طاووس تونس… ماذا بعد ؟
تدهشني تونس مجددا وأنا أتابع التفاصيل عبر شاشة «الجزيرة» حيث مراسلة حربية متمركزة في أزقة شارع الحبيب بورقيبة، قرب مقر وزارة الداخلية، وأيضا عند مشاهدة تلك التغطية الخجولة للحدث التونسي عبر «فرانس 24 « والتي تدلك على أن المؤسسة الفرنسية أقرب للحيرة في ترسيم الموقف.
كل قيادات «حركة النهضة» تغيب عن الكاميرا بوضوح… «كمون تكتيكي» فعال ونشط فكرته أن القوى المدنية وليس اللون الحزبي السياسي هي التي قررت ولو قليلا «نتف ريش الطاووس» الذي يتمختر باسترخاء في أزقة وبقايا ثورة الياسمين.
أجزم بأن بعض الدول الرجعية سهرت على «إفساد فرحتنا» نحن في أمة المتفرجين بحالة واحدة مذهلة ورائعة ومنتجة ضمن موجات الربيع العربي ولا أعلم حقا كيف حسمت القراءات والحسابات عند معشر الطواويس المغرورة التي حاولت التهام كل ما يمت لتونس بصلة وذكرى طيبة في العمل المدني الحقيقي.
بكل أمانة نحب تونس وأملنا كبير في أن تبقى حرة مزدهرة سخاء رخاء. لكن شوارعها كانت حزينة في آخر زيارة وننتظر عودة البسمة لها، وأغلب التقدير في جدال «الإصلاح العربي» إن مقولة الفاضل طاهر المصري هي جوهر ولب المسألة: «هندسة الإصلاح ليست بديلا عنه».
كان يمكن للطاووس أن يغادر الصندوق ما دام قد حصل على تفويض شعبي.
تونس الخضراء تستحق العز.
وسوم: العدد 1015