وحدة الشعب …معيار نجاح الثورة

أعزائي القراء…

حاول النظام السوري وعلى مدى ٥٠ عاماً من  إحتلاله لسوريا ان يعزي كل الثورات التي قامت ضده للاسلاميين،  وعلى وجه الخصوص للاخوان المسلمين ليخفف الضغط الشعبي ضده بتقسيم الشعب الى فئات وبالتالي يسعى لتحييد فئات عديدة من الشعب السوري ، فاصدر قانونا باعدام كل من هو عضوٍ في الاخوان المسلمين علماً انه لم يكن هناك سجلات  تبين ان فلاناً من الاخوان المسلمين وفلانا لاعلاقة له بالاخوان ، الا اذا اعتبر كل من يداوم على صلاته وصيامه عضواً بالاخوان المسلمين علماً ان هناك من العلمانيين لايقطعون صلاة ً ولا يفطرون رمضاناً  .

نستطع القول ان الشعب السوري بكل اطيافه واتجاهاته  كان عرضة للملاحقة والتعذيب ، وقد اثبت الشعب السوري وحدته عندما قام الطائفي  ابراهيم خلاص قبل هزيمة حزيران بـ45 يوماً حيث كتب في  مجلة جيش الشعب الناطقة باسم الجيش البعثي السوري مقالا رئيسيا بعنوان:

( استنجدت أمة العرب بالإله، فتَّشتْ عن القيم القديمة في الإسلام والمسيحية، استعانت بالنظام الإقطاعي والرأسمالي وبعض النظم المعروفة في القرون الوسطى، كل ذلك لم يجدِ فتيلاً ... 

بينما يؤمن الإنسان الاشتراكي العربي الجديد أن الله والأديان والإقطاع ورأس المال والاستعمار والمتخمين وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا دمى محنّطة في متاحف التاريخ). هذا الاستفزاز لمكونات الشعب السوري  هيج الشعور الديني لدى المسلمين بكل اتجاهاتهم، فاعلن الإضراب العام في سوريا واغلقت المكاتب والمدارس  والجامعات واغلق التجار محلاتهم فكانت اياما تعبر عن الوحدة  الكاملة وافشلت مخطط الطائفيين بنسب كل الاتهامات الى جهة واحدة هي الاخوان المسلمين .

وفي اعوام الثمانينات من القرن الماضي كانت النقابات العلمية في مقدمة المطالبين بالديموقراطية  فتم اعتقال المئات منهم على مختلف اتجاهاتهم  واودعوا سجن صيدنايا لاثني عشر عاماً .

ولم يكتف النظام باللعب على الايدولوجيات السياسية بل لعب على الانتماء الجغرافي ايضاً ؟ وقد حدثني صديق من حوران كيف كانت المخابرات تعتدي على مزارع ومواشي اخواننا الدروز وتتهم اهل حوران بهذه الجرائم لتقوم بدور المصالحة بين الطرفين وبعد سنة او اكثر تعكس حالة الاعتداء فتقوم المخابرات من جديد  بعقد الصلح بين الطرفين وهكذا تفعل في محافظات اخرى لشغل السوريين ببعضهم  حتى يطيل النظام  فترة احتلاله لسوريا .

وعليه ونحن نخوض اليوم اكبر  ثورة بالتاريخ علينا ان نعزز صمودنا بوحدتنا والابتعاد عن الاشاعات التي ترمي لفرقتنا ، فاسلوب عدونا اصبح معروفا منذ ان اخترع مع الفرس تنظيم داعش ورفاقها ، والمطلوب منا اليوم التكاتف والاستمرار  بثورتنا  بكل الطرق والاسلحة العسكرية والسياسية المتوفرة امامنا وبذلك نفشل مخططات الطاغية و عصابته وعصابات أسياده.

وسوم: العدد 1028