يحلّلون ويحرّمون كما يحلو لهم

 - تدين أمريكا حرب روسيا على أوكرانيا، وتجنّد العالم لمقاطعة روسيا، وتتمسّك بالقانون الدّوليّ الذي يحرّم احتلال أرض الغير، وفي الوقت نفسه هي من تدعم احتلال اسرائيل للأراضي العربي، وتوفّر الحماية لها، كي يبقى هذا الاحتلال أمرا واقعا.

 – أمريكا لا ترى في انضمام أوكرانيا لحلف النّاتو تهديدا للأمن القومي الرّوسي، رغم أنّهما جارتان، مع أنّها احتلت أفغانستان والعراق ودمّرتهما وقتلت وشرّدت شعبيهما وهدمت دولتيهما، دفاعا عن أمنها القومي رغم أنّ العراق تبعد عن أمريكا أحد عشر ألف كيلومتر، وأفغانستان أربعة عشر ألف كيلومتر.

- وأمريكا ضدّ احتلال روسيا لأراض أوكرانيّة، لكنّها تحتلّ بلدانا أخرى ومنها دول عربيّة من خلال قواعدها العسكريّة فيها، وترى في قوّة روسيا والصّين تهديدا لأمنها القوميّ، بينما لا ترى في قواعدها العسكرية في أوروبا القريبة من روسيا والصّين، وفيها أسلحة نووية تهديدا للأمن القوميّ لروسيا والصّين. وأمريكا تحتلّ شمال سورية بالقوّة العسكريّة وتعتبر ذلك "تحريرا" لسورية.

- أمريكا تحمي وحدة أراضيها، بينما قسّمت كوريا إلى دولتين، ومن قبلها قسّمت فيتنام، وتحمي انشقاق تايوان عن وطنها الأمّ الصّين.

- أمريكا تآمرت على عشرات الأنظمة التي حكمت في أسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبيّة، وأسقطتها ونصّبت عملاء لها بدلا منهم، وتتغنّى بعدم جواز التّدخّل في الشؤون الدّاخليّة للدّول الأخرى.

- أمريكا تتباكى على حقوق الإنسان، وهي أكثر الدّول التي انتهكت حقوق الإنسان في العديد من الدّول، ومنها دول عربيّة مثل، العراق، سورية، ليبيا، اليمن، الصّومال، وأمريكا تحمي حليفتها اسرائيل التي انتهكت وتنتهك القوانين والأعراف والقرارات الدّوليّة ولوائح حقوق الإنسان.

- أمريكا تدعو الأمم المتّحدة لإخراج روسيا من مجلس الأمن، بسبب حربها على أوكرانيا، وتنسى أنّها أكثر دولة شنّت حروبا على دول أخرى بعد الحرب الكونيّة الثّانية، ودمّرت دولا وقتلت وشرّدت الملايين.

 – أمريكا تصنّف الدّول إلى دول دكتاتوريّة شرّيرة، وتحاصرها وتحاربها وأخرى ديموقراطية عادلة، وهي أكثر الدّول عدوانيّة في العالم.

 – أمريكا تدعو إلى حريّة التّجارة والاقتصاد المفتوح، لكنّها تخشى تطوّر اقتصاد الدّول التي تنافسها اقتصاديّا مثل روسيا والصين، فتحاصرها وتفرض عليها عقوبات.

- أمريكا تشنّ حروبا وتحتلّ دولا وتدمّرها وتقتل شعبها بناء على أكاذيب، كما حصل باحتلالها للعراق عام 2003، وتعترف بأكاذيبها ولا تعتذر عنها.

- أمريكا تسيطر على منابع البترول، وتحكم العالم من خلال قواعدها العسكريّة، ومن يخالفها فهو شرّير يجب القضاء عليه، وفي الوقت نفسه تدعو إلى الدّيموقراطيّة وحق تقرير المصير للشّعوب.

- أمريكا وحلفاؤها الأوروبّيّون يزوّدون أوكرانيا بمختلف الأسلحة الحديثة، لمحاربة روسيا وإجبارها على الأنسحاب من الأراضي الأوكرانيّة، وفي الوقت نفسه تصنّف من يقاومون احتلال اسرائيل للأراضي العربيّة بالإرهابيّين.

 – أمريكا ومعها أنظمة عربيّة تصنّف التّنظيمات العربيّة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، ولا تعترف بدولة اسرائيل كتنظيمات إرهابيّة مثل حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، وحزب الله اللبناني والجبهة الشّعبيّة وغيرها، بينما تغضّ النّظر عن أحزاب صهيونية عنصريّة فاشيّة كالصّهيونيّة القوميّة والصهيونيّة الدّينيّة رغم أنّها تنكر وجود الشّعب الفلسطينيّ. وتدعو إلى قتل وتهجير الفلسطينيّين.

- تفرض أمريكا عقوبات على أشخاص ومنهم رؤساء دول مثل الرّئيس الرّوسي بوتين، والرّئيس السوري بشار الأسد، والقيادات الإيرانيّة، وتصنّفهم كإرهابيّين، بينما لا تعتبر وزير الماليّة الإسرائيليّ سموترتش إرهابيّا مع أنّه يريد احتلال الأردن وأجزاء من السّعودية وسورية والعراق، ودعا إلى حرق بلدة حوّارة الفلسطينيّة، ولا تعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيليّ بن غفير ارهابيّا مع أنّه يتزعّم عصابات مستوطنين تمارس الإرهاب.

وسوم: العدد 1026