من مقاصد الشريعة الإسلامية: تأليف قلوب الناس على الإسلام
من مقاصد الشريعة الإسلامية، التي لم ينتبه إليها الفقهاء بعدُ، تأليف قلوب الناس على الإسلام. وبلغ الأمر في مراعاة هذا المقصد أن ضُرب للمؤلفة قلوبهم سهم في الصدقات، نص عليه القرآن..
أعتقد أن تأليف قلوب الناس على الإسلام مطلب دائم في كل حين وآن. وأن تأليف قلوب الناس على الإسلام لا يكون فقط بالمال، بل في جمال العرض، والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وتقديم الأنموذج الأجمل للمسلم في كل زمان..
وأعتقد أن تأليف قلوب الناس على الإسلام لا يتعلق فقط بالتأليف على أصل العقيدة، ثم يقال للمسلم ستفعل هذا وتلتزم بهذا رغم أنفك وأنف أبيك، وإن أبيت حكمنا عليك بالردة، وعالجناك أو عاجلناك بالسيف..كما يدندن بها بعضهم صباح مسلم، بل كما نتألف غير المسلم على الإسلام حتى يسلم، نتألف المسلم مرتكب المعاصي حتى يهجرها ونتألف المسلم المتقاعس عن الطاعات ونعنينه عليها ، ونسهلها عليه حتى يؤديها.
قال شاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أكاد أصلي الصبح مما يطول بنا معاذ!! وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول/ أفتان أنت يا معاذ؟؟
حين يتحدث معنا - نحن العامة - بعض الناس أشعر أنهم يدفعوننا دفعا لنقول هجرا يعجبهم، يخرجوننا بموجبه من الملة، ويحكمون علينا بضرب الرقاب، ويقولون لمن يليهم، وقد أشبعت قلوبهم من ري، أرأيتم كنا نقول لكم عن فلان إنه مريب واليوم يثبت أنه كافر ..
عندما قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: العامي لو يرني ويسرق خير له من أن يتكلم بعلم الكلام خرّج ذلك بقوله إنه إذا جادل صاحبه أحب أن يزل، وإذا زل صاحبه فقد كفر، فكأنه أحب للناس أن يكفروا..
أولئك الفتانون المرتابون المنفرون أعداء الله ورسوله وجميع المسلمين الظالم لنفسه والمقتصد والسابق في الخيرات...
حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم، اللهم اكفناهم بما شئت ألهمهم رشدهم وألهمنا رشدنا..
وسوم: العدد 1006