وقفة مع أيام مجد أمتنا ومكانتها العالمية

لأمتنا الصَّابرة قيمٌ عاليةٌ . وتاريخ حافلٌ بالفخر والاعتزاز على كل ما لهذه الأمة من آثار عظيمة خالدة في حياة الأمم والشعوب . فإنجازاتها الحضارية في كل المجالات لايمكن أن تُنسى أو تُمحَى من ذاكرة الحقب التاريخية العظيمة ، التي تشهد على فضل الأمة ألإسلامية ومكانتها . وأيامها الخالدات التي سطرتْ فيها أيادي عظمائها الكرام أكرم وأسمى ماتحتاجه البشرية في حياتها . قيم ومزايا ومآثر لأيام لايُمكنُ أن تُمحَى من ذاكرة أي مواطن يعيش على هذه الأرض التي خلقها الله سبحانه وتعالى لإعمارها في ظلال رسالته السماوية التي اختُتمت بديم نبيِّنا صلى الله عليه وسلم . ومما لاشك فيه أن الأمة اليوم تحدوها مشاعر الوفاء والإخلاص لها . وضرورة العمل للنهوض بواقعها الأليم ، ورفعة مكانتها من جديد بين أمم الأرض وشعوبها . ولعلها الرؤية الواعية لدى كل مسلم على وجه الأرض ، وهو يعلم معنى الانتماء لهذه الأمة ولنبيِّها صلى الله عليه وسلم ولقيمها وإنسانيتها المستمدة من كتاب الله الكريم ، ومن سُنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم . ويعلم أيضا معنى حمل هذه الهُويَّة الإسلامية التي بات الكثير من من مفكري الغرب وعامة الناس لديهم يقبلون ـــ اليوم ـــ للدخول في الدين الذي يحفظ لهم دينهم ودنياهم ويدلهم على طريق آخرتهم ، وعلى كل مايسعدهم . تحتفل الدول والشعوب بما لها من أيام ، وبما في هذه من ذكريات تومئ بالفخر والاعتزاز عند تلك الأمم ، وأمتنا جديرة لا باستجلاب صور تلك الأيام في كل عام ، بل هي بحاجة إلى إحياء المعنى الكريم ذي الأثر البالغ في تأجيج مشاعر الولاء والوفاء وانهوض بهذه الأمة المجيدة من جديد. وتعزيز متطلبات النهوض التي ماعادت تخفى على أحد . فتلك الصور المبهرة صاغها الرجال الأشاوس الأبرار الذين بذلوا راحتهم وجهودهم لإشادة أركان أمة قادت أمم الأرض . وعملوا بكل ما أُوتوا من إيمان بالله وثقة بفتحه وتوفيقه ، وبما لديهم من خبرة وحكمة و وعي على الأخذ بكل الأسباب التي تعمل على رفعة مكانة الأمة. وعلى تطورها الحضاري على قواعد من ديننا العظيم وقيمنا وعاداتنا الأصيلة التي تؤكد المروءة والشهامة والوفاء والإيثار . وتلكم القيم وغيرها هي شعار المواطنين الصالحين. وهي من مزايا الرجال العظام الذين وهبهم الله القدرة ، وأيدهم بالفتح والتوفيق ،فكانوا سادة الدنيا . و وعدهم الله المنازل العليا في جنات النعيم يوم لاينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلب سليم .

أيام مجد أمتنا ومكانتها العالمية ، يجب أن يكون لها القيمة العالية والمكانة مرموقة في حياة أبنائهـا . فتلك الأيام هي محضن إرثنا الزاخر بكل مافي تلك الأيام من إنجازات وعطاءات ، شهد لها التاريخ ، وهل عرف عرف التاريخ أعظم من هذه الأمة ، وأرحم منها على باقي شعوب الأرض . وحين تتغنى بعض الشعوب بماضيها ، وفي مناسبات عدة . فالأجدر أن يتغنى أبناء أمتنا بتلك الأيام ، وأن تُتَرجم تلك الأشواق من الأناشيد العذبة التي يتغنى بها الجيل بعد الجيل ، إلى أيدٍ تعمل ، وقلوب تنبض بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبحب رسالته السماوية . وأن نرى دلالاته هذا الحب وهذا الولاء في أدائنا اليومي ، وفي سيرتنا المحمودة ، وفي السعي في مناكب الأرض ، وفي إحياء روح التوحيدوالأخلاق الفاضلة والقوة ،وأن نفعِّل هذه القيم في نفوس أبناء الأمة منذ نعومة أظفارهم . ليكونوا القدوة المميزة في أفعالهم وأقوالهم . لتنمية قيم المواطنة الصالحة التي تتغنى بمصداقيتها الأمم .

 أيام مجد أمتنا ومكانتها العالمية بطبيعتها المؤثرة في النفوس ... تعمل على تجديد الوفاء والولاء لما لدى الأمة من قيم ومآثر، وتضع أمام القيادات الشعبية والرسمية العبء الأكبر للنهضة بالأمة . وهي من ثمرات جهود الأجداد رحمهم الله تعالى . سائلين الله سبحانه أن يمدالمخلصين الأوفياء بالعون والتوفيق . والحمد لله رب العالمين .

وسوم: العدد 1030