اليوم العالمي للإيدز فرصة لإدانة المثلية والرضائية
في مثل هذا اليوم من كل سنة، يستحضر العالم داء فقدان المناعة المكتسب المعروف بالسيدا أو الإيدز ، وهو داء لا زال يحصد العديد من الأرواح سنويا في كل بلاد المعمور، ولازالت أعداد المصابين به والحاملين لفيروسه في ارتفاع مطرد حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، ولا زال مصدر قلق كبير بالنسبة لكل أمم الأرض .
وخلافا لكل داء يتميز الإيدز عن غيره من الأدواء بتحرج الناس من التصريح به كما هو الشأن بالنسبة لغيره ، وذلك لكون أحد أسبابه هو إباحية الاتصال الجنسي بين الناس علما بأن من ضحاياه أبرياء أعفاء لا علاقة لهم بذلك ، وليسوا ممن تسببوا في نشره عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة بين . ولنذكر على سبيل المثال نموذجا من هؤلاء الضحايا حين ينقل أحد الزوجين هذا الداء عن طريق ممارسة أحدهما الجنس مع أطراف أخرى ، وهو ما يترتب عنه وجود طرف مسؤول مسبب للداء ، وطرف ضحية .
ومن المفارقات أن الجهات الداعية إلى محاربة هذا الداء لا تميّز بين الأطراف المسؤولة والمسبب له عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة ، وبين ضحاياه ، بحيث تجعله سواء لسبب بسيط هو الطابع السري لتلك الممارسات الجنسية التي لا يجرؤ من يمارسونها على الكشف عنها لضحاياهم عن قصد وسبق إصرار.
ومن المفارقات أيضا أن نفس الجهات التي تحارب هذا الداء ، تعتبر العلاقات الجنسية الشاذة من مثلية ورضائية ـ وهي من المسببات المباشرة له ـ حقا من حقوق الإنسان ، وهي تطالب بتعطيل القوانين المجرمة لهما ، وتسوي في تعاطفها بين ضحايا داء الإيدز وبين الشواذ جنسيا الذين يتناقلونه فيما بينهم وينقلونه إلى غيرهم عبر الحقن الملوثة في المصحات والمستشفيات .
ومن العبث أن تنصح منظمة الصحة العالمية وغيرها من الجهات التي تدعي توعية الناس بخطورة داء فقدان المناعة المكتسب باستعمال العوازل الطبية وهي تشجع بذلك على العلاقات الجنسية الشاذة عوض التنبيه إلى خطورتها باعتبارها السبب الرئيس في انتشار هذا الداء مقارنة بالأسباب الأخرى .
وأخيرا نقول لكل من يعتبر المثلية والرضائية حقا من حقوق الإنسان كفى تناقضا و نفاقا باعتماد أسلوب الكيل بمكيالين حيث يجمع بين نقيضين لا يجتمعان أبدا من حهة محاربة داء السيدا ، ومن جهة أخرى تشجيع الذين يشيعونه في المجتمعات من المثليين ،ومن الزناة والزواني ، ويعرضون بذلك حياة أبرياء للخطر من خلال إما آفة الخيانة الزوجية أو من خلال وقوع أخطاء طبية تتعلق بالحقن على سبيل المثال أو ضخ الدماء الموبوءة ، أو غير ذلك من أسباب انتشار ما بات يعرف بمرض العصر الذي نتمنى الشفاء لكل من كانوا ضحايا انتقاله إليهم وهم أبرياء لا يعلمون .
وسوم: العدد 1008