة حين يسجل بعض اللاعبين أهدافا ، فيكشفون عما يحملون تحت قمصانهم الرياضية من شعارات تعتبر محظورة من طرف الفيفا ، كما هو الشأن على سبيل المثال بالنسبة للشعارات المؤيدة لحق الشعب الفلسطيني في الاستقلال والحرية والحياة الكريمة.
ولا ننسى حجم التأثير الخطير الذي سيخلفه رفع نجوم كرة القدم العالميين رمز المثلية والتحول الجنسي وهم محل إعجاب الأغرار من الناشئة بهم والذين يقلدونهم في كل أحوالهم من تصفيف شعورهم أو حلقها إلى وشومهم ،ولباسهم ، وأقراطهم المعلقة في آذانهم ،وسلاسلهم التي يضعونها حول أعناقهم ...وسيصير حملهم رمز المثلية والتحول الجنسي مما يقلدونهم فيه ، وهو ما سيهوي بهم في مستنقعات الشذوذ الجنسي ، ويحولهم إلى مرضى نفسيا وسلوكا .
ومن غير المستبعد أيضا أن تواجه قطر عقوبات من طرف بعض الدول الغربية العلمانية أو منها جميعا ،والتي تعتبر أن فرض شروطها باحترام قيمها الإسلامية وتقاليدها العربية على من يحضرون هذه الظاهرة الرياضية العالمية فوق ترابها يعد مساسا بالقيم العلمانية التي تتبنى الدفاع عن المثليين والمتحولين جنسيا ، وتعتبر ذلك دفاعا عن حقوق الإنسان وحرياته ، و تسميه قيما كونية تعتبرها ملزمة لكل دول المعمور ضاربة عرض الحائط تنوع قيمها، وخصوصياتها الثقافية ،وأعرافها ،وتقاليدها مع أن ذلك مما يدخل ضمن حقوقها و حرياتها هي الأخرى والتي يجب أن تحترم.
ومعلوم أن تبني العلمانية الغربية الدفاع عن الشواذ والمتحولين جنسيا يعكس مدى انحطاط قيمها الأخلاقية والحضارية التي تتبجح وتفاخر بها ، وتريد فرضها على قيم غيرها بل أكثر من ذلك عولمتها في سائر المعمور ، وهي سائرة في طريق اشتراط ربط علاقاتها ومعاملاتها الاقتصادية مع غيرها من البلدان بشرط انتزاع الاعتراف بالشذوذ والتحول الجنسييين المخالفين للفطرة البشرية السوية ،والمهددين لسلامة الجنس البشري واستمراره في هذه الحياة ، وهو أمر لا يقل خطورة عما يتهدد حياة البشر من آفات خطيرة كالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري المهددة للبيئة ومن فيها من مخلوقات .
والشذوذ الجنسي بمخالفته للفطرة السوية يعتبر امتهانا للكرامة البشرية بحيث ينحط من يمارسون في أدنى درجة الانحطاط الأخلاقي، وهو سلوك ينحدرف بالجنس البشري عن مكانة التكريم والتفضيل الإلهيين له .
وأخيرا نتساءل هل ستتشبث دولة قطر بمبادئها أم أنها سترضخ لمطالب العلمانية الغربية المؤيدة والداعمة للشذوذ والتحول الجنسيين، وهي تروم بذلك استباحة كرامة وعرض البلد العربي المنظم ، ومعه كرامة وعرض كل البلاد العربية والإسلامية ؟ ولا ننسى أن المبالغ الخيالية التي صرفت على هذا المونديال في ظرف الضائقة الاقتصادية العالمية أمر مخجل حين يسلط الضوء على ملايين الجياع والمرضى والمشردين في العالم والذين لا يحظون بما يحظى به الشواذ والمتحولون جنسيا من اهتمام وتأييد ودعم مادي ومعنوي .
ولنا عودة أخرى إلى هذا الموضوع في انتظار ما سيتمخض عن هذا " المونديال " المنظم عربيا . ومن يدري قد يكون هو آخر تنظيم عربي له إذا ما تشبثت دولة قطر بما اشترطته من احترام خصوصياتها ، ومبادئها ، وسارت على نهجها دول عربية أخرى تطمح إلى تنظيم المونديال مستقبلا ، أما إذا ما استسلمت قطر لإملاءات العلمانية الغربية، فربما سيسمح لغيرها من البلاد العربية بتنظيم " المونديالات " مستقبلا ،لأن ذلك سيكون غزوا علمانيا، وتطويعا لها لتدخل بيت الطاعة مكرهة خائفة من عواقب التمرد على دخوله ، وما يترتب عن ذلك من عقوبات مذلة .
وسوم: العدد 1005